كيف ينظر الفلسطينيون للتعليم؟ بقلم:سونيا عرفات
تاريخ النشر : 2019-09-12
كيف ينظر الفلسطينيون للتعليم ؟

سونيا عرفات

" والله يا ابني سأبيع  الذهبات واخليك تدخل الجامعة ،،، احنا ملناش غير التعليم " هذه الجملة وغيرها هي فلسفة يتبعها الكثير من الفلسطينيين للتأكيد على رغبة الاسرالفلسطينية بتعليم ابناءها مهما كانت الظروف،،،، ترى لماذا؟

لا شك فيه أن شعب فلسطين شعبٌ مناضلٌ، وكان التعليم وما زال أحد أدوات وأسلحة النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وسياسته ومخططاته التجيهلية والتضليلية،  فالفلسطينيون فقدو الكثير بسبب الاحتلال، إلا إنهم لم يفقدوا طموحهم وإصرارهم رغم ظروفهم وإمكانياتهم الشبه معدومة.، فكانت بداية التعليم العالي او المتوسط فيه عام 1950بالكليات والمعاهد، إما عن طريق الحكومة أو عن طريق الأمم المتحدة لتشغيل اللاجئين، أما الجامعات الفلسطينية قد نهضت في السبعينات وكانت ملاذهم وملجأهم الوحيد لإثبات ذاتهم بعد أن اغلق الاحتلال كل الطرق وحاول أن يطمس كل طموح لدينهم، فشهد التعليم نقلة نوعية وصفعة قوية للاحتلال.

 وبالرغم من بلوغ مؤسسات التعليم العالي المعتمدة والمرخصة من قبل وزارة التربية والتعليم بالقطاع الى 28مؤسسة تعليمية من بين جامعات وكليات الا إنها وللأسف تفتقر لكثير من المقومات ومنها، مراكز البحث العلمي النوعي، لذلك سيطرت التخصصات الادبية على المناهج التي تطرحها الجامعات والكليات لانخفاض تكلفتها التشغيلية ورسوم الساعة الدراسية مقارنة مع التخصصات العلمية، أيضاً من حينٍ لأخر تتخذ الجامعات قرارات رفع رسوم الساعة الدراسية بحجة تردي الاوضاع الاقتصادية لدى جامعاتهم، ولا يخفى على الجميع أن الكثير من الجامعات تقوم بطرد الطلبة من قاعات الامتحان لعدم تسديد الرسوم، مما يحبط الطالب ويدمر مستقبله، ويدفعه بالتالي إلى تأجيل دراستها ،وكأنها تقفل امامة بوابة الأمل، عدم انتظام المخصصات التي تقدمها الحكومات الفلسطينية لهذه الجامعات وتقليصها تبعاً للسياسة ،وليس بسبب الازمات في الجامعات كما يدعوا، وإن جاهد وناضل هذا الجامعي وذويه للوصول لنهاية دراسته بالجامعة تقوم الجامعة باحتجاز شهادته بحجة عدم تسديد مستحقات الجامعة، وايضاً معاناه مضافة، كما أن للانقسام المدمر الذي عاشه القطاع أثر سلبياً على سياسة القروض والمنح التي كانت تقدم وتدعم بها هذه الجامعات لمساعدة هؤلاء الطلبة، وايضاً ضريبة مضافة على الطلبة في القطاع ، ولهذه الأسباب وغيرها تراجع التسجيل بالجامعات 2018 و2019 مقارنة 2017.2018.

الوضع الكارثي بالقطاع الذي شل الاقتصاد وجميع مناحي الحياة فرض واقعاً مريراً ،وإن لم نجاهد لتغيره سيدمر حياتنا .... فهل من مساند لقضية التعليم الذي به ترتقي الأمم وترتفع به الهمم ؟؟؟