وهم الانتصار!! بقلم:ماهر حسين
تاريخ النشر : 2019-09-16
وهم الانتصار!! بقلم:ماهر حسين


وهم الانتصار !!!!
ماهر حسين .
تناقلت وسائل الإعلام العربية والعبرية خبر مغادرة نتنياهو العاجلة لمستوطنة (أشكلون) بسبب القصف الصاروخي الذي تعرضت له مستوطنات غلاف غزة، وأعتبر البعض منا بأن مغادرة نتنياهو للقاعة بهذا الشكل انتصار كبير للمقاومة ولصواريخ المقاومة القادرة على إخراج نتنياهو من القاعة بهذا الشكل المتعجل.
في حقيقة الامر هذا ليس انتصارا" لنحتفل به، ولكننا أعتدنا الاحتفال بالانتصارات الوهمية وبل بتنا من هواة الانتصارات الوهمية.
الانتصار هو تحقيق الأهداف وبالنسبة للكثير ممن يفكر بعقلانية فإن الانتصار الحقيقي الذي نحتاج في غزة هو الحفاظ على بقاء المواطن بدلا "من الموت من أجل محاولة الخروج من غزة، الانتصار في غزة هو تعزيز صمود المواطن والحفاظ عليه وتوفير حياة كريمة له، الانتصار في غزة يكون بوحدة غزة مع الوطن وعودتها للشرعية فغزة جزء لا يتجزأ من دولتنا القادمة لا محالة ولا مجال لقيام دولة في غزة لوحدها.
في حقيقة الامر فإن غزة تحتاج منا الى انتصار على أنفسنا لنقبل بالتعددية والديمقراطية ولنقبل بتداول السلطة ولنتجاوز الواقع ومعه اثار الانقلاب، فلا مكان لانقلابات في غزة ولا مكان لإراقة الدم الفلسطيني من أجل السلطة.
وفي هذا الأمر فإن غزة بحاجة الى انتخابات كما هو كل الوطن ومؤسساته الشرعية التي يجب أن تستعيد قوة تمثيلها للكل الفلسطيني وعلى حماس أن تسهل من أمر إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فهذا هو الحل الأمثل للانقسام البائس.
بالنتيجة، غزة ليست بحاجة الى انتصارات وهمية يدفع ثمنها المواطن الغزي بينما البعض يصفق احتفالا" بنصر لا يراه أحد سوى المستفيدين منه.
كفلسطينيين عموما"، نحن بحاجة الى وحدة وطنية فلم يعد هناك مجالا" للمزيد من المماحكات والمراهنات السياسية ، ونحن بحاجة الى عمل جاد نرفع به قضيتنا العادلة من (بازار) المال السياسي المشروط على طريقة (نبغي هدوء) لتعود قضيتنا الفلسطينية العربية الى الواجهة باعتبارها قضية احرار العالم.
كل ما سبق هو بعض مما نحتاج وقد يكون مقدمه لانتصار فلسطيني حقيقي بعيدا" عن حادثة خروج نتنياهو من القاعة متعجلا"، وهنا ألفت نظر القارئ الكريم الى أن الإعلام العبري لم يتعامل مع خروج نتنياهو من القاعة على أنه هزيمة بسبب الصاروخ ولكن ثارت تساؤلات كثيرة حول أن نتنياهو غادر اجتماعه مُتعجلا" ولم يلتفت للجمهور ولم ينتظر نتنياهو تأمين الحضور في القاعة وأترك للقارئ الكريم التفكير في هذا الأمر حيث أن من أبرز واجبات القائد السياسي أن يحافظ علىى حياة مواطنيه ويطمئن على أن لا يغامر بحياتهم.