سعد العبيدي وسمفونية الحجر بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف
تاريخ النشر : 2019-09-05
سعد العبيدي وسمفونية الحجر  بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف


 سعد العبيدي وسمفونية الحجر 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 

الشاعر الصديق والاخ الاستاذ سعد العبيدي ، وضع بيدي ديوان شعره الموسوم ( سمفونية الحجر ) ..وقد صدر عن (دار نون للطبعة والنشر والتوزيع في الموصل ) 2019 .قصائد شعرية جميلة مجموعها (51) نصا .قرأتها وشعرت أنني امام شاعر لديه القدرة على اقتناص حالات الجمال والامل ..له نفس طويل في الاتيان بكل ما هو جميل في حياتنا .. يطارد القبح ويطارد كل ما هو مسيء لانسانيتنا .

الاخ الشاعر سعد العبيدي يمتلك ادوات الشعر ، ويحسن استخدامها بكل خفة ، ورشاقة وقد ادركت هذه الحقيقة ، وانا اقرأ قصائده ومنها مثلا قصيدة (عطر المحبة ) التي يقول فيها :
أُحبكِ ولاادري 
إني احببتكِ ...
من أول عمري 
من آخر عمري 
لاادري ..
ويجيب فيقول :
لأني مرة لمحتك ِ تتوضأين بندى الفجر ِ 

وفي قصيدته (منذ الف عام ) ، نراه يستعيد الوجه والقناع مرة (وجه ٌ يتأمل وجه الشمس ومرة (وجه حقيقي والاخر قناع ) انها الحياة بوجهيها الحقيقي والمزيف ( نكتشف مانراه ..في مرآة الحياة ِ عندئذ نعض أصابع الندم ..ونشرب كأس الموت) .

انا إزاء شاعر يعطيك ويمنحك ما تستطيع به ان تتحمل الحياة في كل القصائد وحتى مدخل الديوان والتقديم نراه يسير في طرقات مدينته ويلف الف باب لكن عند عتبة البيت تنتهي الطرقات وفوق سرير يستريح ُ ....الدهر السحيق وهذه من قصيدته ( سمفونية ..قديمة ) المهم انه يقول لمعشوقته ان لاتنتظر عودته فرحلته طويلة وفوق الموانئ ترك قلبه وذكرياته .

بوركت اخي الاستاذ سعد العبيدي فقد اخذتني حقا الى عالم الامل وعالم الغد عالم المستقبل حيث العشق الابدي وحيث يستريح المحارب ويستريح العاشق المتعب لكن هذا المحارب العاشق الذي يصارع الزمن يبدأ برسم لوحته فرحا وما ان تقترب خطواته من الهدف حتى يبدأ عشقه الابدي .

اقول ان الغلاف غلاف المجموعة الشعرية هذه - الديوان واللوحات التخطيطية للفنان التشكيلي والفوتوغرافي الاستاذ انور الدرويش اعطت دفقة من الفرح والحب للمجموعة التي ذكرتي بما كنت اقرأه قبل خمسين سنة في دواوين الشاعر المهجري الكبير جبران خليل جبران ؛ فكثيرا ما كنت اتابع التخطيطات التي كان يرسمها هو مع كل قصيدة ينشرها ، وهذا تقليد جميل اعاده الينا الاخ الاستاذ سعد العبيدي في مجموعته والاستاذ انور الدرويش في تخطيطاته فشكرا من القلب لهما .