لَوْمَة لَائِم بقلم:منجد النُّور الكرعاني
تاريخ النشر : 2019-08-23
لَوْمَة لَائِم 

وَيْلَه...

مَن بِصَبَابته غُرابه شَجَبَ

و أُجهِض حُبّه غصْبَا

بين أفواه

أمضت عُمْرها نُباحَا

تُقَطِّع شذرات الهيمان إرْبًا إرْبَا

" ما كان عليكَ

أن تَعشق بَغِيَّا !... ".

نعم، عشقتُ بَغِيَّا

و لبستُ بُردة عيسى

في عزّ الصِّبَا

و استعرتُ نُبْل رأفَتِه

إذ أَلْجَم رَجْم الأحبار

لِوَجه قَبَّل التُّرابَ

متى ذكَّرهم بِما تَوَارى

خلْف لباسهم مِن أمّارة

تَصنع الخرابَ،

و ما نَجا مِن لومة لائم...

و ما نَجَت عِقابَا... .

...

امتطينا القاربَ

و الكُلّ يرى

و لا يُبصر الأرواحَ...،

سألَتني يومها:

أيحِقُّ لِلبغيّ أن تَتَّخِذ حبِيبَا؟

أجِبني...

أنتَ مَن تَقرأ الكُتبَ

و تَعلَم الزّائفة و الصّادقة

و تَفقَه الخطأ و الصّوابَ...

لن ينجينا الهروب غُروبَا

و البَرُّ يَمُوجُ بِأسمائنا...

و القِيلُ و القالُ

وراءنا صَخِبَا...

و البحر هائج

شرقا و غربَا...

و لا نَرمُق أمامنا

سِوى السّرابَ...،

ألا تَرتعِبُ؟

أَمَا خشيتَ العذابَ؟

أَتَرضى البغيّ لكَ نَصيبَا؟؛

نعم...،

كيف لا و أنا بين يديكِ أسيرٌ

اشتهى الأنوثة و ما ارتقَبَ

أن يُسبِي فتونكِ القلبَ...،

و أنا شاعر يعشقُ الجَمالَ

و لا يُجِد حسابَ

ما فات و ما عَقَبَ...؛

و قَبْل أن يَرسُو زَورَقُنا

و نَرسُم على الرّمل

قصور أحلامنا

أَتَتني مِن قَفَا حُروبَا...

فاستنكرتُ مذهولَا:

عشقتُ فيكِ الطّفولة

لا النَّصَبَ...

عشقتُ فيكِ الأناملَ

لا المخالبَ...،

اليوم و قد اشتعل الرّأس شيبَا

تركضين عَلَيّ بِخَيلك!

لِأنّي كُنتُ فيكِ

إنسانًا احتوى إنسانَا

و لِباسًا أخفى النُّدُوبَ...!؟

فهل ترزح يدٌ غَرَقَا

إذا هي صادَقَت الكِلابَ؟

عَجَبَا!

ما أغرَب الجزاءَ!!

و ما عَزّني في القَهْر

إلّا احتِسابَا...؛

ابتسامتها كانت الجوابَ

و مَضَت إلى غايتها

تُراقص الغُرباء كسابق عهدها

و "تَنحَب" حظّها لِذوي القُربَى،

و مضيتُ إلى غايتي أُردِّدُ:

"تَبْقى البَغِيُّ بَغِيَّا..."

"ظَلَمْنا معًا الحُبَّ..."،

و ما نجوتُ مِن لومة لائم

و ما نَجَت عِقابَا.

منجد النور الكرعاني