رسائل قوية للاحتلال بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-08-22
رسائل قوية للاحتلال بقلم:خالد صادق


رسائل قوية للاحتلال
 خالد صادق
ضاقت الفصائل الفلسطينية ذرعا بحالة التجاهل المتعمدة لسلطات الاحتلال الصهيوني, بتنفيذ التفاهمات التي تم التوقيع عليها برعاية مصرية وأممية, وطالبت الفصائل عبر رسائل حملتها للوسطاء, ان الأمور لم تعد تحتمل, وان الاحتلال عليه ان ينفذ التفاهمات التي وقع عليها ومنها إدخال الأموال القطرية إلى القطاع، إضافة إلى زيادة كمية الكهرباء, وإدخال المواد والسلع لغزة وفق ما تم التوافق عليه, والسماح بتصدير المنتجات وغيرها من الأمور التي وافق الاحتلال على تنفيذها, وأمهلت الفصائل الفلسطينية الاحتلال حتى نهاية الأسبوع الحالي لتنفيذ هذه التفاهمات, وقالت ان الجمعة القادمة التي تحمل عنوان "لبيك يا أقصى" ستشهد تصعيدا في المواجهة الميدانية السلمية مع الاحتلال, وقد تعاود الفصائل الفلسطينية استخدام الوسائل "الخشنة" مع الاحتلال في حال الاستمرار بالتنصل من تطبيق التفاهمات, بحيث تعاود تفعيل وحدة الطائرات الورقية, ووحدة الاشتباك الليلي والوحدات الميدانية الفاعلة في الميدان, وقد دعت الفصائل بمشاركة اكبر للشباب في مسيرات جمعة "لبيك يا أقصى", حتى يدرك الاحتلال ان هذه المسيرات لن تخفت إلا بتحقيق الأهداف.
 
المحلل العسكري في القناة العبرية 12 روني دانييل تطرق إلى التصعيد الأخير على حدود قطاع غزة، موضحا بأن "إسرائيل" لن تجني أي إنجاز بسياستها التي تتبعها مع ملف غزة, وان هذه السياسة فاشلة لن تجلب الهدوء الأمني لإسرائيل ، كما أنها لن تحقق أي شئ تريده "إسرائيل" من غزة, وأضاف قائلا إن سياسة التعامل مع قطاع غزة يجب أن تمتاز بالوضوح، وذلك من خلال خلق فرص وآمال تجعل الفلسطينيين يخشون من "خسارتها" في حال اتجهوا نحو  العمل العسكري مع "إسرائيل", ويبدو ان مثل هذه التصريحات جاءت بعد الرسائل الواضحة والصريحة التي وجهتها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عبر الوسطاء إلى الاحتلال الصهيوني, بعد ان باتت الأمور على شفا الانفجار, وان التهديدات التي أطلقتها الفصائل جدية, و"إسرائيل" وتحديدا نتنياهو في أمس الحاجة إلى الهدوء في هذه الفترة الزمنية, استعدادا لانتخابات الكنيست, والتي لا يمكن ان تضمن نتائجها, خاصة مع التحول الملحوظ في أداء الفلسطينيين الذين أصبحوا يعتمدون على إمكانياتهم البسيطة, ويغيرون على الاحتلال بعمليات طعن ودهس واقتحام للحدود بجرأة منقطعة النظير.
 
هناك صواعق تفجير كثيرة تنذر بانفجار الأوضاع في أية لحظة, أولها ما يحدث في سجون الاحتلال من خلال التعامل الفج مع الأسرى الفلسطينيين, فهناك ثمانية أسرى مضربين عن الطعام, وحياتهم معرضة للخطر الشديد, وشعبنا لا يمكن ان يقبل بأي مخاطر تهدد حياة الأسرى, كما ان استمرار الحصار على قطاع غزة بات مرفوضا تماما, فقد دفع الفلسطينيون فاتورة دم باهظة لرفع الحصار عن قطاع غزة, وآن الأوان لإنهاء الحصار الذي لم يعد شعبنا يتحمله, وهناك تصريحات غير مسئولة, واقتحامات مستفزة للمسجد الأقصى, واعتداء على حراسه وسدنته والمرابطين داخله من الرجال والنساء, تنذر بتفجر الأوضاع واشتعالها, كما ان سياسة قتل الأطفال والفتيان وتصفيتهم بدم بارد أمام عدسات الكاميرا, وسياسة الهدم الجماعية والفردية للمنازل والتجمعات السكنية, ومصادرة الأراضي لصالح البناء والتوسع الاستيطاني, والتهجير القسري والتهويد والقوانين العنصرية, أصبحت تتزايد بشكل خطير لا يمكن تجاهله, لذلك على الاحتلال ان يدرك جدية الفصائل في تهديداتها ورسائلها, بعد ان وصلت الأمور إلى حد لا يطاق, ولا يمكن التعايش معه بأي حال من الأحوال.