محنة الأمواج وجع النوارس بقلم:فرج الجطيلاوي
تاريخ النشر : 2019-09-03
محنة ألأمواج صحو النوارس

تحلق أسراب النوارس فوق سطح البحر المترامي الأطراف، تقبل مياهه، تلهث وراء سمكة قرش أبيض تظهر وتغيب من تحت الأمواج المزبدة، تغتنم الأسراب أو بعضها فرصة لعلها تلتقط بمناقيرها الفضلات أو الفتات من فوق رأسه أو جسمه ومن حوله شأنها شأن لأمم الفقيرة، أمة فقيرة أمة النوارس تكدح عبر البحر الرحب، وسط هذه ألأسراب إحدى النورسات يختلج صوتها وهي تتضرع إلي الخالق ما يلبت تضرعها أن يغيب في خضم الخفقان العنيف لأحشاء البحر، البحر يلفظ أمواجه المثقلة بخطايا العالم وملوثاته.
النوارس لا تحب هذه الخطايا، الخطايا عفن أدمي.
تحب النوارس أنفاس النسائم العابقة برائحة البحر، أنفاس الصراع بين كائناته الشرسة التي تمارس الافتراس في لأعماق فيفضي البحر زادا وطعاما لكائناته الوادعة فتقتات وتعيش، صراع كائنات البحر يحكمه ناموس ولا تتدخل فيه قوى غريبة.
النوارس تمارس التغريد فلولا تغريد النوارس لأصيب البحر بالكآبة الدائمة، عالم يعج بالاضطراب والغضب والغموض والمفاجاءت،هذة الأشياء تلعب أدوارا تحبها كائنات البحر، لا تسبب لها أية مضايقة فهي أمور، لا تملك فيها النوارس إلا الكدح و الشدو.
تترقب النورسة المبتهلة تلك عودة حبيبها الغائب في ترحال عبر الشواطئ الممتدة مستطلعا أحيانا وجالبا للرزق وما يجود به الخالق .
توجست النورسة المنتظرة خيفة من تغريد النوارس الأخرى الذي يشبه العويل، خالته أغنيات يتم وكآبة، يجد البحر عزاء وسلوى في هذه الترنيمات إذ إنها تخفف من وطأة المعاناة اليومية للأمواج.
لم يدوم انتظار النورسة طويلا لقد عاد النورس الحبيب التي تتوق توقا عارما لعودته، تستقبله محبورة وهو تنشر له جناحيها حتى يلامسا جناحيه، يطيران معا في وضع منخفض من قمة موجة تلهث صوب الشاطئ ، فيما زمرة من النوارس المتسكعة اعتادت الهمز واللمز، نوارس عذولة تتلصص علي الحوار الهامس الذي يدور بين الرفيقين عقب كل ترحال ثم تلاق لإطفاء الشوق؛
"غرد لي "
ماذا يفعل الشاطئ لهذه الموجة المرهقة؟
وما أدارك إنها مرهقة؟
أنها لكذلك ! آلا تبدو مترنحة؟
أجب و لا تجادل.
يشدو النورس بفخر بينما يحدق فيها مليا لغرابة السؤال
غير أنه يجيب بنزق: " يمتص التعب من مفاصلها, ويطلق سراحها " هكذا ويفرد جناحيه, يضمها بجناحيه مقبلا إياها تهرب منه وترد:وهل للموجة مفاصل ؟ ثم هل يفعل ذلك مع كل موجة ؟ يا له من شرس!
"للأمواج أفضال كثيرة علينا نحن النوارس ،تحمينا من جبروت كائنات البحر الشرسة عند التقاطنا ما تتركه، لذلك حباها الله، جعل لكل موجة مسار متداخل تسلكه إذا ما أعياها الهدير الذي تزفره من أعماقها، ترتمي علي الشاطئ برماله و صخوره، ألأمواج هي فعل الزفير والشهيق للبحر".
يصمت قليلا ثم يضيف "البحر والأمواج كائنات حية مثلنا يا محبوبة"
"تتنفس, تعطش, تعشق الشواطئ، الأمواج دائمة الترحال، تعانق بعضها، تزبد بالحب تترع أشواقها الدافقة بالنسائم الطيبة، تلثم المرافئ هكذا نعرفها".
