المسكوت عنه في التاريخ عن واقعة كربلاء بقلم:جاسم محمد كاظم
تاريخ النشر : 2019-09-11
  المسكوت عنة  في  التاريخ   عن واقعة كربلاء 

 جاسم محمد كاظم 

 يعرف  التاريخ  الإسلامي  بأنة تاريخ أحداث  مبسطة    ويقول  عنة البعض الأخر  بأنة تاريخ  اسر بعينها  كتبت  التاريخ  بعاطفة   من اجل  تخليد  ذكرى رجالها .

 لا يعرف  المؤرخ الإسلامي   منطق  السبب والنتيجة  في  التعامل مع  الحدث   وسير الواقعة   لذلك جاء  تاريخه   بتدوين  أحداث  مبسطة  على  شاكلة جمل عادية   مثل   ذهب .. جاء  .. رحل  .. جلس  . جلس  . قتل .

وحين تقرءا تاريخ   الحوادث  الكبرى في الإسلام تجد  بأن التاريخ لا  يجيبك    عن  سؤال  التاريخ بجواب منطقي  واضح  بل   يبقى يلف ويدور حول الحدث  لينتهي  بنتيجة تبتعد  كثيرا  عن سير الإحداث  كتبت   كلها من خيال المؤلف .

 والذي  بقراء   أحداث  الكوفة  بعد موت معاوية واضطراب الأمة الإسلامية  يتحير  كيف  وقعت هذه الأحداث  المتضاربة  التي  ينفي  بعضها البعض  الآخر   فبعد دخول مسلم  بن عقيل  إلى الكوفة  ظهر  تاريخ  حير القراء  وكتاب التاريخ اليوم   .

التاريخ  يقول  بايع  مسلم بن عقيل  ما يقارب  ال  18  ألف   رجل  من آهل الكوفة   وهو رقم  هائل  في  أعداد الأرقام في ذلك الزمن أذا عرفنا  بان كل جيش الإمام علي  في  موقعة  صفين بلغ  اقل من 10  ألاف مقاتل من مختلف المدن  الإسلامية  ,

   ومع هذا   يسكت  مؤلفي  التاريخ عن أعطاء  السبب الحقيقي  لماذا بقي  مسلم     يدعوا بسرية تامة من بيت هاني بن عروة وبعيدا عن عيون السلطة  مع امتلاكه كل هذا  العدد الهائل من أهل  الكوفة  مع  العلم  بان  هذا العدد  يمكن  أي  قائد عسكري بسهولة ويسر  من احتلال الكوفة وفرض الأمر  الواقع .   

 والشي  الثاني الذي  نستنتجه من تاريخ المؤلفين   بان أهل الكوفة كلهم  قد عرفوا مسلم   ومكانة  في بيت هانى  بن عروة  حين بايعوه   فلماذا  يصر  الكتاب  بان دعوة مسلم قد بقيت  تسير بسرية تامة  وان مسلم بن عقيل  لم  يظهر  للناس  ليخطب في جامع الكوفة بعد هذه البيعة  وهذا العدد الهائل  لان المعروف  عند  المسلمين  أن  البيعة تكون في  الجامع  الكبير .

.

 وهذا يقودنا إلى الاستنتاج   بان الكوفة  لم تسقط  أبدا ولم تشهد موجة من الاضطراب بعد موت معاوية بل بقيت  مدينة  أموية الولاء   مؤمنة  تسير أمورها بحرية  وانسيابية تامة   يديرها  الأمير من قصر الإمارة تجوب فيها الشرطة  الأسواق  وتجني الضرائب  ويوجد في  قصر  الإمارة ما يقارب الفوج  الكامل من المقاتلين  لأمر الطوارئ  .

 ولا يفصح التاريخ عن الكوفة ودورها الرئيسي  بأنها معسكر للجيوش التي تنطلق  لفتوحات المدن  لتوسطها  المدن الإسلامية إضافة إلى خيراتها الكثيرة  وقدرتها على تمويل الجند .  

 وقبل موت معاوية   كان هناك جيش  يرابط على  مقربة منها  للانطلاق نحو الري   ويقدر  عديدة  بأربعة   آلاف مقاتل  بقي  محتارا  في أمرة   ينتظر أوامر  الخليفة الجديد بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص .

