أن أكتب إليك بقلم:علا عبد الكريم عبد الحليم
تاريخ النشر : 2019-09-17
يريحني أن أكتبَ إليكَ في أشدّ لحظات ضعفي؛ ليقيني بأنكَ لن تقرأ.آذنُ لحمامة الأيك مكسورة الجناح داخلي أن تخرج، لتستقر بين دفتي أوراقي، تخطَّ كلماتٍ مبتورة الأمل، فكرة مشتتة الهوى، وحروف أبجدية مشوهة.

ربما أصرخ، أبكي، وأستبدلُ كوبَ قهوتي بأشدّ مشروباتي كرهاً "الحليب".

أفعلُ كل ما أكره، لا زلت للآن أجهل سبب فعلي هذا؛ كجهلكَ أنتَ بطقوسي هذه.

أتجرعُ مرارةَ فعلي لأشياءَ أمقتها كمحتضرٍ رأى باب الجنة أمامه فاستكان و ترك روحه تخرج منه بسلام.

أرقصُ؟! أجل أرقص ولكن على موسيقى صاخبة؛ عكس التي اعتدتَ عليها في حضوري، ثم أغفو عند حلول الفجر ربما.

أتدري؟! ما يوماً نظرتُ للوقتِ في حالتي هذه لأرى كم استهلكتَ مني، كنتَ في كلِّ مرة أستلقي إلى سريري، أغمض عيني، أبحثُ عن أولِّ نبضة لك في قلبي، لا أدري أكنتُ أتمنى حقاً أن تخبو أم لا؟ ولكني كنت أجدها كما هي، لا شيء قادر على تبديدها.

أصحو صباحاً كعادتي باسمة، أسرح شعري، أرتب أحمر شفاهي الذي لطالما بعثرك، أسيرُ إليك بخطاي الهادئة؛ أكتسي حلتي التي رأيتني بها أول مرة، ذاتَ القوة والثقة، أطلبُ فنجان قهوة وأزينه بقطعة سكر واحدة، أعقدُ يدي، ألفُّ ساقاً على أخرى، أرفع رأسي وأتركُ عينيَّ تبحر في عينيك، أرى فيهما نظرة أعرف مغزاها جيداً؛ أن عادت لترسخَ فيك فكرتي التي لطالما أخافتك، أنني فتاة تكتمل بكَ؛ و تزداد ألقاً ببعدك عنها؛ حتى غدوتَ أنتَ الذي لا يقوى على الفراق.