”الألمُ يكونُ عادةً مُرتكزًا على موضعٍ واحدٍ في الجسم،
إلا ألمي فيك،
فذاك فؤادي يعتصرُ شوقًا
وذاك عقلي يتأوّه وجعًا
وتلك روحي تُكابدُ سجن الجسد تبغي المناصَ وترجو الوِصال، علّها إن تحررّتِ اهتدت طريقًا إليك.
وكلُّ ذلك الألم يقتاتُ على أعصابِ مَعِدَتي وخلايا عقلي فأجدُني ُأكابد ما لا أُطيق، وليس الألم ما لا أُطيق؛ لكنّهُ بُعدُك..
تلك أنا، قد أعياني ما أصابني منك، واشتدّ عليّ شوقي لك، فروحي تُنازعُني إليك، ولا أزالُ أتجشّمُ مرارة فقدك، وأتجرّعُ بَسِيلة بُعدك، ولكنّي في ذات الحين أأنسُ بقلبكَ السّاكن فؤادي، وروحكَ الّتي تزورني بين الفَينة والأخرى تُعانق روحي وتبعث فيها من جديدٍ الحياة.
وفي كُلٍّ مرّةٍ أرفعُ يديّ لأدعو الله أن يُعيذني من حُبّك، أجدُني من غيرِ حَولٍ مني أو إرادةٍ أسألُه - وأُلحّ بالسؤال - أن يُديمك الله مؤنسًا لروحي، ساكنًا فؤادي، ومُحتلًّا سويدائي ومُهجتي.“
الألم بقلم: رؤيا جمال البشتي
تاريخ النشر : 2019-08-23