الهجرة والموت أم البقاء والعذاب؟! بقلم:حنين سمير سليم أبو حمدة
تاريخ النشر : 2019-08-25
الهجرة والموت أم البقاء والعذاب؟! بقلم:حنين سمير سليم أبو حمدة


حنين سمير سليم أبو حمدة 


العنوان: الهجرة والموت أم البقاء والعذاب ..؟! 

لماذا فئة الشباب هي أكثر فئة تطالب بالهجرة ؟

هل الغرق في الامواج الصاخبة سيحقق أحلامك ؟ 

من الذي أجبرهم لترك وطنهم والبحث عن وطن أخر ؟

تساؤلات عديدة تراودني عند سماع الأخبار بموت وغرق الشباب من على متن مراكب الموت حالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا  كيف لم يفكر بحرقة قلب أبويه وكيف غامر بحياته وكيف دفن طموحه وأحلامه بقرار هجرته غير النظامية غير أمنه ودفع حياته ثمناً للجوء وما الظلم والقهر الذي تعرض له في بلده هون عليه الموت والمخاطرة بحياته، وخصوصاً في الفترة الاخيرة زادت هجرة الكفاءات الشبابية الفاعلة التي كانت تؤثر بشكل ملموس على صعيد محيطها ومجتمعها وتعتبر هي من ثروة المجتمع والاستثمار فيهم أفضل استثمار،  فعندما نصل لمرحلة فقدان هذه النخب الشبابية يجب على الجهات المسؤولة أن تعيد النظر مراراَ وتكراراَ في وضع حلول لهذه الظاهرة والبحث في أسباب وقوعها.

ومن أبرز المشاكل التي تواجه المجتمع العربي هي هجرة الأدمغة  التي أصبحت تهاجر بصورة غير طبيعية فراراً وهروباً من الظروف الصعبة  التي يعيشونها ربما تكون لعوامل سياسية وعدم استقرار الأوضاع الأمنية وغياب الديمقراطية وانتشار البطالة في المجتمع والفساد من واسطة ومحسوبية أو شعورهم كأنهم غرباء في وطن يقف حاجز بينهم وبين تحقيق أمالهم وطموحاتهم وأهدافهم.

من الضحية .. ؟

الدولة أم الشباب أم الاثنين معا ..؟! 

الدول العربية هي بأمس الحاجة للشريحة الفاعلة وهي الشباب  لأنها تعتبر هي الفئة الحيوية والمؤثرة في التنمية المجتمعية  لذلك هجرة العقول تؤثر سلباً في حرمان هذه الدول من الاستفادة من الكفاءات العلمية والأيدي الشبابية،  وتنعكس إيجابياً على مستوى الفرد من تحسين دخله ومعيشته والحصول على الوظيفة التي تناسبه والعيش بحياة كريمة تتضمن له الحرية والديمقراطية في حياته وتحقيق أحلامه وطموحاته التي لم يجد الحد الأدنى منها في وطنه.

ويقع على عاتق الجهات المعنية دور كبير في استثمار طاقات الشباب من خلال دعمهم وتحفيزهم بشكل مستمر والعمل معهم على مبدأ المساواة والعدل وتجنب الفساد من واسطة ومحسوبية ومحاباة وتجنيد كافة طاقات الدولة لإقامة مشاريع تنموية تسهم في توفير فرص عمل قادرة لتحسين الوضع المعيشي،  وأيضاً وجب عليهم تحمل المسؤولية فكل راع مسؤول عن رعيته وإطلاع الشباب على فرص الهجرة المشروعة من خلال تعريفهم بقوانين الهجرة في مختلف دول العالم وأليات الحماية وربطهم بدول العالم الأخر من خلال إقامة منصة الكترونية خاصة بشؤون الهجرة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم الإرشادات والاستشارات ومساعدة أصحاب الشأن بطرق قانونية وأمنة وتوفير أليه لتواصل مع أفراد أقدموا على الهجرة الشرعية ونجحوا في ذلك وأيضاً تقديم برامج تدريبية لتوعية الشباب  بمخاطر الهجرة غير الشرعية وبذلك نكون قد أسسنا البنية التحتية لحماية شبابنا إما بدعمهم من أجل النهوض بهم في مجتمعنا وإما بحمايتهم ومعرفتهم بطرق الهجرة الأمنه.

وأود أن أنهي كلامي بمقولة " بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام " الشريف قتاده .
25-8-2019م

[email protected]