ظلام بقلم: هداية عبد الرحيم الكحلوت
تاريخ النشر : 2019-09-17
لكن هل تعرف هذا الشعور ، أن ترغب بالإنعزال عن الجميع ، حتى أنه ليس بمقدورك التفوه بحرف واحد ، تريد الاستيقاظ من النوم تذهب لأداء مهامك أن يضعك السائق أمام وجهتك دون أن تقول له إلى أين تذهب ، أداء مهامك دون الاحتكاك بأحد ، عودتك إلى بيتك وتجاهل أي سؤال يوجه لك لا طاقة لك لسماع الأسئلة ، حتى سؤال كيف كان يومك من عائلتك لا تريد سماعه ، أن تستسلم لكل شيء يحدث وتغط في نوم عميق ، هل تعلم ماذا يعني شعور أنك لا ترغب بأي شخص أن يقتحم عزلتك ؟
حسنا .. توضيح آخر ، لا خروج لا لأداء المهام لا لرؤية أي شخص ، أن تبقى في سريرك ، الظلام الذي إقتحم حياتك وروحك تجعله يقتحم غرفتك أيضا ، تغلق على نفسك جميع الأبواب ، تشعر وكأن الكون مزدحم جدا ، الكون بأكمله لا يتسع لك ولأحلامك ، من ينظر لك يظن بأنك في نعيم الهدوء ، لا أحد يرى الفوضى التي تعبث في روحك ، صراعاتك مع نفسك ، محاولاتك للصمود ، لا أحد يرى كم مرة كسرت واستسلمت وقاومت ، لا أحد يكلف نفسه على رؤية خوفك وقلقك ، رؤية الآلام التي تعزف على أوتار روحك ..
حسنا .. تبقي نظرك معلق على ساعة الحائط تراقب حركة عقاربها تيك توك تيك توك ، تشعر بها في قلبك الفرق أن تحركاتها منتظمة ، أما أنت ف كل نبضة بك مرتبكة ، شهقات متتالية ، ضيق في التنفس ، جسد هزيل ، تشعر وكأن الكون كله متكور في حلقك ،، 
حان وقت التساؤلات في العبور الى رأسك ! من أنا ؟ من هذا المشتت ؟ تنظر الى عيناك تتسائل ما الذي جعل بريقها يضمحل ويختفي ؟!
كيف أصبحت انسان هش ضعيف ؟!
تنظر لعلك تجد شيئا تلجأ اليه ، لا تستطيع لا البكاء ولا الصراخ ما عاد يجدي نفعا ، تفر للكتابة لكن ما عاد بمقدور الحروف أن تخفف عبء ما تشعر به ، تبحث علك تجد شخصا يستمع لك ، لكن تجد بأن الحروف متحشرجة في حلقك ، كل شيء سواداوي الآن في نظرك ، تحاول الهروب الى النوم فتجد أن الأرق احتلك تماما ، كل ما تستطيع فعله الآن التحديق بالسقف والاستماع الى تكات الساعة ، والاستسلام لها وكأنها شيء مهدئ للأعصاب .