يتوقف النورس عن التغريد، يطلق العنان لبصره متأملا، تتسع دوائر النوارس، ينصت البحر لضجيجها هنا وهناك، تتجمهر صغار النوارس في تجمعات من الفوضى والعراك والخصام وأخري شابة تمارس المغازلة، فيما طفقت مجموعات أخري تنادي بعضها للحاق بها لممارسة تمارين الإحماء، النوارس الطاعنة في السن تديم المكوث طويلا علي رمال الشاطئ لا تحرك ساكنا وقد سبلت ريشها كأنها تنتظر عاصفة هوجاء، تراقب بحسرة طقوس المغازلة التي تجريها النوارس حديثة الزواج.
النورسان الرفيقان اللذان كانا يحلقان، ينصتان إلى هدير الأمواج في عملية مطاردة محببة لكيليهما، غردت النورسة:"إن ألأمواج تقلدنا في الحب" ألا ترى! تأخذ بمنقرها رغوة موجة ، تمسحها على ريشه بدلال مزقزقة:
" أنا أعرف هذه الرغوة، الموجة أنثى وأنا أنثى، أنها رغوة الشوق، رحيق المهجة، أنا بداخلي أشواقي البيضاء إليك الموجة شوقها رغوتها"
"الموجة صبرية، تعبر عن قسوة البحر، هذا الفحل المعربد دوما، تمنحه روائحها العبقة بأشياء ترطب مكنونه المسكون بالوحشة، تتلمظ ملوحته وهي من يزوده بالنسائم، الموجة عشيقة البحر، البحر مجنونها مجنون هذه الصبرية مند الأزل وإلي لأبد".
"إذا ما أقبلت الموجة لاهثة فأنها تثير رغبته، أنظر".
تأخذ النورسة بأحد جناحيها رغوة تبلل رفيقها.
يسري في كيانه خدر يفجر فيه غرور الذكر بغنج الأنثى، يستطرد النورس الزوج مغردا:
" اسكتي هذه الرغبة المشاغبة وإلا...."
يتمسحان ببعضهما بجذل وألفة توكزه بجناحها؛
"ما الذي يشغل بالك؟ تسأل النورس
يرد النورس:
" أفكر في رغوة الموجة!" .
" هل أشواقك كرغوة الموجة، تضمحل مجرد عناقها اليابسة؟".
تقفز النورسة بدلال؛ لا ! لا ! لا تفهمني خطأ ! أنا لم أقصد ذلك!
"حقا أن الأمواج تضمحل، تضمحل لتعيد عنفوانها وحنينها، أليست الأمواج هي الكائنات الوحيدة التي لا تهرم؟".
"أنا غردت الرغوة، بياضها الناصع، عنفوان أنوثتها فلا تنح بعيد يا سيد القلب".
يشدو النورس وقد ظهرت في تغريده تساؤلات:
"رغوة الموجة يا مؤنستي مثل السجايا القديمة الطيبة التي لم تعد كذلك تلك، السجايا التي كانت تشرق علي وجوه أهلنا وأصحابنا، يعتريها اليوم الفتور، يغلفها المكر، تغزوها الأحقاد، يطرق النورس مفكرا، يرنو إلي الكتل المائية المزبدة، ينصت بانتباه إلى الصخب والهتاف والهواجس التي تتفجر في رحاب البحر، تاركة أثارا متضاربة في نفس النورس، يقترب من موجة توشك على الارتماء في أحضان الشاطئ، يغرد بصوت خافت:
"هذه الموجة صارت مثقلة بخطايا الأدميين، لم تعد تلك الأغنية التي تدغدغ أحاسيس كل الكائنات عبر مختلف الأزمنة، بدفء أو برودة البحر".
"لا أنكر البتة إنها هي التي علمت البحر الحنين الي اليابسة فكانت هذه اللهفة التي تجعل كل منهما يستقبل الأخر بحميمة بالغة".
يشدو النورس بصوت جلي:
"كانت الأمواج مثلما كنا نسمعوا كالحمام الزاجل، تحمل جوا بات ود، أمطارا ونسائم وشوشة غزل كائنات البحر".
صاح بأقصى صوته، تنهد من أقصي أعماقه، أستطرد مغردا، انتاب صوته حزن شديد:
"صارت الأمواج متعددة الهويات كنوارس الهوى أو آدميات البغاء فهذه تحمل أفيونا، أخري نفايات مشعة وثالثة أجهزة تنصت مدمرة ..و..و..."
تفيض قريحة النورس, يرفع عينيه إلي الفضاء الرحب، يغرد عاليا بعد تحرر صوته من الحسرة علي الأمواج.
حينئذ وعلي حين غرة تنبجس من البحر جماعة من الدلافين محيية أو ربما يكون قد تناهي إليها صدح النورس في الأعماق.
تقيم الدلافين حلقات رقص معبرة، تقفز، تهبط بشكل بهلواني، تتصاعد في رقصاتها تلاحقها لأمواج كأنها تحاول الإفلات من قوى خفية.
يتودد النورس الزوج إلي نورسته التي كانت تتابعه باندهاش وإعجاب يردف مغردا:
"أنني اشعر أن الأمواج تمر بمحنة تنغص حياتنا".
تتشكل أحزان الأمواج في ذاكرة النورس، توخزه أشياء في وسط خاطره، وخز تسببه كما صدح في مرات عديدة النوارس المشككة في نقاوة شدوه فلم يعد سرا بين النوارس,أن النورس الملقب " حكيم" يحرض علي انتفاضة ضد المتاجرين بالأمواج وأنه أفصح لأول مرة في تاريخ النوارس عن الهوية لهذه الأمة، إذ أفصح في تغريده "لن يصدقني سماسرة الشعارات إذا ما غردت لهم":
"نحن أمة النوارس لنا كياننا لنا هويتنا المميزة أصل تسميتنا "نور وأنس " لنا أسماؤنا مثل امة الزهور والعصافير والأسماك والأشجار نحن كلأ د ميين لنا أعراقنا".
"النوارس دائرية المناقير، نوارس الرنجة، النوارس العملاقة ذات الظهور السوداء "،
هذه هي نوارس البحار الكبرى والمحيطات،أما نوارس الشمال الرحيب فهي : " النوارس صفراء الساقين، النوارس سوداء الرأس"
"أمة النوارس جميعها تحب أن تحيا بسلام، لن يكون هذا السلام إذ ما تعرضت أمواج بحرنا ومحيطاتنا للخطر".
عبرت نوارس أخري عن طموحات النورس "حكيم" ووصفه بعضهم من ذوي النفوس الضعيفة بأنه مشاكس خاصة إنه يغرد بمفردات لم يعيها بنو أمته؛ مثل "نحن أمة لها شيم البحر"،"محنة الأمواج"،" مكر القوة الناعمة ".
يؤكد المستيقنون من شدوه إنه يشدو بالحقيقة؛
"الأمواج خلقت هكذا أمواجا "،"إن وصفنا بالطيور القمامة هو نوع من التعالي على أمة النوارس، مثل أمة البطاريق, وأمة مالك الحزين"، "نرفض أن نكونوا وجبة سائغة للفقم الكسولة".
تدافع النورسة عن حكيمها، تردد همومه وهما يطيران في الفضاء المتاخم للأمواج، استحوذ علي تفكيرها تغريد محبوبها المفعم بمحنة الأمواج، تنازعتها أحاسيس متضاربة إذ يتوقفان عن التحليق فوق صخرة تستحم منذ الأزل في اليم المتلاطم.
تنتفض النورسة في محاولة منها لطرد ما يساورها، تمطر "الحكيم" بسيل من التغريد الحائر :
من أين تأتي بهذه التوجسات عن حالة الأمواج ؟. ألم تغرد لي أن ألأمواج رغاوي شوق!
من أين تأتي بهده المفردات في تغريدك ؟هل صارت الشائعات نغمة من نغمات شدوك؟.
يقاطع تغريدها الحائر بغضب، يضرب بجناحيه لطرد التشويش الذي أصاب تفكير نورسته:
"هدئي من روعك يا زينة النوارس لا ترميني بهذا الشدو القاسي كما تفعل النوارس المشككة, قناعتي عن شيم الأمواج كالصخور الصامدة في عرض البحر، الأمر ليس شائعات، أنا لم أختلق حالة الأمواج، الأمواج لا ترضى عن هدا السلوك الشائن : تهريب، قمع، تجسس ".
