الصوت العالي بقلم:حسين علي غالب
تاريخ النشر : 2019-08-25
الصوت العالي 
هجمة عنيفة كانت مدروسة على محلل إقتصادي أكاديمي له العديد من الدراسات والأبحاث الرصينة ، ويجب أن أعترف أن الهجمة رغم أنها قادمة من جهلة وحمقي إلا أنها أزعجت هذا الإنسان الذي أكن له الاحترام والتقدير لما يملكه من فكر وخبرة .
هكذا بات الوضع عندنا ، أفراد يمتهنون مهنة "محلل" لأي شيء  ، عباقرة في "اللغو" والذي " لا يسمن ولا يغني من جوع "  في السياسية في الاقتصاد في حقوق الحيوان أو حتى في الطبخ أو برجك لهذا اليوم ، المهم أن يظهر لك ويفرغ ما في جعبته .
لقد أطلق أهل الاختصاص على هذا الفعل تسمية " الصوت العالي " ، أي أن الصوت العالي المرتفع يجب أن يسكت الآخرين والأولية لي وحدي فقط .
وسائل إعلامية كثيرة جذبت شخصيات حاصلة على درجة الاحترافية بهذا الأسلوب التعس ، وعند بدأ الحوار تنقلب إلى حلبة ملاكمة وأكواب الماء تتطاير بالهواء ،وتقلب الطاولة راسا على عقب ، مع سماع شتائم نابية من هذا وذاك ، وبعض أفراد المجتمع تمتص عقولهم هذه المشاهد وتتخذها أسلوبا في تعاملها اليومي في كل شيء ، وبالتأكيد الكثيرين قد تعرضوا لمواقف مع هكذا أشخاص فقط يصرخون وعلامات الغضب مرسومة على وجوههم حتى لو القيت التحية والسلام عليهم فقط لا غير .
أن التربية والتعليم معا هما الدواء الشافي على من يتخذ من "الصوت العالي " سلاحا له ، فصوته العالي سوف ينقلب عليه ويجعله معزول ومنبوذ بين صفوف المجتمع ، لأن المجتمع الذي اكتسب كما من التربية الأخلاقية مع تعليم راقي لن ينجر لكلمه ويواجهه بحقيقة جهله وأنه "يهرف بما لا يعرف ".
حسين علي غالب