غانم العكيدي والبيت الريفي بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف
تاريخ النشر : 2019-09-03
غانم العكيدي والبيت الريفي بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف


غانم العكيدي والبيت الريفي 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 

بين يدي الآن مجموعة قصصية جديدة ( 2019) للقاص والكاتب والروائي الاستاذ غانم العكيدي وهي بعنوان ( البيت الريفي ) صدرت عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل وقد وصلتني نسخة من القاص والروائي الاستاذ غانم العكيدي نفسه لدى تشرفي بإستقبالي له في داري قبل ايام وكم كنت سعيدا وأنا ابدأ بقراءة المجموعة وكانت قصة ( البيت الريفي ) والتي أعطت للمجموعة عنوانها اول ما قرأت وقد تأكدت وانا اقرأ هذه القصة واقرأ القصص ال (21) التي ضمتها المجموعة وفي ظل غياب فهرست للقصص في المجموعة اقول تأكدت اانني لم اكن مخطئا عندما اسميت روائينا وقاصنا الكبير غانم عزيز العكيدي ب( نجيب محفوظ الموصل ) والسبب واضح وهو أنه في قصصه ورواياته يشبه نجيب محفوظ في اجواءه وبيئة قصصه ورواياته فهو يلاحق الهم الانساني والظلم الإنساني والامل الإنساني سواء بسواء .

في قصته ( البيت الريفي ) نتلمس وفاء الزوجة وخيانة الزوج فما ان ابتعدت الزوجة عن البيت مع أولادها وتذهب لفترة عند أخيها في القرية الا وشعرت بفقدان زوجها فأخذت تتمنى ان يكون الاب مع اولاده واحس اخيها بحنينها الى زوجها وقرر ان يذهب الى المدينة لجلب الزوج لكنه وما ان طرق الباب حتى سمع صوت امرأة ترد :الحاج غير موجود ذهب لمشوار وعندما سألها من تكون اجابت : انها زوجته . 

وفي قصة (دلامة والخائن طوكان ) نتلمس ان الاولاد لايمكن ان يستوعبوا تجربة الآباء فدلامة ابن ابو دلامة وهو المولع بسباق الريسز والذي انقلب على هوايته وباع حصانية وفوجئ بولده دلامة يشتري حصانا ليسابق به فقال له هذا ليس بأصيل بل انه ليس إلا كديشا فلم يسمع الولد وذهب ليشترك في السباق ليجد ان حصانه يفشل ولعدة مرات وصدق حس والده لكن الابن لم يسمع فعاد من سباق الريسز في بغداد وهو حزين وخائب واسر بإذن حصانه : لقد دللتك بإفراط وقال : ماكنت أحسبه بأنك الحصان البطل ***ولم ادر أنك فقاعة جوفها ضحلُ .

وهكذا تمضي بقية القصص لتنقل الينا هموم الناس واشكالات حياتهم ومما وجدته في المجموعة ان تجربة القاص والروائي كانت حاضرة في معظم قصص المجموعة _ دلامة والخائن طوكان -هكذا علمتنا الحياة -ساعات ضعف-السيدة الذكية -القارئ الميت - شباط الجديد - السكرتيرة -انا وجدي الصارم -حسين الحمد -عزف البيانو-رندة والمرجوحة -مصطفى الصغير -سهرة ولكن -رفعت -تشاؤم .

يقينا ان القاص والروائي الاستاذ غانم العكيدي وهو يأخذنا الى اجواء المدينة والريف وبلغة بسيطة سهلة سلسلة استطاع - برأيي- ان ينجح في اخراج مكنونات عقله الباطني ويظهرها الى العلن من خلال سرد تلك الحالات الانسانية التي قد لايستطيع احدنا ممن لايمارس الكتابة القصصية والروائية التعبير عنها بهكذا اسلوب وبهكذا لغة وبهكذا احساس . 

بوركت اخي الاستاذ غانم العكيدي ولم يبق لي الا ان اقول ان القاص والروائي الاستاذ غانم العكيدي من مواليد محلة النبي شيت بالموصل سنة 1947 .دبلوم عال في المحاسبة من جامعة الموصل 1969 .درس الادب الانكليزي وقرأ كثيرا في مجالات الفكر والادب والفلسفة وقد اصدر عدة روايات منها روايات ( راعي تحت التجربة ) و( الطيور تغرق ايضا ) و( بعض الرجال لايبكون ) و(سكان البيوت الاربعة ) و( الطريق الى الجوهرة سالكة ) كما ان له مجاميع قصصية منها (اولاد برهم ) وله كتاب بعنوان ( اراء في الميكافيلية ) وله نصوص نثرية ( ذلك الشتاء ) .

كان له عمود في جريدة (الجريدة ) البغدادية بعنوان (كلام في الهواء ) فضلا عن مقالات كان ينشرها في العديد من الصحف والمجلات .

تحياتي وتمنياتي له بالتوفيق والتقدم .