 بعد تطور الأمور  في الكوفة  وعزل  النعمان  بن بشير  ووصول  عبيد الله بن زياد   يقطع التاريخ الكثير من الإحداث ونراه   يأتي بأشياء  بعيدة عن منطق العقل المادي  وحساباته  الواقعية بان أهل الكوفة  سلموا على عبيد اله بأنة الحسين بن علي   والمعروف عن  عبيد  الله بن زياد تمرسه   بالإمارة وقيادة الجند في   الفتوحات التي وصل بها  نحو طبرستان   فالرجل  حين وصل  إلى الكوفة في ظرفها الصعب   وأمرها المضطرب فكيف  يأتي بمفردة   أو مع  18  عشر  شخصا من أنصاره وحاشيته  بل  أن الرجل أتى بقوة  عسكرية كبيرة مثلما عاد من جديد لاحتلال الكوفة من الزبيريين  ب10 ألاف مقاتل  وواقع  التوابين بموقعة عين الوردة  .

يصف التاريخ بان عبيد  الله بن زياد أرسل احد جواسيسه لتقصي إخبار مسلم  ومعرفة مكانة  وبدء  أول أعمالة  بارتقاء  منبر الكوفة الجامع وإلقاء خطبة  دموية هدد فيها أهل الكوفة مثلما  هددهم الحجاج بعد سنوات   .

 وهذا يعني بان الكوفة  كانت آمنة  جدا  ولم تشهد أية حركات تمرد   بل  أن حركة مسلم  لمتكن  سوى  إشاعات  من هنا وهناك  تريد  تغيير الأمور .

  وبعد ذلك  استطاع تحديد  موقع  مسلم بن عقيل   بسهولة تامة  مع  أن عبيد الله بن زياد لم يكن من أهل الكوفة   ولم يعرف   أهل الكوفة بعد حق  المعرفة  فأرسل كما يقول التاريخ معقل  بثلاثة ألاف درهم  واستطاع معقل  بسهولة ويسر من الوصول إلى مسلم .

وهذا يثبت بان حركة مسلم كانت  بسيطة  جدا  وتقتصر على  بيوتات معدودة معروفة   ومكشوفة  لعيون  السلطة  .

وهنا بدء  ابن زياد عملة  المعهود   بأمر الجيش  المرابط  حول الكوفة بمحاصرتها والإطباق عليها  من كل  الجوانب  وتضييق الخناق  ومسك المعابر والطرق الرئيسية بسهولة ويسر  وهو ما يشير إلية التاريخ بالجيش الأموي القادم  والذي هو في حقيقته جيش ابن سعد المرابط للذهاب إلى الري .

وحين تمكن ابن زياد من تامين  الجبهة  الخارجية  بدء   في العمل الداخلي بتصفية الجبهة الداخلية ومسك   كبار القوم من المناوئين له    فبدء  باعتقال هاني بن عروة شيخ المذحجيين  والكثير  من  الناس  ممن سكت التاريخ عن مسمياتهم  وقتلهم  أمام الناس   في حملة   مداهمات  و تطهير   قمعية شديدة  للمعارضين .

 هذا الأمر  الذي  يفسر  بان مسلم  بن عقيل لم يستطع  الخروج بمن معه من القلة الباقية   خارج  أسوار  الكوفة لان الجيش  مسك كل المعابر والمخارج والطرق  الأمر الذي أوصلة  في آخر الأمر إلى بيت   في  ضواحي الكوفة .

   والذي  يزيد في معرفتنا  بان الكوفة   بقيت  موالية للأمويين وتحت سلطة بن زياد  بكل قوتها   بأنة  أرسل الحر  بن يزيد الرياحي  بألف مقاتل لقطع الطريق  على الإمام  الحسين  قبل  مسك وقتل  مسلم بن عقيل وهذا يفسر  بان   عبيد  الله  كان  يمتلك جيشا  قويا  يقدر  بتعداد  لواء  متكامل  العدة والعدد  ومما يزيد  في  المعرفة   بان  الحر  وممن معه   لم يعرفوا  الأمام الحسين  أو سمعوا بة  من قبل  بل جاءوا لقتاله   .

  وبغضون 7 أيام تحرك جيش  ابن  سعد   ووصل إلى كربلاء التي تبعد ما يقارب ال100 كيلومتر  عن  الكوفة  لقتال الحسين  بعدما  رفض  الحر  ذلك وأبت نفسه قتال  الحسين  .

    وأخيرا  نستطيع  أن نقول  بان أهل أهل الكوفة البسطاء  لم يستطيعوا عمل شي   مع مسلم   لإسقاط مدينة   محمية   وقتال  جيش  مجهز  ومدرب   وهو ما يشبه إلى  حد كبير  في  تاريخ  الحاضر    ثورة  الكومونة   حين استطاع  الجيش الفرنسي  من  قتل الثوار   بسهولة ويسر  بعد ثورتهم  ضد  الطغيان  رغم أن  ثوار  الكومونة  استطاعوا  احتلال  باريس  والبقاء   فيها  مدة  شهر  من الزمان .

///////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم