هم أم هن بقلم:إسراء سلام
تاريخ النشر : 2019-09-17
(هم أم هن)
قرأت يوما عن هذه السيدة التى تزوج عليها زوجها الحسناء الشابة، وقاموا بطردها من المنزل، لكنها قبل أن تغادر وضعت لهم بقايا أسماك وأطعمة بحرية في أعمدة السرائر، حتى اجتاحت الرائحة العفنة المكان بأكمله، فلم يتحملا المكوث فيه،
وعرضاه للبيع، فأتت الزوجة المقهورة، لتبتاع منهم البيت، ظن زوجها وحسناءه أنهم قد خدعوها، ورحلوا حاملين أمتعتهم بما فيها سرائر الأسماك المتعفنة...

لقد نشرت هذه القصة تحت عنوان" فن الانتقام" إلا أنها أثارت لدي تساؤلات غير موضوع الانتقام، على الرغم من أني انحنيت احتراما لهذه المرأة الداهية، أيهما أقوى على النفس البشرية، قهر الرجال أم كيد النساء؟

لذا فكان علي أن استحضر موقفا آخر أنتصر فيه الرجل على إمرأة حتى أعقد موازنة منصفة بين الطرفين، وقد سبب لي هذا الكثير من الأرق، إذ طفت بذهني في أرجاء القصص فلم أجد ما يعادل ضراوة المرأة في الكيد، وما كان على أن أجهد نفسي في
البحث، وقد جاء في كتابنا الكريم {إن كيدكن عظيم} فقد لزمت العظمة كيد النساء ويرجع الكثير أنه أعظم ما خلق القادر في صفات خلقه.

إذا فالأمر محسوم بطبيعة الحال، ولا أتخذ من هذا مجالا للفخر، كوني امرأة، وإنما يلقي بي في مواجهة التساؤلات ما الذي يدفع المرأة أن تكيد للرجل؟

المرأة في كينونتها عاطفية وتمنح إن أحبت بلا حدود، ولكنه الرجل في قهره لها، يستدعي قوى الشر لديها، فيخلق كيدها الذي لا يتناهى، لنعود من جديد إلى هذا التساؤل أي الكفتين ترجح؟

مما لا شك فيه أن كلام رب العزة منزه عن الخوض فيه، فقد عظم كيد النساء، الذي في العادة ما وراءه قهر رجل لها، هنا تتلقاني أرصفة الحيرة، أيهما ينجب الأخر العظيم أم الأعظم، فالعظيم ينجب الأعظم، أم العكس؟

لأسلم في النهاية بحقيقة أن بقدر الضغط يأتي الإنفجار، وأقف أمام نفسي أتباهى بكوني إمرأة وأدعو الله أن يجنبني قهر الرجال، رأفة بهم لا بي.