قراءة في كتاب المرأة الفلسطينيّة واقع وتحديات بقلم:رفيقة عثمان
تاريخ النشر : 2019-09-06
رفيقة عثمان:
قراءة في كتاب المرأة الفلسطينيّة واقع وتحديات
صدر عن مكتبة كل شيء الحيفاوية عام 2019 كتاب"المرأة الفلسطينية واقع وتحديات" للمحامي علي أبو هلال، ويقع الكتاب الذي صمّم غلافه شربل الياس في 165 صفحم من الحجم المتوسّط.

رفيقة عثمان فقالت:
اهتم الكاتب في رصد معلومات هامّة حول أوضاع المراة الفلسطينيّة ضمن فترة زمنيّة محدودة، ما بين 2011 ولغاية 2016.
تطرّق الكاتب لمواضيع مختلفة، تخصُّ المرأة الفلسطينيّة من الجوانب السياسيّة والاجتماعيّة، ودورها السياسي والاجتماعي في ظل الدّولة الفلسطينيّ تحت الاحتلال. هذه المضامين تناولت المشاركة السّياسيّة للمرأة الفلسطينيّة في الحكومات المتعاقبة، وانتهاكات حقوق المرأة، ورصد نماذج لنساء انتهكت حقوقهن.
أطلعنا الكتاب على معلومات تقريريّة، عن الأوضاع المُزرية لنساء فلسطينيّات، ومدى معاناة تلك النساء، دون إيجاد حلول أو معرفة مصيرهن.
سلّط الضوء على الجوانب المُظلمة في حياة للمرأة الفلسطينيّة، ولم يتطرّق للجوانب الإيجابيّة منها، بالمُقابل.؛ عدا عن إحراز مقاعد للنّساء في الحكومات المتابعة؛ لا شك بأنّ المعلومات الواردة في الكتاب مثرية جدّا، وتضع القارئ في حيرة من هذا الواقع المرير.
لا يمكن تصنيف هذا الكتاب ضمن الدراسات والأبحاث العلميّة، ؛ نظرا لافتقاده معظم عناصر البحث العلمي الأساسيّة. من المآخذ على الكتاب:
أولأ: بأنّه يفتقر تماما للمصادر والمراجع التي استند إليها الكاتب، لم يتم توثيق المعلومات المرصودة داخل النصوص؛ ولم يستعمل الكاتب مصدرا واحدا يسند إليه في أقواله الخاصّة؛ كمراجع موثوق بها.
سواء كانت أو مواقع إلكترونيّة، أو كتب، أو سواء كانت مجلّات، أو أخبار تقريريّة أو لمركز الإحصاء الفلسطيني باستقاء الأرقام الدقيقة للمعطيات الإحصائيّة المُعتمدة بالنصوص.
في نهاية الكتاب، لم يرصد الكاتب قائمة المراجع المستخدمة، كما هو متعارف عليه بتقديم الأبحاث العلميّة والأطروحات.
ثانيّا: حبّذا لو كتب الكاتب مُقدّمة لبحثه، حول الدافع لكتابة الكتاب، وما هو هدفه، وسير العمل الذي انتهجه الكاتب في سبيل تحقيق هذا الإنجاز، وما هي الصعوبات التي واجهته أثناء رصد المعلومات، وكيفيّة التغلّب علي الصعوبات.
ثالثًا: لم يتم تحليل المعطيات ومناقشتها، مع إبداء الرأي الخاص للكاتب، ومن ثمّ تقديم خلاصة ونتئائج توصّل إليها الكاتب.
رابعا: من عناصر البحث العلمي كتابة طريقة البحث، وما هو نوع البحث، وما هي أداة البحث، والعينة المختارة، فالكتاب يفتقر لهذا العنصر.
من جهة أخرى لا يمكن تصنيف الكتاب تحت أي جنس أدبي نظرا لافتقاره لعناصر الأدب الرئيسيّة.
خلاصة القول: يحتوي هذا الكتب على معلومات هامّة، حول أوضاع النساء الفلسطينيّات المُنتهكات والأسيرات، والمنتقصات حقوقهن، في ظل الإحتلال.
من الممكن تحويل هذا الكتاب لنصوص أدبيّة، في سرد السيرة الذاتيّة للكاتب، ضمن خبرته الكبيرة في سلك العدالة كمحام فلسطيني، ذي معرفة قويّة عن أحوال قضايا النساء المظلومات. يبدو لي هذا النوع من السرد الأدبي يمنح الكتاب صبغة أدبيّة، وتشويقًا لمحتواه؛ دون أن يكون مجرّد معلومات تقريريّة يُصرّح بها الكاتب.
كذلك من الممكن أن يحمل صيغة البحث العلمي الكيفي، فيما لو تمّت مقابلات مع النساء اللواتي ذُكرن بالكتاب، ومن ثمّ تحليل اقوالهن مع استخدام أدوات البحث العلمي.