علينا بالانصاف.. وشمولية الرؤية!!بقلم : وفيق زنداح
تاريخ النشر : 2019-09-11
علينا بالانصاف.. وشمولية الرؤية!!بقلم : وفيق زنداح


علينا بالإنصاف ... وشمولية الرؤية !!!
لدينا ثقافة خاصة ومتميزة عن غيرنا من الشعوب بسلبيتها وايجابيتها والمتعلقة بردود الفعل السريع على كل شيء يصدر من جهة حكومية .
لا نترك شاردة ولا واردة الا ونعلق عليها !!! بردود فعل علني صارخ منه الشخصي عبر شبكات التواصل ... ومنه ما يتعلق بآراء الكتاب والمحللين !!! وهناك ردود فعل تنظيمي فصائلي ... حيث لا يمر يوم ... ولا خبر الا وتصدر تلك الفصائل البيانات او التصريحات !!! حتى اننا لا نسمع ... ولا نعرف عن تلك الفصائل الا عندما يكون هناك بيان !!! فهل هذا تعبير عن حالة صحوة !!! ام متابعة !!! ام لديها ما يمكن التصحيح او التصويب !!! ام انها تعبير عن حالة تصيد سياسي يهدف الى الكسب في ظل خسارة عامة !!! .
لا اريد الاتهام بصورة كلية ... فكل شيء يمكن ان يقال وان يكون امرا ممكننا ومقبولا بما يتعلق برأي الفصائل او اشخاص او حتى موقف حكومي !!!
الحكومة والحديث عنها يطول ... وليس بالقول دفاعا مطلقا !!! كما انه ليس هجوما جزئيا !!! بل انصافا بالقول لإفساح المجال للتريث والرؤية الشمولية لكافة اوضاعنا السياسية والاقتصادية والمجتمعية ... وعدم افساح المجال للقول دون علم مسبق ودون انصاف واعتدال بغياب الرؤية الشمولية ... والاحتكام الى النظرة الضيقة والاحادية !!!
الحكومة جهة مسؤولية تنفيذية لها ادواتها ومواردها واركانها التي تعمل بها ... كما لها من القوانين والانظمة التي تنظم فعلها واجراءاتها واساليب عملها ومساحة تحركها .
من السهل على أي انسان وهو جالس بمنزله او مكتبه ان ينتقد الحكومة !!! فالحكومة ليست اكبر من الانتقاد !!! لكن الحكومة التي تنتقد ليست اكبر من الازمات القائمة !!!!! .
حكومة منقوصة السيادة بفعل واقع احتلالي وانقسامي حاد ... حكومة قليلة الموارد المالية لأسباب عديدة ... قدراتها على تغطية كافة الاحتياجات والمتطلبات غير كافية في ظل التزايد السريع لتلك الاحتياجات .
هذا القول ليس مختصرا ومختزلا بحكومتنا الشرعية برئاسة الدكتور محمد اشتية .. لكنه امرا واقعا وواردا وقائما بمشاهدة العشرات من الحكومات على مستوى الكرة الارضية والتي تعمل بظروف افضل ... وبموارد اكبر وبسيطرة كاملة ... ومع ذلك فلا نجد ان هناك حكومة تغطي كافة احتياجات مواطنيها بصورة شاملة !!!!
هذا لا يعني بالمطلق ان نقبل بالقصور ... او ضعف الاداء ... او حتى زيادة الانفاق الحكومة والدفع بميزانيات على حساب احتياجات الناس ولا حتى التمييز ما بين اجزاء الوطن بميزانيات تطويرية او تشغيلية .
جميع الحكومات التي تشكلت منذ عودة السلطة الوطنية كانت موضع انتقاد ... واتهام !!! ولم تخلوا مرحلة من النقد !!!
ولكن سيبقى السؤال في أي مرحلة ولأي حكومة كانت الظروف اصعب من هذه المرحلة ؟!!!!
انقسام مدمر !!! وسرقة المال الفلسطيني من قبل الاحتلال !!! وضعف الموارد المالية والقدرات الانتاجية !!!!
