الذكاء العاطفي والحياة الزوجية بقلم:ايمان أبو شعر
تاريخ النشر : 2019-09-18
الذكاء العاطفي والحياة الزوجية

ايمان أبو شعر

يُحكى أن امرأة ذهبت لأحد الحكماء تشتكي له سوء معاملة زوجها لها ، فلما اخبرته بالأمر، طلب منها احضار شعرة من رقبة الأسد ، دُهشت المرأة  ، لكنها غابت وبعد فترة عادت للحكيم ومعها مُراده، فسألها الحكيم : ماذا فعلت ؟ اجابته بأنها تقربت من الاسد وعرفت نقاط ضعفه وقوته، فسألها الحكيم مرة اخرى، أعجزتي عن فهم وترويض زوجك واستطعت فهم وترويض الأسد؟

القصة السابقة تؤكد أن الحياة الزوجية تحتاج لذكاءٍ حتى تصل سفينة الحياة إلى بر الأمان ،ومن أنواع الذكاء هو الذكاء العاطفي، فما هو ؟

هو قدرة الفرد على قراءة مشاعره الشخصية ومشاعر الآخرين، فهي مهارة أساسية لنجاح العلاقة الزوجية ، ولو نظرنا لسيرة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، كيف استخدم الذكاء العاطفي مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين قال لعائشة : " إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنتِ عني غضبى ، أما إذا كنتِ عني راضية، فإنكِ تقولينا لا ورب محمد وإذا كنتِ عني غضبى قلتِ لا ورب إبراهيم " وكما استخدمت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذكاء بحياتها الزوجية مع رسولنا الكريم ، حيث  قالت (كيف ترى حبي بقلبك يا رسول الله ؟ فقال كعقدة الحبل، وينشغل عنها رسولنا الكريم بأمور الدعوة ،فتعيد السؤال لرسولنا فكيف حال العقدة يا رسول الله؟ فقال أمتن ما تكون) ،وكذلك حال صحابة رسول الله  حينما دخل "علي بن أبي طالب" على زوجته "فاطمة الزهراء" رضي الله عنها فرآها تستاك بسواكٍ، فغازلها في بيتين رائعين :

 حظيت يا عود الأراكِ بثغرها ... أما خفت يا عود الأراك أراكَ ؟

 لو كنت في أهل القتال قتلتك  .... ما فاز مني يا سواكُ سواك

 يجب على الزوجين ترجمة  الحب على أرض الواقع بالكلمات والأفعال معاً ،لا يكن أحدكم بخيل بكلماته،
 وإن كان أحد منكم بخيل بكلماته ستصاب العلاقة الزوجية بالبرود العاطفي ،وينشأ بينهم بما يسمى الصمت الزوجي ويحصل الفتور بينهم وربما (الطلاق ) ، ويطيب لي أن أذكر أن الدراسات النفسية توضح أن50% من حالات الطلاق سببها غياب الذكاء العاطفي بين الزوجين ،الناتج عن تبلد المشاعر والأحاسيس .

ولو تحدثنا عن أهمية الذكاء العاطفي :

_يستطيع الفرد أن يسيطر على مشاعره وعواطفه

_يساعد الشخص على تقبل انتقادات واراء مع الطرف الآخر .

_يزرع ويقوي بين الزوجين الحب والاهتمام والانسجام.

وعن آثار غياب الذكاء العاطفي :

تبلد المشاعر والأحاسيس .

الخلافات والجمود بالعلاقة الزوجية.

غياب الذكاء العاطفي من الزوجة يدفع الزوج للارتباط بعلاقات محرمة لإشباع عاطفته، وكذلك الحال بالنسبة للمرأة، فغياب جو الحب والانسجام يدفعها لطرق أبواب غير شريفة.

 أيها الزوجان :

الزواج من أسمى العقود لذلك سُمى بالقران الكريم الميثاق الغليظ ،وهدا يدل على تعظيم الله لشأن الزواج (وأخذن منكم ميثاقا غليظاً ) حافظا على هدا الرابط العظيم ، ولا تسمحا لأحد أن يغرق سفينتكما.