ترامب يراقب ويشك ويُعد فاتورة باهظة برسم التحصيل بقلم:عمر عبد القادر غندور
تاريخ النشر : 2019-09-18
ترامب يراقب ويشك ويُعد فاتورة باهظة برسم التحصيل

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه "يبدو" أن إيران تقف وراء الهجوم على منشأتي نفط أرامكو السعودية في بقيق وخريص، لكنه أشار إلى أنه من المبكر الجزم بذلك، ونفى ترامب رغبته في الدخول في صراع جديد لكنه اعتبر أنه "في بعض الأحيان نضطر لذلك".
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، مساء الإثنين، ردا على سؤال عما إذا كانت إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتي أرامكو، إن "الأمر يبدو كذلك، نحن نتحقق من ذلك الآن وسوف نبلغكم".
وأضاف ترامب أنه لا يريد حربا مع إيران، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أفضل أسلحة وتحديدا الطائرات المقاتلة والصواريخ. وتابع بالقول: "الولايات المتحدة أكثر استعدادا" لأي صراع من أي دولة أخرى في التاريخ، وأوضح: "مع قول ذلك، نحب بالتأكيد نرغب في تجنبه".
وكرر ترامب تصريحاته التي سبق أن رددها عن السعودية عليها أن تدفع الأموال لبلاده مقابل حمايتها، ملمحا إلى أن عليهم أن يدفعوا إذا شنت الولايات المتحدة عملا عسكريا. وقال: "كان ذلك هجوما على المملكة العربية السعودية وليس هجوما علينا، ولكننا بالتأكيد سنساعدهم، إنهم حليف عظيم، وأنفقوا 400 مليار دولار على دولتنا خلال السنوات الأخيرة".
وأضاف: "أعتقد أنها مسؤولية السعوديين، إذا كان شخص ما مثلنا سوف يساعدهم، أعلم أنه سيتم دفع المال مقابل ذلك، الحقيقة هي أن السعوديين سيكون لهم مشاركة كبيرة إذا قررنا أن نفعل شيئا ما، وهذا يتضمن الدفع، وهم يفهمون ذلك بشكل كامل".
وبسؤاله عما إذا كان قد وعد السعوديين بحمايتهم، قال الرئيس الأمريكي: "لا لم أعد السعوديين بذلك". وأضاف: "يجب أن نجلس مع السعوديين ونتوصل إلى شيء ما". وأشار إلى أن وزير خارجيته مايك بومبيو ومسؤولين آخرين سوف يزورون السعودية قريبا.
ويُفهم من كلام ترامب ان دولته في عهده باتت دولة للايجار ومستعدة للضرب في اي مكان وبغض النظر عن المعايير الانسانية والقانونية والعلاقات بين شعوب العالم، لقاء المال والمال فقط. ولا نشك للحظة واحدة ان الولايات المتحدة أحسنت وتُحسن استغلال خوف حكام البترول العربي من زوال سلطتهم ولذلك سيدفعون ويدفعون حتى آخر فلس، وان المقاول ترامب ليس متيما بهؤلاء العربان ولن يعيرهم اي اهتمام اذا نضّب نفطهم ونُهبت خزائنهم...
وهو مع ذلك بدا هادئا وليس مستعجلا لانه يعلم ان الطائرات المسيرة التي ضربت ارامكو انطلقت من اليمن واتهامه لايران جاء تحت عنوان الشك بانتظار ما يقدمه السعوديون من معلومات، ولا يسبق للاميركان ان طلبوا معلومات من سلطات تابعة لهم على المستوى الاستخباراتي !! وحرص ترامب على إبقاء السعوديين في حالة صداع ورعب ريثما يتم اعداد الفاتورة لحدث له حساباته الاقليمية والدولية واثاره وتداعياته على الامن الاقتصادي الدولي... وعلى حلفاء الولايات المتحدة... وعلى مستقبله السياسي للمرحلة القادمة.
وفي الجانب الايراني نقل التلفزيون الرسمي قولا للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي ان ايران لن تدخل مطلقا في محادثات مع الولايات المتحدة وان سياسة الضغوط القصوى التي تمارسها واشنطن على طهران ستبوء بالفشل.
عمر عبد القادر غندور
اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 17/09/2019