الكويت بذكريات فلسطينية
خالد قضماني علوم سياسية وتاريخ / صحافة وإعلام
احد برامج قناة الجزيرة الفضائية والتي اعتبرها من انسب القنوات التي قامت بتوثيق حالة المد والجزر في مكونات القضية الفلسطينية مدخلاتها ومخرجاتها ,وهو ما ننظره الى عدة برامج تحت مسميات ومواضيع , من بينها ذاك البرنامج الوثائقي الذي يتكلم هنا بحالة سرد الى الحنين والمحبة والالم والخوف احيانا
على مصيرشعب وقضية لا تزال عالقة حتى اليوم , وفي حالة من الجمود والكتمان والسرية نوعا ما .... انه برنامج الوثائقي (*الكويت* *بذكريات* *فلسطينية)*
.
حيث يعود بنا الى ذكريات الفلسطيني في ارض جديدة فيها بلغ افق المجد بالعلم والبناء والعمران فكان البيت الذي اقام فيه الى ان يعود الى وطنه بعد تيهه . .
.
فالوثائقي هنا من قناة الجزيرة الذي وقع ضمن برنامج تحت المجهر بمدة خمسين دقيقة , يتلكم عن الشعب الفلسطيني المهاجر الى الكويت والتي تعود به البداية كما ذكر نصا في سياقه الى العام 36 من القرن الماضي اي بعثة فلسطينية تذهب الى
الكويت للتعليم موفدين من الحاج امين الحسيني بناء على طلب دولة الكويت الشقيق ومن هنا كان الطريق الى ما هو .........
حيث يركز في بداية هذا الفيلم على عنصر الشباب الصغير كبداية في طريق اعمار دولة الكويت اي الهجرة بدأت من خلال العنصر الشاب من معلمين وعاملين وطلاب كانت تحمل افكار ريادية في البناء والتحرر والحرية مبعوثة بروح وحياة جديدة وجدت من الكويت الحاضنة الاولى لها
نتج من ذلك ان كل المؤسسات وبما فيها المدارس والتعليم والمناهج في الدولة كانت ذات بعد قيمي وخاصة أن المدرسين في تلك الحقبة ممن عملوا هناك سواء فلسطينين او عرب , كما ذكر, يحملون الافكارالقومية ومنادين بها , لذلك لا نعجب ان الكويت كان داعم حقيقي طيلة العمر الى المشورع القومي العربي وقضيته الاولى فلسطين , حيث كان اي شخص يحمل الفكر القومي يشعر بأنه يؤكد المعني الحقيقي للحرية والتحرر من خلال اية عمل يقوم به في الكويت من تعليم او بناء .
و في موضوع آخر يردده الفيلم على عدة جوانب في الكويت للفلسطيني الساعي للعمل والتعليم والبناء , فقد كان هذا المفهوم جيد وجديد لمن يريد التقدم والبناء والنهضة سواء للشعب الفلسطيني , في مجتمع جديد يعطيه الطابع الوطني له , فلا نعجب هنا بأن نرى في هذا الوثائقي تسليط الضوء على ذكر اسماء لمحلات وبيوت وحتى شوراع لا تخلو من اسم او شعار لفلسطين
وهذا , كان نوعا من ابراز الهوية الفلسطينية بأية شيئ بعد هجرة الوطن , للنتقل بعدها الى الجزء السياسي في البرنامج . . . . وهي ابراز الهوية
فاخذنا هنا الى تشكيل الهوية الفلسطنية من شخصيات عبرت واستقلت في الكويت فبعد عام النكسة وسقوط المشروع القومي العربي باحتلال دولة أخرى ومنها الضفة الغربية الجزء المتبقي من فلسطين
كان لابد هنا من تركيز الفلسطيني اولا على جمع الاسرة واكتمالها , حيث مهد ذلك الى زيادة البناء الاجتماعي الفلسطيني وتماسكه في الكويت بحيث ان هناك مناطق في الكويت كانت فلسطينية بحت ومن هنا يركزالسياق على ان النواة الاجتماعية والسياسية الفلسطيينة في دولة الكويت قد بدا اكتمالها
حيث بدأت تتعمق من خلال اتحادات فلسطينية كالمراة والكتاب والطلاب الخ, وقد بدأت بتشكيل الوعي السياسي الوطني الفلسطيني , بصعود التنظيمات الفلسطينية في منارة الدولة الكويتية , بعد عقد أول مؤتمر للشعب الفلسطيني في الكويت وظهور المنظمات الفلسطينية , ومنها حركة فتح
وما يجدر الاشارة اليه أن الوجود السياسي الفلسطيني كان غير مسلح , بغير حال الدول التي كان حاضنة للثورة الفلسطينة في وقتها , حيث كان الكويت الداعم الحقيقي للشعب الفلسطيني وقيادته السياسية من خلال المال الكويتي حيث ان الكويت
كانت تقدم الاموال من خلال الحكومة لمنظمة التحرير الفلسطيبنية . . . .
