صدور كتاب "بنية الشخصية في الرواية العُمانية"
تاريخ النشر : 2019-09-10
صدور كتاب "بنية الشخصية في الرواية العُمانية"


كتاب "بنية الشخصية في الرواية العُمانية"
لثاني الحمداني.. قراءات في الخطاب السرديّ

عمّان-

يقول المؤلف على الغلاف الأخير للكتاب: إن "الرواية عالم حكائي يصوغه الروائي يتخطى فيه واقعاً معيشاً إلى عالم الخيال، ضمن زمن لا منتهٍ يجعل القارئ يغوص في أنواع شتى من المتاهات التأويلية والدلالية".

ومن هذه الزاوية يتناول المؤلف ثاني الحمداني في كتابه الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان بعنوان "بنية الشخصية في الرواية العُمانية"، دلالات الشخصية التي يقسمها إلى خمس أنماط، وهي: الشخصية الفاعلة ،المهزومة، المأزومة، السلبية والإيجابية ممثلا على تلك الشخصيات بنماذج من الرواية العمانية بتطبيقات تتصل بالسياق الدلالي والبعد النفسي وتطور الشخصية ونموها وهواجسها وخوفها.

ويخص المؤلف تلك الدراسة بعدد من التجارب الروائية العمانية لكل من: عبد العزيز الفارسي، محمد بن عيد العريمي، حسين العبري، جوخة الحارثي وبدرية الشحّي.

يتناول الكتاب الذي يقع في 130 صفحة من القطع الكبير أربعة فصول، يستهل بمقدمة الكاتب الذي يتناول فيها جملة من الدراسات السابقة التي تناولت الرواية العمانية ومنهاجها، ويقف الفصل الأول عند مفهوم الشخصية والراوي والسارد، بينما يخصص الفصل الثاني للعلاقات بين الشخصيات، وفي الفصل الثالث يطل على فضاء الشخصيات، ويختم في الفصل الرابع بقراءة دلالة الشخصيات.

وهذه الدراسة التي يقول المؤلف أنها اتكأت على المنهج الوصفي التحليلي في ضوء المقاربات السردية التي تعنى بالخطاب وبنية الشخصية وإن كانت تمثل نماذج من الرواية العمانية إلا أنها في موضوعها ومنهجها تمثل دراسة تأسيسية ومدخلا لدراسات مشابهة على الرواية العربية وخطابها السردي وعلاقاتها وأنماطها.

ويرى المؤلف أن الشخصية ثمثل حجر الأساس في الرواية ومدماك البناء في كونها تمثّل الحركة وتطوّر الحدث، فهي تعد بحسب الحمداني: "عالما مبنيا بواسطة اللغة"، ومنها تتكون الإحالات الدالة على المكان والزمان والأحداث ومستويات اللغة، فأهمية الشخصية في تكوينها للحدث وتحوّلاته.

ويستهل المؤلف من خلال الإطار النظري تعريف الراوي السارد/ الشخصيات التي "تخبر عن الحكاية، سواء أكانت حقيقية أم متخيلة"، مستندا لعدد من التعريفات التي ساقها النقاد العرب والأجانب ممحصا تلك المفاهيم بمقاربات تراثية ومميزا بين الراوي والمؤلف متوقفا عن أنماط الراوي ووظيفته.

ويقسم المؤلف الشخصيات الروائية إلى رئيسية ومحورية أو أساسية وأخرى ثانوية أو جامدة مسطحة، كما يقسم الشخصيات إلى : مرجعية، تخيلية، عجائبية بحسب ورودها في السياق الاجتماعي وعلاقاتها مع البيئة.

ويشير المؤلف إلى أنه يحاول من خلال هذا الكتاب الخروج عن مألوف الدراسة التاريخية للرواية العُمانية، مركّزا على بعض جوانبها التي تتصل ببنية الشخصية الروائية، وما يتصل بها من عناصر تؤسس للخطاب السردي بشكل عام دارسًا العلاقات بين الشخصيات التي قسّمها إلى: متحولة، ثابتة وظيفية، ولكل من تلك الشخصيات شكل حضورها الروائي وفاعليتها، معرّجا على الفضاء الذي تتحرك فيه الشخصيات من خلال ثنائيات البحر/ الصحراء، هنا / هناك، وثنائية الإقصاء/ الجذب.

وفي تركيز المؤلف على الفضاء الروائي، فهو يركز على البعد الاجتماعي الذي يشكل فلسفة الرواية كوسيلة للتعبير توفر الفرصة لقراءة هواجس المجتمع وأحلامه وقضاياه ومشكلاته وأنماط تعبيره.