"أرغمت! يحاولون إجبارها علي تعاطي ما ليس من طبيعتها ذلك ما أنبأني به دلفين " مرابط البحر " أو" خفير البحر" كما نحبوا نحن معشر النوارس تسميته، اخبرني عن حادثة من ضمن ألاف الحوادث التي تقع هنا في البحر التقيته عبوسا برفقة أنثاه التي تضم رضيعها بخوف، خرجا من خضم البحر عند سماعهما تغريدي ".
"الدلافين أمة من الحيتانيات، كدرها ما يكدر الأمواج هم يسموا أغانينا نحيبا لأننا أمة من الحزانى، الفرح لا يعني شيئا لنا، إذ أننا طيور طفيلية تعيشوا على فتات الغير، أصابنا الغرور حين أطلق علينا ألأنتهازيون قرصان البحر،وأصابنا ألإحباط إذ نعتنا البعض بالقمامين.
طلب مني الدلفين ان اعتلي ظهره بميعة الدلفينة التي تحمل رضيعها، توجست خيفة في البدء غير أنه بإلحاحه علي فعلت؛ الدلافين ليست حيتان "هردوزة" أنهم امة ذكية لكنها لا تمارس التفاخر الأجوف.
يستمر النورس في شدوه:
"حدثني الدلفين ورفيقته عن موجة متعبة سبحا في خضمها مسافة طويلة، بثت لهما شجونها، افضت لهما بنزف طوياها، تعرت أمامهما كما تفعل نورسة مذنبة مما جعل أنثي الدلافين تصفر بارتياب، ظلت أنثي الدلفين تذرف دموعا سخية وإذ ما التقت بموجة تداري دموعها، تكفكفها بطرف موجة أخري"، يستطرد النورس:
"استمعت بحرقة إلى الدلفين وهو يروي التفاصيل عن الموجة وهي تتألم بعد ان تمزقت عفتها، تناثرت براءتها، كائنات ملتهبة غريبة يجزم الدلفين انه لم يسمع عنها من ذي قبل ليست هي سمك التنين الشرس ولا السمك الهلامي شديد السمية، الدلفين لم يشهد الواقعة حينها لكنه رأى أثارها علي صدر الموجة التي كانت نبرة صوتها تخفت رويدا رويدا ثم شهقت، لفظت أنفاسها قبل ان تكمل حكاية عذابها للدلفين، في الخاتمة أخبرني الدلفين متحسرا ان جميع أمم البحر من طيور وحجر وأعشاب حضرت تأبين الموجة إلا انتم امة النوارس، خجلت من نفسي و اعتذرت ".
"هذه هي حالة الأمواج أيتها المعاتبة، الم اقل لك إنها تعيش محنة، الأمواج التي رافقت النبي نوح، حاصرت الحوت الذي ابتلعه عليه السلام أجبرته علي إطلاق سراحه من جوفه".
"ألأمواج رافقت كل الغزاة ألآدميين والفاتحين منهم، ساعدت الغامرين والمكتشفين في تجوابهم ولها الفضل في معرفة كروية الأرض".
"نسي المغامرون جميل ألأمواج عندما حلقوا في الفضاء، صاروا يحاربونها من الكواكب والنجوم، يقذفونها بكل فضلاتهم ومخلفتهم من المركبات الفضائية."
"يفقئون رغوتها الناصعة، يحرقون ابتسامتها العذبة، يزيفون نبل مقاصدها"
تقاطع النورسة زوجها "حكيم":
"انك تبالغ يا نور عيني !"
"الم تر أمس المرأة الآدمية التي تنوح عند أقدام الأمواج لان هذه الأخيرة أغرقت محبوبها, لفظته جثة هامدة."
