الكوادر الطيبة لمسيرات العودة.. إبداع رغم الحصار بقلم:د. صالح الهمص
تاريخ النشر : 2019-09-12
الكوادر الطيبة لمسيرات العودة... إبداع رغم الحصار

الدكتور : صالح الهمص

رغم مرور أكثر من 71 أسبوعا منذ أن انطلقت مسيرات العودة الكبري وكسر الحصار في الثلاثين من مارس عام ٢٠١٨ إلا أن العاملين في هذه الخيام الطيبة في ميادين العودة لم يكلوا ولم يملوا، وهم يستقبلون أسبوعياً عشرات المصابين والجرحى، وفي أيامٍ قد تشتد فيها المواجهات، يستقبل العاملون إعداد مضاعفة قد تصل الي المئات من الجرحى  وحالات استشاق الغاز، ولكي نعلم ما بذله هؤلاء الفرسان، وبالرجوع الي مركز نظم المعلومات التابع لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة وطبقا لإحصائيات المركز حتي منتصف شهر أغسطس عام ،٢٠١٩ فقد قام العاملون في النقاط الطبية بالتعامل مع ٢٥٧٠٢ إصابة، تم تحويل ما نسبته ٥٣%من هؤلاء المصابين الى المستشفيات، وتم معالجة ٤٧%منهم داخل الخيام الطيبة ،مع ملاحظة أن عدد الشهداء حتي منتصف أغسطس ٢٠١٩ بلغ ٢٣٩ شهيد .

ولم يسلم العاملون في هذه الخيام من الاعتداءات الصهيونية عليهم، فقد استشهد منهم ، الشهيد موسي أبو حسنين ،والشهيدة رزان النجار ،والشهيد عبد الله القططي، في حين بلغ إجمالي الجرحى  من مسعفي  الطواقم الطبية ٤٥٥ جريحاً ،وقد شكلت الإصابات المباشرة بالرصاص الحي ٤٠ إصابة، والإصابة بقنابل الغاز ٣٧٢ إصابة، وإصابات اخرى من شظايا وجروح قطعية ٤٣ إصابة ،كما أن سيارات الإسعاف لم تسلم من الانتهاكات الصهيونية ، فقد تعرضت ٨٤ سيارة إسعاف الي تلف جزئي جراء هذا الانتهاكات.

لكن ورغم كل هذه الانتهاكات ، إلا انها لم تمنع العاملين في هذه الخيام من موظفي وزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطيني والمتطوعين من الاستمرار في خدمة أبناء شعبهم رغم المخاطر التي يتعرضون لها ، ولا تعجب عندما تري المتطوع الحكيم " زكي شاهين خضر"  ذو ٧٢ عاماً، وهو يتحرك بهمة ونشاط داخل الخيمة الطبية يشارك بقية العاملين في الخيمة الطبية  في إنقاذ الجرحى بجانب بقية الزملاء من الأطباء والتمريض و المسعفين .

أختم : أيها العاملون في النقاط الطبية ولكافة العاملين في وزارة الصحة الفلسطينية:  لكم كل الاحترام والتقدير، وأنتم تعملون في ظل حصار خانق يحرمكم من أقل الإمكانيات وفي ظل أزمة رواتب، وعقوبات ظالمة على غزة ممتدة من سنوات ، وانتم تسطرون مجداً يتجدد يومياً، وستبقون بإذن الله مشعلاً من مشاعل كسر الحصار والعودة الي الديار بإذن الله