عندما يتحول الحماس إلى عناد بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2019-09-12
عندما يتحول الحماس إلى عناد بقلم:فاطمة المزروعي


عندما يتحول الحماس إلى عناد فاطمة المزروعي

البعض منا يواجه داخل منزله أو في مقر عمله أو حتى في لقاءاته بالأقارب والصحب بل في مختلف جوانب حياتنا الاجتماعية، تحديات وصعوبات، وهذا بديهي أو كما يقال أمر اعتيادي، لكن غير الطبيعي طريقة التعامل مع مثل هذه العقبات وردة الفعل، فعندما تكون المعالجة خاطئة ولا تتناسب مع الواقع فمن المتوقع أن تزيد الفجوة والهوة، وندخل في أتون مشكلة جديدة أو أن تنمو وتكبر المشكلة السابقة. إحدى الصديقات حدثتني عن حدث وقع مع أبنها الذي طلب منها المساعدة لإتمام مشروع مدرسي، تقول هذه الصديقة «اهتممت بالموضوع وجمعت المواد وجلست أعمل حتى أتممته، ثم عرضته على أبني الذي دهش واستغرب، وفاجأني عندما قال: أنا لم أطلب أن تقومي بالعمل طلبتك المساعدة بالفكرة فقط وأنا من سينفذها».. تضيف هذه الصديقة: «في البداية أقنعت نفسي بأنه شعر بالأسف لأنه أتعبني، لكنني فوجئت بأنه ألقى ما قمت بعمله. هنا غضبت وألقيت بسيل من الكلمات الجارحة في وجهه».. مثال آخر، موظف في بيئة العمل قدم فكرة ومقترحاً، وأعجب بها الجميع، وبدأ النقاش حولها لتطويرها، لكنهم اصطدموا برفضه إدخال أي تغيير أو تطوير عليها، فقرر المدير رفضها واستبدالها بفكرة زميل آخر.. هناك مثال ثالث أسوقه لكم يتعلق بتاجر يبيع الأقمشة، يرفض أن يقدم أي خصم للزبائن في ظل منافسة شديدة من البائعين الآخرين ويصر بأن بضاعته هي الأفضل، فيبقى بلا زبائن ولا يبيع أي قطعة. هؤلاء جميعاً تنطبق عليهم كلمات كتبها المؤلف والروائي والكاتب أنطوني دانجيلو، قال فيها: «لا تدع إصرارك وحماسك ينقلبان إلى عناد وجهل». نعم للحماس والعمل الجاد، لكن المرونة والتفهم مطلب ملح ودائم، حتى مع أطفالك يجب أن تتخلى عن الإصرار والحماس، ولا يوجد أفضل من الانفتاح على الآراء المختلفة وتوسيع المدارك والمعرفة، أما الإصرار على رأي محدد ومحاولة إلزام الآخرين به واتباعه فهذا ينفّر الناس بل حتى أقربهم إلى قلبك ستجدهم يتجنبون الحديث معك. الحماس شيء جميل، لكن العناد محطم ومحبط.