بسام السايح مقاوم ،أسير، شهيد بقلم:هالة زيادة
تاريخ النشر : 2019-09-12
بسام السايح مقاوم ،أسير، شهيد

 هالة زيادة

عرضت  قناة الأقصى الفضائية في السنوات الأخيرة العديد من البرامج والمسلسلات والأفلام التي تحاكي واقع الشعب الفلسطيني ومعاناته مع الاحتلال ،وعرضت من خلالها الكثير من القضايا التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والضفة وغزة ،وكانت قد سلطت الضوء أيضا على العمليات الاستشهادية ومعاناة الأسرى وكيد المحتل وخيانة البعض لماء الارض وملحها .

 ولا أخفيكم أنني تأثرت في بعض الأحيان أثناء مشاهدتي لتلك البرامج ،ومن أكثر المشاهد كان المشهد الأخير في فيلم عملية ( اتيمار) ثأر الرجال الذي يحاكي ما حدث لعائلة دوابشة وكيف تم حرقها وكيف كان رد المقاومة الباسلة وانتقامها؟ وفي ذلك المشهد الذي جسده الممثل الشاب "يحيى الحاج حمد "في حين أن البطل الحقيقي هو البطل النابلسي الأسير الشهيد رحمه الله " بسام السايح" والذي قال في ذلك المشهد لهيئة المحكمة الصهيونية :(تذكر عندما تنطق بالحكم سيأتي يوم تقف مكاني، وأنا أكون مكانك )،عبارة كالسيف تخترق القلب في العمق ولا أنكر أني بكيت عندما شاهدت ذلك ،وإن كان تمثيلي ولكن أثار عواطفي .

 واليوم اصبح ذكرى فقد استشهد بسام السايح وقضى نحبه وهو في سجون الاحتلال، سجون الموت شهيداً بإذن الله ،ورغم قيد السجان كانت على وجهه ابتسامة ب،الرغم من ضراوة المرض اللعين، كانت في سماته سماحة المناضل ،ذلك البطل الذي كان بإمكانه أن يرد بالمثل، ويقتل بدم بارد ذلك الطفل ابن العدو الغاصب قبل أن يداهمه جيش الاحتلال ،ويتم الامساك به، لكنه آثر ألا يقتل الطفل مؤكداً لهم ( نحن لسنا قتلة اطفال، نحن حماة ارضنا ندافع عن حقنا ).

ذلك الاسير مثل الكثير من الأسرى الذي لا يكلون ولا يملون في الدفاع عن قضيتهم، و الكل الصهيوني لا يضيع فرصة إلا ويقوم بالتنكيل وإلحاق الأذى بهم وبذويهم وتركهم يعانون من الأمراض دون مداوتهم والاهتمام لصحتهم بالعلاج اللازم، ولم يرحموا ضعفهم من المرض، ويطلقوا سراحهم لقضاء أيامهم الصعبة مع ذويهم يتركونهم لنهاية حتفهم .

 أي اناس اولائك المقاومون والأسرى وأي عقلية وبنية وذكاء وحسن تدبر ورحمة ،أي عزيمة وروح فدائية يمتلكون هؤلاء أرواح زاهدة في الله، تمشي على الأرض نذرت نفسها لله ثم للوطن والشعب ،بوركت الأمهات اللواتي أرضعن وربين، وطوبى لآباء اجتهدوا في زرع النضال، وهنيئاً لجميعهم ،لأنهم أبناء فلسطين، أرض الرباط وأرض المحشر والمنشر.