ما يسعى إليه أردوغان في القمة الثلاثية بقلم:عماد علي
تاريخ النشر : 2019-09-16
ما يسعى إليه أردوغان في القمة الثلاثية بقلم:عماد علي


ما يسعى اليه اردوغان في القمة الثلاثية

عماد علي

من المفروض ان يجتمع رؤساء الدول الثلاث الشبه المتحالفة الحاملة لاكبر المشاكل فيما بينهم روسيا وايران وتركيا من جهة، وما يجمعهم من الاعداء المشتركين التي تفرض عليهم اتخاذ خطوات سياسية عسكرية مشتركة و متناسقة لحدما من جهة ثانية، بينما تتخلل في علاقاتهم الكثير من الفترات المتعكرة من جانب تركيا بالاخص لعدم استقرارها نهائيا في مكان معين في تجهاتها لحد الساعة و عدم ثبوتها بشكل قاطع على التحالف الذي تدعي انتماءها اليه و هي عضو الناتو و لا يمكنها الا ان تقطع الصلة بامريكا كي تجلس في حضني روسيا و ايران بشكل  نهائي، و لكنها حائرة في امرها لان امريكا تلعب معها جيدا بحيث لا تجعلها ان تقطع املها بما تهدف منها نهائيا و لا تسمح لها ان تلتفت نهائيا نحو الشرق، كما  و لم تحتضنها كما كانت من القبل مدللة. و عليه لم يتوضح بعد ما تكون عليه العلاقات بينهما بعد الا اذا اعلن تركيا بعظمة لسانها انها ياست من امريكا و الغرب و انها غيرت وجهتها نهائيا.

اجتماعهم الثلاثي يوم الاثنين القادم فرصة لاردوغان ان يحقق ما يريده داخليا من الخروج من الازمة الخانقة الانية التي سببتها استقالة احمد اوغلو و مجموعة معتبرة من رفاقه من حزب العدالة و التنمية و ما يشهده الحزب من الانشقاقات الكبيرة و التصدع في صفوف منتميه في كافة المستويات من الاعلى الى الاسفل. 

ان الاجتماع جاء في وقت ملائم  و مفيد لاردوغان، و عليه يعمل جاهدا كي يستغله في لفت انظار الشعب التركي و ان ينسيهم الحديث الساخن الذي يسيطر هذه الايام بين ابناء الشعب التركي عن ظروف حزب اردوغان و الاستقالات غير المسبوقة و المرحلة الفاصلة و المنعطف السياسي الخطير لاردوغان و حزبه، و الذي يعتقد جميع المراقبين بانه لم يعد حزبا كما كان و لا يمكن ان يعود الى مكانته و ثقله بعد ابتعاد اكثر مؤسسيه و المخلصين له بسبب تعنت و جموح اردوغان و طموحه و نرجسيته، و هنا ينكشف كل ما فعله و منه كان على حساب رفاقه و حزبه و حتى مستقبل بلده كما  يتوضح مما يطفو الى السطح  من الاسرار على يد رفاقه الذين لم يبقوا صامتين بعد الان، و كانت البداية خطرة من خلال كشف علاقات اردوغان بالارهاب و استغلاله لهم من اجل مصالح اقتصادية و سياسية ايضا.

يريد اردوغان من هذا الاجتماع الثلاثي ايجاد منقذ ولو مرحليا لما هو فيه من الوقت الحرج عليه، وعليه يمكن ان يفعل ما يمكنه من الصرخة الاعلامية حول الاجتماع و يعد منذ الان بنجاحه باي ثمن كان و ما يهتم به اعلاميا اكثر لديه من نجاح الاجتماع بذاته ويدعي النجاح لما يجري و ان كانت الاجتماعات التي تجري بينهم ثلاثيا وثانائيا فاشلة في اساسها، لتقاطع المصالح و عدم تناسب الامور و ما تفرضه مصالح لككل منهم  من كونها غير متوازية او ملائمة مع الاخر و بالاخص مع تركيا و توجهاتها الجديدة وعدم الثقة بها لحد الان. 

اي كل ما يسعى اليه اردوغان في الاجتماع هو بيان نجاحه و عرضه بشكل يتستفاد منه من اجل اللعب عليه في الحصول على مكاسب اخرى خارج هذه الاجتماعات سواء كان داخليا او في علاقتها مع امريكا و اوربا، و هي كما نشاهد تفتعل يوميا المشاكل في المنطقة الاخرى في المياه الدولية و ما صحبها في الجزء التركي من القبرص ليس الهدف منه الا لابعاد الانظار عن المشاكل الداخلية، و سوف يتمكن الاجتماع الثلاثي من  تخفيف حدة التوتر هناك لمدة معينة.

اهم ما يحاول اردوغان الحصول اليه داخل الاجتماعات هو القدر الممكن من اثبات موقع بلاده الحالي دون تحرك نحو الاسوا او التهاوي المحتمل لمدة معينة كي تخرج من الازمة الداخلية التي لحقت بها. و سيكون هذا من خلال بقاء ماهي عليه قواته في ادلب و بيان موقف متشدد امام امريكا لما ينويه في كوردسنتان الغربية و هويستشيط غضبا كارتونيا يوميا في الاعلام و يهدف بما يتكلم به كبالون هواء ينفث كلما سمع تصريحا او حتى تلميحا من المسؤلين الامريكان حول شرق الفرات و قوات سوريا الديموقراطية التي لازالت في موقع اقوى من اردوغان في القضية الراهنة لحد اليوم. و يحاول تغطية الازمات الاقتصادية الداخلية ايضا بتهريج و صخب اعلامي و ربما ادعاءات لا اساس لها في هذا الجانب بعدما هدد اوربا بفتح الطريق امام سيل من اللجوء لابناء سوريا الموجودين على اراضي بلده. و من جانب اخر  ينوي من خلال المنطقة الامنة اسكان الالجئين هناك على حساب اهالي المنطقة الاصلاء بعدما حس بانه يفشل من خلال الضغوطات التي يمارسه على امريكا و يشك ان تثمر شيئا مفيدا له، و كما اعترف بالامس بانه فشل في منبج (وهو من ادعى بانها كانت اتفاقية ناجحة) عندما قال لا يسمح ان تكون اتفاقيته مع امريكا حول المنطقة الامنة كما حصل معه في المنبج. اما الاحتمال لنجاحه في تحقيق هذه الاهداف الكثيرة في اجتماع واحد او ما ينويه ان يحصل عليه من اطراف الاجتماع فانه خاضع لمدى تغيير مساره بالكامل و وعوده لروسيا وا يران بعدم النظر الى امريكا و الغرب مرة اخرى في حال عودة الامور الى مجاريها حال اختفاء الازمات و المآزق التي خلقها بنفسه داخليا و خارجيا، وكانت نتيجحتمية لما افتعلته ايده بدوافع نرجسيته و طموحاته الامبراطورية اتي فشلت بفشل الاخوان المسلمين في البلدان العربية.