صدور كتاب "المعنى المراوغ" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع
تاريخ النشر : 2019-09-08
صدور كتاب "المعنى المراوغ" عن دار فضاءات للنشر والتوزيع


المعنى المراوغ

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع

جديد الناقد والشاعر علي جعفر العلاق

صدر هذا الأسبوع عن دار فضاءات، في عمّان، كتاب نقديّ جديد بعنوان" المعنى المراوغ " وهو قراءاتٌ في شعرية النصّ. ويقع الكتاب في 158 صفحة من القطع الكبير.

اللافت والجميل في الكتاب كما في كتب العلاق النقدية الأخرى، اشتغاله على ترجمة مقولته التي سبق أن كتبها في كتابه من نص الأسطورة إلى أسطورة النص" وتحدث فيها عن ضرورة أن يكون النقد مبهجاً ممتعا، ومثارا للارتياح، لا كائنا متجهما عبوسا، أشبه بصياد كسول يختبئ خلف أي زاوية متاحة ليصطاد أخطاء النص، مظهرا عضلات السلطة وعقد النقص المتوافرة عند الكثير ممن يدعون الكتابة النقدية.

وهو في كتابته النقدية، يصوغ جملته المكتنزة بالإغواء ليجر القارئ منتشيا إلى عوالم نصه النقدي، وكأنه يمارس الشعر، فتجد جملته سلسة، مغوية، شهية، حد اللعاب، متفلتا من كون النقد مجرد عالة على النص الأساس، لأنه يراه حالة عشقية، تؤسس لإضاءة النص المحفز للكتابة النقدية. حالة لا ثاني فيها، فكلاهما، العاشق، المعشوق، أول. وكل ما عدا ذلك محض كلام.

يقول العلاق " لا يكون النقدُ كلاماً ثانياً على كلامٍ أول دائماً، بل هو، نفسه، يمتلك نشوة الكلام الأول ولذته المنعشة للذات وللآخرين، وفيه مـا في المبـادرة الأولى من جمـالياتٍ تتجـاوز مألوف القـول النقـديّ ، فإذا هو نشاطٌ يحكُّ صدأ اللغة ويبتكر مساراته المميزة، ليكون، بمعنى من المعاني، فعلاً إبداعياً يمدّنا بالوعي والبهجة والمعرفة"

يبهجك العلاق، وأنت تدخل مساحاته النقدية، وكأنك ما زلت في حضن قصيدته، كيف لا وهو الناقد المحارب الذي يفتنك إصراره على الدفاع عن ملامحه العربية في النص، ذلك الإصرار الذي يجعله يفتش عن لغة تشبهه، ومعنى يشبهه، وعن ضحكة من المفردات تليق بفرح القارئ. ناقد لا يفتش عن ضحايا، بل عن حقول ليزرع فيها ورد مفردته وإغوائها.  وفي الوقت نفسه تجده ذلك الطفل الذي يمسك أصابع المفردة ويحلق معها أينما حلقت، دون أن يحاول ردعها بذاكرة مسبقة، بل يفتش لها عن عوالم جديدة لتتطاول حد الدهشة.

 وفي ما يأتي كلمة الغلاف الخلفيّ التي قد تضيء بعضاً من توجّهات الكتاب ومفرداته:
وفي هذه المقالات والدراسات، يحاول علي جعفر العلاق أن يمرَّ على الحياة باعتبارها نصوصاً وعلى النصوص باعتبارها حياةً داخل اللغة: من حياة جبرا إبراهيم جبرا في صعودها الباهـر الى ذبولها التراجيديّ المحتشد بالمعنى، مروراً بالسيّاب في ذراهُ أوانحداراته، ثم سركون بولص، ومحمد عفيفي مطر، وأمجد ناصر في شعريتهم المغايرة.
وأخيراً نلتقي بالجواهريّ في جمالياتٍ يبحث عنها في وعورة الكلام حيناً، وفي غضب النفس وغرابة المزاج حيناً آخر، ثم البردونيّ، الذي عانت القصيدة الكلاسيكية على يديه الأمرّين، وهو يقحمها على الدوام في ما لم تعْهدْهُ من موضوعاتٍ، وما لم تتسعْ له من أساليبَ، وصورٍ، واستعاراتٍ، وجمالياتٍ، وبذاءاتٍ أحياناً .."