ذهبت حراً بالموت يا بسام بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-09-10
ذهبت حراً بالموت يا بسام بقلم:خالد صادق


ذهبت حراً بالموت يا بسام
خالد صادق
حالة من الغضب والقهر سيطرت على الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني, بعد نبأ استشهاد الأسير الشهيد بسام السايح رحمه الله, نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية, بسام كان يعانى منذ العام 2013 من سرطان الدم وقبلها سرطان العظام، وأصيب بالقصور في عضلة القلب حيث وصلت إلى 15% نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال, لكن الاحتلال حرمه من حقه في العلاج, ومنع عنه الدواء, حتى تدهور وضعه الصحي إلى حد خطير, ودفع حياته ثمنا لهذا الإهمال الطبي المتعمد ضده, الأسرى أعلنوا الحداد لثلاثة أيام, وإعادة وجبات الطعام, ومقاطعة إدارة السجون, وهددوا بالتصعيد في وجه الإدارة الصهيونية, وفتح جبهة مواجهة معهم, مطالبين مصلحة السجون الصهيونية بتقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى الذين تجاوز عددهم سبع مائة أسير منهم 160 أسيرا مصابون بأمراض مزمنة بحاجة إلى متابعة صحية حثيثة, واتهم نادي الأسير الفلسطيني سلطات الاحتلال الصهيوني بقتل الشهيد السايح بسبب الإهمال الطبي والتلكؤ في تقديم العلاج اللازم له.

باستشهاد الأسير السايح يرتفع عدد شهداء الحركة الفلسطينية الأسيرة في معتقلات الاحتلال إلى (221) أسيرا، بينهم 65 أسيرا ارتقوا نتيجة لسياسة الإهمال الطبي, ولا زال عشرات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يعانون من سياسة الإهمال الطبي, مما ينذر بسقوط مزيد من الشهداء الأسرى إذا ما استمرت سياسة الإهمال الطبي, وهو ما فجر حالة الغضب التي اجتاحت الشارع الفلسطيني, وخرج طلاب جامعة بيرزيت بتظاهرة حاشدة وصلت إلى حاجز بيت ايل قرب رام الله, واشتبك المتظاهرون مع قوات الاحتلال, لكن أجهزة امن السلطة قمعت هذه التظاهرة التضامنية مع الشهيد الأسير بسام السايح, وفرقت المتظاهرين واعتدت عليهم بالضرب, ومنعتهم المواجهة مع الجنود قرب الحاجز, ووقعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال عند حاجز مخيم شعفاط قضاء القدس، حيث خرجت مسيرات منددة بجرائم الاحتلال بحق الأسرى, وامتدت التظاهرات الشعبية إلى مدينة نابلس التي نظمت وقفة تضامنية مع الأسير الشهيد السايح, وطالب أقرباء الشهيد السايح، وذوو الأسرى والفصائل، بالرد على استشهاده و بالتحرك العاجل لإنقاذ الأسرى.

الوضع المأساوي للأسرى داخل سجون الاحتلال الصهيوني لخصه الأسير البطل حسن سلامة بكلمات مؤثرة تدل على عمق الأزمة التي يعاني منها الأسرى داخل السجون الصهيونية نتيجة الإهمال والمعاملة السيئة للأسرى, يقول حسن سلامة في رسالته "آه يا بسام كم كنت رائعا وأنت رغم مرضك ووجعك ما فارقتك الابتسامة، كنت أتحدثُ معك عندما التقينا في سجن جلبوع وأنظر إليك وأسأل نفسي وأنا بالكاد أسمعك أي رجل أنت بهذه الروح الوثابة والتي رغم انحباسها في جسدك الذي أنهكه المرض ما ضعفت ولا لانت. كنتَ تحدثني عن أحلامك بالخروج ويقينك بذلك وشوقك لأن تشارك المقاومين، قلت لك يومها: بماذا ضاحكا؛ قلت: أتفقد مرابض الصواريخ حتى أضغط على زر الإطلاق بالخطأ"، نعم لقد ذهبت حرا بالموت يا بسام كما قال لك حسن, ونحن كشعب وفصائل مقاومة لا زلنا متمسكين بالعهد أننا لن نسمح بأن يبقى أي أسير فلسطيني داخل السجن أو خلف القضبان, وستستخدم مقاومتنا الفلسطينية كل أشكال الضغط على الاحتلال الصهيوني, حتى يتم الإفراج عن كل الأسرى من سجون الاحتلال, ومن اجل ذلك فإننا مستعدون لكل المعارك, مهما كانت دمويتها.

رحمك الله يا بسام فقد ذهبت حرا بالموت, وفارقتنا بوجعك وغربتك وآلامك ومرضك, فافجعنا فراقك, وما بقى أمامنا إلا ان نذكر بان هناك أسرى مضربون عن الطعام في سجون الاحتلال, وهم مهددون بالموت في أية لحظة, فان لم نتحرك سريعا لنصرتهم والتضامن معهم في كافة ربوع الوطن, فقد نفجع لا سمح الله بشهيد جديد من أسرانا البواسل, علينا ان نتحرك جماعيا سلطة وفصائل وشعب قبل فوات الأوان.