ولو اتينا هنا الى هامش الحريات في السبيعيات فقد عرض البرنامج نقطة مهمة عن الاعلام الكويتي بأن الصحافة الكويتية كانت الرائدة عربيا ونقطة انطلاق جديدة خاصة بعد احداث مريرة حطت على بلدان الجوار كالحرب الأهلية في لبنان
فكانت الصحافة منارة لجموع عدة من الصحفيين في الوطن العربي الذي ساهموا بالكامل في عرض قضايا عربية قومية من منظور واقلام عربية منها مصرية لبنانية فلسطينية , مدللين هنا على رسومات ناجي العلي التي مثلت حالة الوعي الجديد
المتمردة الذي حظي به العربي والفلسطيني في تلك المرحلة الزمينة رفضا للاحتلال
ايضا لو عدنا الى النسيج الاجتماعي قد اخذنا البرنامج الى الانتماء الفلسطيني لدولة الكويت حيث كان الطابع الثقافي كما يدلل* ابراهيم الرمحي *احد شخوص البرنامج من خلال حواره
.... انه في العيد الوطني الكويتي كان يحمل ويرتدي الزي الكويتي , وهذا ان دل لا يدل الا على العمق والرابط الاجتماعي الحميمي بين الكويت والشعب الفلسطيني ,
وكذلك الكويتي بشدة اقترابه من الفلسطيني فقد ورث عنهم بعض الأشياء تجلى ذلك في التفاعل الحقيقي والدعم الكويتي على كامل المستويات لانتفاضة الحجارة في الأرض المحتلة عام 1987
الى أن جاء الزمن الاخير من عرض البرنامج وهو الاحتلال العراقي لدولة الكويت فذكر الفيلم مجموعة من الشخصيات التي تحدثت عن المآسي وحالة الضياع التي علقت على الفلسطيني والعربي اجمعين , حيث ادى الاحتلال الى انهيار علاقة وجدانية
بين شعب يبحث عن وطنه ودولة جديدة اسمها الكويت , فقد اصبح الشعبين الفلسطيني والكويتي الدمية التي يلعب بها الساسة من هنا وهناك .
احد الاقوال التي لفتتني في هذا البرامج لانظر اليها واضعها للقارئ ولاجيال قد تأتي من بعدنا وتعيد مجد العروبة الذي نناضل من اجله الى اليوم ونكتب عنه بمذكراتنا . . . .
إن الذي حصل خسارة متبادلة لكلا الطرفين ! , هناك ثمن دفع ! , لكن لماذا نبكي على ما حصل ! ,السؤال المهم كيف يمكن ان نمنع ان لا تتكر تلك الاقتتالات !!!
سؤال لفت عقلي وقلمي انا الكاتب , في نص الفيلم كما كتب في السطر السابق وهو سؤال (كيف ) ويتركها كلمة وخيارا مفتوحة الى اجيال جديدة قادرة على ان تقول من اين نبدأ , واين نصل , والأهم . . . من والى اين الطريق
24/8/2019
الكويت بذكريات فلسطينية بقلم:خالد قضماني
تاريخ النشر : 2019-08-26