المرحلة الحالية التي نعيشها حجز للأموال بل سرقة لها من قبل الاحتلال ... عدم التزام كامل بشبكة الامان العربي ... عدم التزام بالمنح والقروض عدم القدرة على تنفيذ الخطط التطويرية والتشغيلية ... زيادة الاحتياجات بما يتعدى حدود وقدرة الامكانيات .
كل ما سبق اضافة لغيره الكثير وما يجري من ابتزاز سياسي واقتصادي من قبل الاحتلال والادارة الامريكية لتمرير صفقتهم الملعونة يشكل ضغطا كبيرا على القيادة والسلطة وبالتالي على الحكومة .
هناك من الاسباب التي لا تعد ولا تحصى والتي تبرز حالة القصور والعجز الحكومي في تلبية كافة الاحتياجات بما فيها الموظفين والاسر الفقيرة والتي تزداد اعدادها والجيش الجرار من العاطلين عن العمل والبطالة المتفشية داخل المجتمع ... وغيرها من التصنيفات الاجتماعية التي تعاني الحرمان والبؤس .
الصحيح ان الحكومة وكان الله بعونها تعمل بظروف صعبة .... وقد توارثت العديد من الازمات ... ولم يشارك بها الجميع ... حتى تبقى عرضة للانتقاد من قبل بعض الفصائل التي يسهل عليها الحديث والنقد ويصعب عليها العمل والانجاز وتحمل المسؤولية !!!!
هناك من شارك ... وتحمل المسؤولية بظروف قاهرة ... وهناك من لم يشارك لأنه يسهل عليه الانتقاد وهو على قارعة الطريق منظرا ومتفرجا ومنتقدا بما يتناسب والمزاج العام والظروف القاهرة التي يعيشها المواطن ... مع امكانية الاستفادة بالقدر المتاح من أي فعل حكومي !!!
لو كان لدينا حكومة كما أي حكومة في هذا العالم وفي ظل ذات الامكانيات والموارد والظروف والمناخ الذي تعمل به ستجد صعوبة كبيرة في اداء العمل المطلوب والانجاز الكامل لكافة المهام والمسؤوليات .
نحن نعرف وندرك دوافع الانتقاد منها ما هو ايجابي بغرض التحسين واحداث الصحوة وهناك من الدوافع والتي يمكن حصرها بالتصيد السياسي للتعبير عن حالة العجز الحكومي بتلبية كافة الطلبات والاحتياجات ... وهذا مرده الى تعبئة تنظيمية وثقافية ... كما انها تعبير عن ظروف قاهرة يعيشها الناس تسهل من الانتقاد !!!! ... وتصعب من الاقناع !!!! .
ندرك احتياجاتنا الكثيرة وقائمتها الطويلة وندرك ان الحكومة لا يمكنها تغطية كافة المتطلبات ... ومع ذلك نستمر بالانتقاد ونحاول استعراض لغة الكلام دون افعال وابراز مشاعر اليأس دون ان نزرع الامل ... وان ندغدغ العواطف بما هو حق للناس ... وبما هو ليس متاح بيد الحكومة .
لا يوجد احد لا يريد ان نرتقي بأوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... ولا يوجد احد يريد ان يزيد من مساحة همومنا والاعباء علينا .
لكن سيبقى السؤال وللجميع منا .
هل بانتقاد الحكومة ومطاردتها بالاتهامات والنقد الذي يخرج عن السياق يمكن ان يكون مخرجا من الازمة ؟؟!!!!
المطلوب ان تعمل الحكومة بطريقة مختلفة عن الحكومات السابقة وبروح وارادة اقوى ... لان الازمات تزداد ... والظروف تختلف كما المطالبات بازدياد دائم وهذا ما يجب ان يوفر للحكومة المناخ المطلوب والموارد الكافية .
كما يجب ان نطالب انفسنا بأن نرتب اولويات طلباتنا واحتياجاتنا بما هو ممكن ومتوفر ... وليس القول بخيال كلا منا .... رغم انه حق لنا .
الكاتب : وفيق زنداح