هل عدتِ بقلم: مرح محمد ديب المصري
تاريخ النشر : 2019-09-17
"هل عدتِ"

                         هل عدتِ؟

فقد مللت استيقاظي من كابوسٍ يعلوه صراخ اسمكِ ويرسو في نهايته يقطر رعباً ودمعاََ، رغم ذلك كنت أرفض الواقع وأرفض أن يترسخ في صدري جرح فقدانكِ،فأسرع للعودة للكابوس الذي يجمعني بكِ.

                         هل عدتِ؟

للحظةٍ لأضمكِ إليَّ حتى يتلاصق جسدي بجسدك وتنتقل روحي لكِ وروحكِ لي، لثوانٍ تكون بها أوردتي قادرة على تجرعِ دفئ دمكِ، لا رغبةََ بكِ بل حاجةً إليكِ.

                        هل عدتِ؟

فما عادت قدماي قادرةٌ على حمل لهاث روحي المسرعة إليكِ. وما عاد حلقي المهترئ يلفظ سوا اسمكِ، وماعادت أظافري المضمحلة تسعف موجاتِ القلق والتوتر حين يذكر اسمكِ. وماعاد الدرب يرسم لي سوى بقايا سراب الذكريات، وفتات اللحظات العابرة.

                         هل عدتِ؟

ولا تسأليني إن كنت قد حاولت الوقوف دونكِ ودفنكِ مع ذكرياتكِ بصندوق خشبي يحوي كل جزءٍ منكِ. صدقيني قد حاولت!

ولكن سرعان ما أطبقتْ على قلبي جدران الحزن التي أعتدت أن أعلق عليها خيباتي في كل مرةٍ ذهبت بها إلى موعدٍ حددته معكِ في مجرةِ خيالي ولم تحضري.

               هل عدتِ؟

للحظة، لدقيقة، لساعةٍ،أو ليومٍ كامل. فقط عودي وليتوقف الزمن لحظة قدومك فأفنى كلي وأغدو ظلكِ".