غرد النورس: "بلي ! بلي ! الموجة تعطي و تأخذ؛ هي لم تغتاله كان سيموت حبيب الآدمية الموجه أستلمته مخمورا، تحرش بها، كان قد عربد في دماغه السكر والعزة بالإثم، لم تأخذه علي حين غرة، الموجة حذرته، كلنا شاهدون علي ذلك و حتي المصطافين من بني جنسه، لقد دفع ثمن نذالته".
تغرد النورسة محتجة:"دعك من المزاح أيها العزيز".
يرد النورس بانفعال شديد وحازم:"أنا لا امزح! لا وقت لدي للمزاح".
يرمق النورسة بنظرة عتاب قاس، تتذكرهي حينئذ ما سمعته من الجماعة المرجفة من النوارس، تعصف برأسها كلمات السوء التي ترشقهما من ذوي القربى، تطير مغردة؛
"أنا النورسة ابنة النوارس، عاشقة "حكيم" والبحر والأمواج, أضم قراري "لحكيم" النوارس بالوقوف مع الأمواج في محنتها".
يصل صدي هذا النداء في امة النوارس فيما يدعي المرجفون ان النورسة بهذا التغريد قد أصابها هي الاخري "مس من الانس ".
فيما يلتزم النورس "حكيم" الصمت والتجهم، تستعر في جوانحه نار التحدي، تشتعل حكاية الدلفين في ذاكرة النورسة، تكبر، تكبر تساؤلات عميقة؛
"هل ستهرب من يمها الأمواج ؟"
تصاب النورسة بارتجاف شديد، ينتابها رعب طالما حذرها منه "حكيم" إنها أصيبت بمرض "أعراض الأمواج".
تشدو مستغيثة بالنورس "يا حكيم النوارس هذي الشمس ترسل أشعتها نحو الموجة ثمة من يعبث بشعاع الشمس، غطيني، احرص ان لا يؤذي الموجة مكروه .
يردد النورس بتغريد حزين:
"لك ذلك يا صبرية النوار س إذا ما هنأت من اعد ائنا الأمواج "
يحتضن النورس نورسته المرتجفة وهو يغرد :"الألم زاد النوارس"
وسط هذا المشهد يمكث النورس مستغرقا في هموم كائنات البحر، يتفقد نورسته بين الفينة والاخرى التي قال عنها شيوخ النوارس إنها تعاني من سكرات الصحو، تنتفض بشكل جنوني، تخترف برغوة الأمواج، لاتلبث ان تستغرق في تغريد.
تبتهل، ابتهالات مليئة بالرجاء:"رب اجعل هدا اليم أمنا مطمئنا ".
تقفر مفزوعة كأنها تحاول الفرار من كابوس:"ابتعد عن رغوة الموجه إنها تنفث سموما ".
على نمو مفاجئ تنطلق حقيقة لا كابوسا عبر الشواطئ الرحبة صرخات استغاثة حيث تعرضت زمر من نوارس صغيرة مسالمة لعملية اعتداء أصيبت فيها إصابات بالغة، شردت العديد من النوارس الساعية.
"كائنات لها وهج، تمتطي الأمواج تطلق أصوات غريبة هاجمتنا على حين غرة" تغرد عنها النوارس المصابة، وتصفها بالوحشية"إنها ليست كائنات بحرية".
يردف نورس وقد كسر جناحه ومزق الألم أحشائه: " كنت فقط كثير التغريد مرحبا بطلوع شمس يوم جديد".
الدلافين التي حضرت الواقعة أكدت ان البحر لم يعرف هذه المخلوقات من ذي قبل وانه لا يظن تلك التي يدعونها "بالاطباق الطائرة ".
يلتقي الدلفين بالنورس "حكيم" يذكره بالحوادث السابقة فيما أفواج من النوارس وقد غطت جموعها السماء والأفق تهب مستنفرة.
تنطلق النورسة التي كانت تعاني "أعراض الأمواج" والكوابيس وقد تحررت من رعبها في زقزقة متصلة.
كل النوارس التي كانت تحلق غير أبهة فوق البحر تتجه صوب مصدر الرعب وهي تصب جام غضبها متوعدة بالرد على من عكر صفو ألأمواج وقيد حرية كائنات اليم، فيما النورس "حكيم"يراقب ما يحدث ويفكر بإمعان في هذا المشهد.
صيف 2009 فرج الجطيلاوي