تلك هي الحرب وأولئك نحن بقلم:ملاك سمير حسن
تاريخ النشر : 2019-09-18
تلك هي الحرب وأولئك نحن بقلم:ملاك سمير حسن


"تلك هي الحرب واولئك نحن"

خائِفة ، رعِشة ، هَلِعة ، مُرتَعِبة، لَستُ أَقدِرُ على النّوم ، لَستُ أعلم هل سأموت اليوم أم غدًا أم بعد اسبوع ميعادي حتّى ربّما بعد عام، هكذا هي الحرب تحِلُّ عليكَ كالّلعنةِ دون سابِقَ إنذار ، تقتَحم دِيارك وملجأَك ، تَسلِبُ مِنك راحَتُكَ و طُمأنينتُك ، تَنهب أعزّاءك و أَحبابك تِلكَ هي الحرب ؛ تَستمدُّ من ألمِنا قوّتها، وقوّتها تَسرِقُ مِن رجالِنا أَرواحَهم لِتَحرِقَ أَرواحنا ، تَبْطِشُ شَرَفنا لتُخيف َأمّهاتنا و بناتنا وأحفادنا .

تِلكَ هي الملعونة ، صاحِبَةَ الخِزيِ و العار ، تِلكَ هي الحرب.
أمّا عنا فلا يوجد ما هو غريب ، نجاهِدُ على حساب أَرواحنا ، نقاتِل حتّى تَرتاح نِساؤنا وأطفالنا .. يأسروننا لإخافتنا يَحسبوننا نَهابُ غرفةً و تعذيبًا ، وَ كأنّنا نخشى الوقوع بَيْن دناءتهم .

تبًّا لَهم مرّت ثلاثة وسبعون عامًا و لم يعرفوننا ، يَظنّون أنّنا لن
نَسْكُنَ وطننا وَ أنّنا سَنرحل ، إنّنا بلا أرضنا لا نحيا ، لن نُعطيهم
وَطننا حتّى لو حَربهم أَطالوها .

نَخشى الوقوع بالحب لما رأينا من فراقٍ لِلأحبّة، وَ تُراوِدُنا لو أنّنا لم نُخلق بعائلة حتّى لا يُوجعنا فراقهم .

نقرأُ كتب السّلامِ لِنَحيا بعيدًا عن واقعنا!
نُنشِد أغاني وطنيّةٍ كَي لا نَحرِمَ أَنفُسنا من متعةِ حبّ الوطن!
نتناول إفطارنا سويًا كأنّنا نُطلّ على شاطئٍ هادئٍ بعيدٍ عن كل الفوضى ، يُهيّأُ لَنا الدّمار عمار .
تِلكَ هي الحرب وَ أولائكَ نحن ، القتَلى ، أَصحاب الشّتاتِ الملتَم .