هل تتكرر مذبحة صبرا وشاتيلا؟ بقلم:أحمد الحاج علي
تاريخ النشر : 2019-09-17
هل تتكرر مذبحة صبرا وشاتيلا؟
أحمد الحاج علي

في الذكرى الـسابعة والثلاثين لمذبحة صبرا وشاتيلا، ما زالت الأجواء التي أنتجت المذبحة تحكم الساحة اللبنانية. العنصريون يتكاثرون. صاروا أكثر جرأة بالحديث عن "الغريب" الجاثم على أرضهم.

يتحدّثون بكل صراحة عن الحاجة إلى تهجير الفلسطينيين. يتفاخرون بأنهم يمنعونهم بالعمل، ويحرمونهم إجازات العمل، وكيف خفضوها 57 بالمائة.

صار هناك من يتحدث ويجاهر بأنه آن الأوان لاستخدام أفران هتلر كأداة عقابية ضد الفلسطينيين. لا يتحرك القضاء. لأن هناك نوعاً من الحماية لمثل هؤلاء العنصريين.

طنين ملايين الذباب حول جثث الشهداء في صبرا وشاتيلا، عاد أكثر قوة، باستعداد أكبر لممارسة طقوسه.

ما زال العنصريون يحاولون التخلص من الفلسطينيين بوسائل شتى. يضيقون عليهم مساحات العمل، يعيقون تحركاتهم في التنقل، يمنعونهم من التعليم، يغلقون بوجهوهم أبواب المستشفيات، يضايقونهم في كل شيء.. ثم يفتحون أمامهم كل أبواب الهجرة. اذهبوا حيث شئتم، لكن لا تعودوا إلينا أبداً. هكذا يقول العنصريون اليوم صراحة ما كانوا يقولونه أمس مواربة.

المذبحة لم تنته بعد. لأن الخطاب الذي دفع لتلك المذبحة ما زال سارياً. خسرت (إسرائيل) عدوانها على لبنان، لكنها ربحت جعل كره الفلسطينيين عقيدة بدلاً من كرهها والعداء لها. 

الفلسطيني ممنوع من العمل، وقاتله من عملاء لحد وغيرهم عادوا بلغة أشد عنصرية، وأكثر يباسة، متفرغة من كل عاطفة.

المذبحة ربما تتكرر، ومنعها يحتاج عملاً كبيراً على الصعد كافة.