إمرأة من فولاذ بقلم:غفران الطايع
تاريخ النشر : 2019-09-18
امرأة من فولاذ 
سعيدةٌ اليوم بعودتك 

سعيدةٌ برجوعك راكعاً أمامي تستنجدُ عودتي ، اطربتني أصواتُ نشيجُك ... 

آهٍ كم كنت سعيدة بدموعك ...

أُقسمُ أنني لستُ بامرأةٍ حقود ؛ إنّما كلُّ تلك الأمور تُعيدُ لي كرامتي و كبريائي .... 

أخبرتك ألفاً بأن لا تعشقَ امرأة تهوى الروايات ، أخبرتك أن كلّ أساليب الخداع لديك تخرُّ أمام قدميها ...

أعترف ... بأنه حينما خابت ظنوني بك فقدتُ شهيتي على الكلام و اسرني صمتاً قاتلاً ... 

كنتُ متعبة و مرهقة حد الألم ... لم أكن أعلمُ كيف أصفُ خيبتي منك ... ما خطر لي يوماً بأن وجهك الذي أحببت لم يكن سوى شيطاناً يتنكرُ بملامح ملاك ...

كيف لي استيعابُ ذلك و أنا في الأمس كنت ارسمك لأحيا بك .. تجمّرت دموعي ، و سالت على وجنتيّ كالفحم السائل ... كنتُ احتاج أن انتزعك منّي كي أُنجي قلبي من غصةٍ تتقطع بوجودها أنفاسي ...حملتُ جراحي منك ... لملمتُ خيباتي و دموعي و خبَّأتُ نفسي في قوقعتي بعيداً عنك ، و عن كلِّ من يرغب في رؤيةِ انكساري ، استئصلتُك من عمقِ الفؤاد ، و من بين ثنايا الروح ، و انتهيتُ منك ...

ما كسرني يوماً رحيلك أو الحنينُ إليك ...

فأنا ما زلتُ كما أنا امرأة من فولاذ ... لا تنكسر ... ولا تنحني ... 

إنّما أنا حزينة لأجلك ... مسكينٌ أنت ... لن تستطيع يوماً الإنتهاء منّي ستبقى عواصفُ النّدم تصفعُك لضياعي ، ستغرقُ في وحلِ الحنين ... لكن لا أُبالي بموتك أمام عزّتي 

ستُبكيني دهراً ... وبلا جدوى ... لن تُغنيك الدُّنيا بأكملها عنّي ... ليس تكبُّراً ... لكنني مؤمنةٌ بأنني 

امرأةٌ لا تُنسى ... لا تُستبدل ... و لا تُعوّض ...