هجرة الشباب خطورة مجتمعية بقلم:أ. يحيى محمد القصاص
تاريخ النشر : 2019-09-10
هجرة الشباب خطورة مجتمعية بقلم:أ. يحيى محمد القصاص


هجرة الكفاءات الشبابية خطورة حقيقية على مجتمعنا ، الكثير لم يُدرك هذه الخطورة ، بل العكس يعتبرها حل للتخلص من نِسب الشباب العاطلين عن العمل في ظل تدني الوضع الإقتصادي بشكل كبير وإتساع فجوة الإنقسام وكأن أزمتنا فقط في هؤلاء الشباب الذين أصبحوا يشكلون عبء على أصحاب القرار .

لا أحد يستطيع إنكار سوء حال الشباب والكل يُدرك جيداً طبيعة الضغوط النفسية التي يعيشونها نتيجة سوء الوضع بشكل عام والذي يجعلهم يفكرون في طريقة يتخلصون منها من هذه الحياة البائسة فيتجهون للتفكير بمشروع الهجرة .

للأسف في كل عام يزداد نسب الخريجين وتَقِل فُرص الحصول على عمل نتيجة هذا التكديس من أفواج الخريجين لنصل لمرحلة ينمو ويزداد فيها نِسب المفكرين بالهجرة فتتسع فجوة المشكلة ، كما أن هذه القضية تصب في خدمة الاحتلال الذى شجّع و إستعد سابقاً الى فتح مطارات النقب من أجل تسهيل عملية الهجرة خوفاً على نفسه من أزمات غزة التي يمكن أن تشكل عليه خطراً سياسياً وإقتصادياً وأمنياً.

ما هي الحلول وما هي العقبات التي يمكن أن نتخلص منها للحد من الهجرة ؟؟

في الحقيقة ، أنه في ظل عدم توفير أبسط إحتياجات الشباب وتزييف الحقائق لهم بأن البلدان التي تنتظرهم سوف توفر لهم حياة كريمة و رغيدة وصلنا إلى مرحلة لا يمكن أن نتخلص فيها من مشروع الهجرة بشكل كلي لكن لا بد من إظهار الحقائق وتوضيحها للشباب ويجب علينا تسليط الضوء حول هذه القضية للتخفيف من هذه الظاهرة ، فمن المستحيل أن نوقف الشباب عن الهجرة وليس لدينا ما يُلبي أبسط الحقوق والاحتياجات لهم ، فملعونٌ من جعل الوطن في نظر الشباب مصيبةٌ والهجرة هي الخلاص .

لذلك ، يجب على جميع القيادات الفلسطينية و القوى الوطنية والإسلامية والمجتمع المدني تبني خطة موحدة شاملة تهدف الى بناء مشاريع تنموية تستطيع من خلالها إنعاش الوضع الإقتصادي والحد من البطالة التي تُنمي رغبات الشباب في الهجرة.
كما و لا بُد من إشراك الشباب في برامج وطنية ينفذها أصحاب القرار تهدف إلى تعزيز وغرس ثقافة الإنتماء والولاء لهذا الوطن وإبراز مخاطر الهجرة من خلال كشف الحقائق المزيفة بقصص وأحداث واقعية حصلت مع المهاجرين تُثبت خطورة الهجرة وتبعياتها من أضرار نفسية وإجتماعية.