فوضى أقلام ... واي فاي بقلم :سمير محمود شلايل
تاريخ النشر : 2019-08-25
كثير من الامور تختلط على جمهور العامة نتيجة الثورة الرقمية المجانية واستخدامها في كافة المجالات وصولاً للصحافة الالكترونية بشكلها القانوني والغير قانوني فعندما يتحدث أي مسؤول أو لا مسؤول عن أي موضوع حتى ولو كان في غير تخصصه أو نطاق مسؤولياته فتتسارع تلك الروابط للإشارة الى ذلك الموضوع حتى يتطور الامر للإعلانات الاخبارية الممولة وفي خضم ذلك رأينا استباقاً للنشر وتدفع جهة النشر الأموال للإعلانات الممولة للإتاحة المجانية لأكبر عدد ممكن من القراء والمتصفحين.
غزة تلك البقعة الصغيرة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط تقوم بتصدير العشرات من العناوين الاخبارية في كل يوم وتجذب القراء المحليين والاقليميين وفي بعض الاوقات تتصدر العناوين العريضة في الصحف الدولية. كما أن يوجد بها المئات بل الآلاف من خريجي وطلبة الصحافة والاعلام وهواة التصوير والسبق الصحفي واختلط حابلهم بنابلهم فلم يعد لدينا القدرة ان نفرق بين الصفحات والمجموعات والمواقع والروابط الا من خلال عدد المتابعين وهذا الخطر الأكبر. فلا ضير ان كان هناك متسع من الوقت عند الجهات الحكومية في وزارة الاعلام او الهيئات المسؤولة عن النشر او مكتب الاعلام وغيرها ان تجعل الرقابة مشددة أكثر في مجموعات الواتس آب والفيسبوك ووسائل النشر كافة من تنظيم تلك العناوين وضبطها واخراجها بالنحو الصحفي السليم وكما يجب دعم الصحافة بكافة اشكالها من خلال قنوات المؤسسات المجتمعية والرسمية وتصنيفها وكالة صنف (أ) و (ب) مثلا ووكالة مبتدئة وغيرها من التصنيفات المهنية وليس الاعتماد على عدد المشاهدات وأن يكون لكل حزب ناطق رسمي واحد وحديثه يمثل وجهة نظر الحزب او التنظيم فلا يجوز لقيادي ان يكون له وجهة نظر مختلفة ويطالب بنشرها بكافة اشكال الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة الا اذا كان مفصولا او منشق عن الحركة او الحزب او التنظيم الذي ينتمي اليه فلا أحد سيستفيد من تلك الفوضى الا المهزوزين المذبذبين .
تعتبر جودة الاخبار وأصالة مصادرها مقياس للموثوقية وليس عدد المشاهدات كما تفعيل دور الحساب والعقاب لتلك المؤسسات والمنشورات خير من الاختباء خلف شعار حرية الصحافة فالصحافة حرة داخل غلاف الصدق فقط ضمن إطار التخصصية.
في ظل العدد الكبير من مستخدمي التكنولوجيا الرقمية وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار الأجهزة الكفية من هاتف ذكي وجهاز لوحي بنسبة كبيرة بين الجمهور علينا إدراك هذا الخطر وتوثيق عمليات النشر من جهات معتمدة فالصحافة ليس خبر سياسي ولا عملية ملاحقة للمسؤولين لتسجيل ورصد تصريحاتهم بل يتعدى ذلك كافة اشكال النشر الاقتصادي والاجتماعي حتى الروايات الأدبية تخرج بقالب صحفي في بعض الأوقات.
كل الإحترام لكافة المحررين والمراسلين والكفاءات والمنتمين لتلك السلطة الرابعة واهديهم فنجان من القهوة العربية على أنغام موطني.