لمن نشكو يا تامر السلطان؟ بقلم:سمير دويكات
تاريخ النشر : 2019-08-25
لمن نشكو يا تامر السلطان؟ بقلم:سمير دويكات


لمن نشكو يا تامر السلطان؟
سمير دويكات
1
لمن نشكو يا تامر السلطان أوجاعنا؟
ومن يصغي لنا؟
وقد رأوا كل ما نراه
ولم يقل أحدا منهم
تعالوا نعالج من اصابنا
تعالوا نسمع المآسي هنا
انشكو الموت بذل لحاكمنا؟
وهل يعود من مات والقهر في صدره
كما الجبال اصابها
بركان يملؤه الجمر بوادينا
ام نشكو منفانا في وطننا
ام نشكو هجرة اخذتنا في براري
الموت
وحطام المدن
انشكو مبيتنا؟
فوق ارصفة الشوارع في اوروبا
او مصر
او الحدود؟
نحن كما القطيع والجزار راعينا
في حديقته الخلفية
يذبح كل يوم ما يراه منا
سمين
او ذو ربح
او وقت جوع حكامنا
نحن يا سيدي
منفيون في ارضنا
غريبون بين اهالينا
جوعى في مزارعنا
بلا كرامة امام السجون
عمي
اصماء
امام الاقوال
والنشيد
بتنا لا نعرف اسم الوطن
سوى شارع محفر
مكسور
تغرقه مياه المطر
والمجاري مشربنا
المقطر
2
لمن نشكو؟
والنعش محمول على اكتافنا
وثمن الجنائر ليس في جيوبنا
نموت فوق البحر
فتاكلنا الاسماك
او نموت في البر
فينهش اجسادنا دون الكراد
او بعض الكلاب
او تحللنا الارض
بعد طول زمن
فنعود كما اتينا بلا ميعاد
بلا اصفاد
بلا احقاد
بلا اوتاد
بلا اصوات
بلا عدل
بل بقهر
استوطن فينا
سنوات
وسنوات
لمن نشكو؟
والقبر محفور لنا في كل ارض
ولا نسمع
سوى التعازي في الموت
بعد الموت
من حكامنا
او تعزية من سفارة
لم تسمع بنا
او لم تقدم لنا شىء
سوى خبر نقله
مراسل اجنبي
فارسل لامي
كي تعلن حزنها المميت
كي تسرع في جلطة
او سكتة قلبية
او يقيم الحاكم على شرفنا مائدته الحزينة
تقربا للناس
كي يضمن صوتها الانتخابي
او بقاءه على كرسيه
3
من نشكو؟
يا الله
وحالنا يشبه
كل شىء
الا حياة كريمة
وخوفي ان لا يكون لنا حياة في دنيا
او اخرة
نحن المظاليم
نحن ابناء الخير والبركة
نحن فقراء الوطن
4
لمن نشكو؟
يا سيدي
الحاكم
انشكو اليك حالنا
وعشرة سنوات
او يزيد
والطفل في غزة مقتول حد الموت
جائع حد النهاية
مغتصب الحق
حتى الولاية
لمن تشكو القدس؟
وهي حزن العين
والقلب
لمن تشكو فلسطين؟
وتامر شهيدها ولن يكون الاخير
هنا في ارض الماء
هنا في بلاد الغربة
لمن تشكو امه مرضها
او موتها
او سقمها؟
لمن يشكو اطفاله الصغار
حالهم بعد السلطان؟
والاب
والعائل والمعال
لمن نشكو كل هذا؟
وثلاثون عاما وثمانية
من العمر
في جهنم
والنار
5
لمن نشكو؟
موتنا
والنعش بيتنا الاخير
وقد حققتم امانينا
في عداء امريكا
ونقل السفارة
وضرب الصواريخ
ولاة امرنا
وحكامنا
نهديكم السلام
والفاسدين
والوزراء
اصحاب الرواتب والرتب
ابناء القيادات
رموز الوطن
لكم خير الولاة
والنصر علينا كأنه يكفيكم ويكفينا
تهانينا
وكل التهاني
في عيدنا
الاخير
فهي هجرة
الى بلاد الغرب
تكفينا
كي نموت بعيدا
بدون تكاليف لوزارة الصحة
او تعب المفتي
في قراءة تلاوته الاخيرة
من مكتبه على جنائزنا
وهذا ايضا يكفينا
6
لمن نشكو؟
وحسبي الله
ان نشكو لغير الله
مصابنا ومآسينا
فمبارك عليكم
وطن المناصب
والدولار
والرتب
ومبارك علينا الموت
بلا ثمن
وهذا ايضا يكفينا