مرت في خاطرة كدمعة أفلت من سجنها وجلاديها
فارة من خوابي الذاكرة المتعبة، تنتشي بالنصر، وأي نصر ذاك بعد أن أشجت مفاصل روحي الوهنة
أدرك أنك تقرأ الآن ولا تدري عن حالي شيئاً، أي دمعة وأي نصر أتحدث
حين تكبر في خنادق الفقر الأعمى، تلج في مواخير المرض الآثمة، تتقلب على جمر العوز تعلم أنك مجبر وأنك خلقت من شقاء، تعلل نفسك بنوع أخر من المخدرات (الأمل..)وفي حين غرة تراه ينفد من بين يديك، يضمحل ثم يتلاشى أتراك تبحث عن مخدر آخر لتخفف من وطئة ألالمك أم تضمد جروحك بمشرط الحياة لتنزف أكثر، تبلل وسادتك كل ليلة بدموعك الحمراء، تهب في صباحك مرتدياً قناعاً من الزيف المطلق المختوم بابتسامة بلهاء لا تنطلي إلا عليك، تبحر في عمق التيه تتخبط كموجة ضلت الشاطئ فتكسرت على صخور الضياع، أو أنك سنبلة ملت انتظار الحصاد فنامت على كتف أختها فخانتها لترميها على ثغر الأرض، لتموت دون تنفع أحداً، أحلامها تماثل أطفال الحرب، لم يدركوا للفرح وصالاً ولا للحلم تحقيقاً فامتثلت لإرادة القدر
وضبت في حقيبتك كبرياء والدك دموع أمك وابتسامات أخواتك وأحلامك زرعتها بذوراً في أرض قلبك ترياقاً يخفف من نواحه
عبرت الطرقات والخانات والبيادر لتستقيم
وما زلت أعوج الضلع بعين منكسرة باكية
تزف دموعها عرائساً لتذبح في عرين الغربة
تطلق زفرة إثر زفرة، بركان يثور في جوفك ويداك باردتان لا تقويان على حمل حروفك ووقصائدك
فتسقط على السطور مستسلمة لنبض قلمك الباهت
تتمرد أوراقك لا قدرة لها على استضافة حزنك المارق تكور نفسها بمهطل عينيك، تثير فيها رغبة التقيؤ فتراها تفور حبراً غريب الملامح أهوج المقام
وفي غمرة خنوعك نادى منادٍ
أن القلوب ولت قبلة الغياب فالحرب اقتاتت على أرواح المكلومين فزفوا ببهجة لمن رحلوا وأنها مرت على كل منزل هناك فبعثت فيه الخراب وأنت مصلوب على وتد الرعب لا تحرك ساكن، عيناك جاحظتان شاخصتان للأفق الملوث بدمائهم وبقايا أرواحهم ، وسمٌ حفر على كتف اليقين أنه في الحب والحرب لا رحمة للأنقياء
كيف إذا اجتمع الأعداء وتكالبت المواجع
غربة وفقر وحرب
تطرق بيدك باب الصبر أن هيت لك فلا حول بعد اليوم ولا قوة
أأدركت خيبتي حين تصلني رسائلها محملة بالعتاب والحنين، حين تحقن وريدي بحمم الشوق اللاذعة
حين تقيم الغصة احتفالاتها في حنجرتي، حين أحاول ابتلاع العالم بصرخة واحدة ،حين أراني واقفاً في محطات الانتظار كعمود إنارة لا فائدة منه،
حين يتسلل إلي بؤسي كسرطان يصيب جميع مفاصلي، عاجز أنا كتلك الأحلام في وطني
بقلم المبدعة: نوال محمد سعيد خطيب
العنوان: كارثة خيبة بقلم: نوال محمد سعيد خطيب
تاريخ النشر : 2019-08-25