الصاحب والصديق عند الروائي الموصلي غانم خليل بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف
تاريخ النشر : 2019-09-01
الصاحب والصديق عند الروائي الموصلي غانم خليل بقلم:ا.د. ابراهيم خليل العلاف


الصاحب والصديق عند الروائي الموصلي غانم خليل 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 


بين يدي الآن كتاب ( الصاحب والصديق ) من تأليف الصديق العزيز الروائي الموصلي الكبير الاستاذ غانم خليل وصلتني نسخة منه مهداة مع عبارات جميلة أعتز بها واشكره والكتاب صدر عن مكتب التفسير بأربيل 2019 وهو طريف وممتع وقيم وجميل وهو التفاتة ذكية من الاخ الاستاذ غانم خليل لهكذا موضوع كم نحن اليوم بحاجة اليه فالانسان بحاجة دوما الى الصاحب والخليل والصديق وكما قال الشاعر المتنبي الكبير :شر البلاد بلاد لاصديق بها وموضوع الصاحب والصديق والخليل والمحب موضوع قديم جديد تناوله المتقدمين كما تناوله المتأخرين وسطروا فيه كتبا وكراريس ودراسات والهدف من هذا الكتاب والكتب التي تشبهه هو "تهذيب النفوس وتقويمها والتخلق بالاخلاق القويمة والسير بإستقامة في الحياة وتأكيد اهمية قيم الصدق والمروءة والانصاف والعفو والإيثار وغيرها من مكارم الاخلاق .
والمؤلف - بحق - استطاع ان يلم بكل ما يتعلق بمفاصل موضوعه وزاد على غيره زيادات ملحوظة ونجح في تقديم صورة لواقع نعيشه بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات وتناقضات في المفاهيم لكن وفي خضم كل هذا نحن نحتاج الى الصاحب ونحتاج الى الصديق ونحتاج الى الخل الوفي لنستطيع ان نعيش .
وعبر فصول سبع استطاع المؤلف ومن خلال مباحث الكتاب ان يزودنا بكل ما نحتاجه في فهم اهمية الصداقة والصحبة وقف عند معنى الصحبة والصاحب والصداقة والصديق والخلة والخليل وتحدث عن اهمية الصداقة والاخوة والحقوق التي تحكمها وقال ان ثمة ندرة في الصديق الوفيولم ينس التأكيد على العتاب بين الاصدقاء واهمية التماس الاعذار والفرق بين الصداقة والعلاقة ومن الامور الطريفة انه قال قولته في صحبة الملوك والسلاطين وذوي الرئاسات وأصحاب السلطة وبين موقف الدين من الصداقة والصحبة وتناول موضوع العزلة فوائدها ومضارها واخيرا أشر اهمية الكتاب بإعتباره صديقا للإنسان واخيرا بين واقع المحنة التي يواجهها المثقف والعالم والاديب وما يعانيه من اغتراب في بلده .
قراءة الكتاب هذا ( الصاحب والصديق ) مفيدة وانا شخصيا افدت منه كثيرا وشدني الكتاب بما فيه من انتقالات لايحسنها الا كاتب اريب وروائي متمكن وانسان ودود اعرفه شخصيته واعجب به وهو معي منذ سنوات يعرف ما كتبته وقد رجع الى رسالتي للماجستير عن ولاية الموصل منذ سنة 1908 وافاد من احداثها في رسم شخوص واحدة من اهم رواياته واريد بهذا ان اقول ان المؤلف الكريم هذا الصاحب والصديق والخليل غانم خليل حفظه الله ومتعه بالبركة والعز ليس بعيدا عني كما انني لست بعيدا عنه وقد اسعدني حقا بهذا الكتاب ( الصاحب والصديق ) وصديقي دوما هو من يرد الشر عني ويرمي بالعداوة من رماني وكثيرا ما كنت اقول ما فائدة ( الصديق) حين يحضر مجلسا يتعرض فيه احدهم لي ولايرد فهذا ليس بصاحب ولا صديق وتركه من الواجبات واقول الصديق الحقيقي هو من يقف الى جانبي في السراء والضراء هو انا عندما لااكون حاضرا وانا هو حين يحتاجني لكي اشهد له .
بارك الله بك اخي الاستاذ غانم خليل والى مزيد من التألق فأنت نعم الصديق ونعم الصاحب ونعم الخل الوفي في زمن قل فيه الأصحاب وقل فيه الأصدقاء وقل فيه الخلان .