حماس والطوفان - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-08-29
حماس والطوفان - ميسون كحيل


حماس والطوفان 

لا زلت أذكر السجال الذي أحدثته فتاوي شيخ الأزهر السابق الشيخ محمد سيد طنطاوي قبل سنوات خلت؛ حول العمليات التفجيرية داخل دولة الاحتلال الاسرائيلي، وكيف أنه رفض العمليات بالمجمل، ثم حددها لاحقاً باستهداف جنود الاحتلال واستثناء المدنيين من أطفال ونساء، في ذلك الوقت أصدر الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين فتوى بتأييد هذه العمليات، لكن المثير للغرابة هو أن القرضاوي نفسه عاد عن فتواه وأفتى بعدم جوازها لتغير الزمن، أي أن فتوى الشيخ طنطاوي كانت صحيحة!!

 إن ما حصل في مدينة غزة أمس الأول خطير لدرجة لا يمكن أن يتصورها أي عاقل، أن يقوم شباب بتفجير أنفسهم عند حاجز لأفراد الشرطة، وقتل كل من يتواجد في المكان من المواطنين أيضاً دلالة على مدى الانحراف الفكري الذي وصل إليه هؤلاء التفجيريين! ولهذا فلا بد من وقفة طويلة لحركة حماس دون غيرها لتقوم بالمراجعة الفكرية، إن اصدار بيانات الشجب والادانة والاستنكار لن يفيد، وتكرار اسطوانة أن هذا العمل خارج عن الصف الوطني وما إلى ذلك من جمل منمقة لن يغير ما تم غرسه في نفوس بعض الشباب من أفكار منحرفة يعززها ازدياد رقعة الفقر والبطالة والابتعاد عن الروح الوطنية الفلسطينية،.. لا يمكن انكار أنه بعد الانقلاب لا يكاد يمر عام دون أن يطل الارهاب برأسه وينال من شباب وأبناء هذه المدينة المنكوبة والمحاصرة، و حماس وحدها تتحمل كامل المسؤولية عما حصل ويحصل، ومن تغلغل الفكر المنحرف عند بعض الشباب في غزة، وقد حذر عقلاء الشعب الفلسطيني كثيراً من خطورة الفكر الارهابي والسكوت عنه، فضلاً عن دعم بعض المتنفذين له!!

أكتب هنا وأوجه رسالتي لحركة حماس فكلنا في مركب واحد وكلنا متضرر، طمأنوا الناس، وعودوا لحضن الوطنية والشرعية الفلسطينية فلا يوجد فلسطيني يريد أن تتحول غزة إلى افغانستان أو الى عراق جديد يدخل انتحاري إلى مسجد أو سوق ويفجر نفسه وسط الناس واهماً ومعتقداً أنه يتقرب إلى الله بدمائهم. أفيقوا يرعاكم الله قبل الطوفان.

كاتم الصوت: همسات و وشوشات في إطار الشك من عمل مخابراتي غير معلن لكسب النقاط!

كلام في سرك: لصالح من هذه العملية ؟ سؤال في البحث عن المستفيد الثاني!