.......منذ العدوان الإسرائيلي على فلسطين واحتلال القدس وتهجير أهلها، رحب العرب بالوساطه الأمريكية وفوضوا أمر قضيتهم المصيرية الكبرى هذه اليها ،وإلى المنظمات والهيئات الدولية الخاضعة لارادتها، وطوال عقود طويلة ،منذ عام النكبة وإلى اليوم، أكتشف العرب عمليا ،أن الوساطة الأمريكية وساطة صادمة ،موجعه ومفجعه، إذ تم مصادرة المزيد من التراب الفلسطيني والحقوق والحريات الفلسطينية ، وقدمت امريكا لإسرائيل هبات ما كانت تحلم إسرائيل ذاتها بها، ومنها نقل سفارتها إلى القدس وأعترافها بكونها عاصمة لقوات الاحتلال، البغيض والمقيت، ووقفت أمريكيا موقفا مماثلا بشأن الجولان العربي المحتل، كما عملت امريكا على بناء تحالف دولي ،أجتاح هذا التحالف بقيادتها العراق الذي وقف سدا منيعا، وقلعة حصينه بوجه الأطماع الإيرانية ،ومشاريعها التوسعية في المنطقة والاقليم، أمريكا هذه أحتلت هذا البلد العريق بلا وجه حق، وبدون موافقة الأمم المتحدة بذرائع زائفه اعترفت هي ذاتها ببطلانها بعد الاحتلال، وهكذا قدمت العراق على طبق من ذهب إلى إيران العدو التاريخي للعرب .لقد كانت نتائج هذا الاحتلال وتداعياته مخيفة، مفزعة ومروعة لازال العراق يعاني من تداعياته إلى اليوم.ومن خلال كل ذلك يبدو لنا أن هذا الوسيط هو وسيط أخطر من العدو ذاته.وكلنا يعلم ما مدى حجم وقوة وتأثير هذه الدولة الكبرى على كل ما يحدث في العالم، تتحكم باقتصاده،منافذة ومسار احداثه، وبإمكانها أن تدعم المنظمات الدولية بكل ما يلزم لتصبح قادرة على إحقاق الحق ودحر الباطل وبسط الأمن والسلم على الأرض وإنقاذ الشعوب من ويلات الحروب المستعره في مختلف صقاع الارض، ولم ولن يتحقق ذلك ،إلا عن طريق هذا السبيل القويم والوسيلة الناجعه.ان هذا الهدف الكبير والغاية النبيلة هما اول وأهم ما تبحث عنه الأمم والشعوب اليوم، عسى ولعل الدول الكبرى وفي مقدمتها امريكا تبادر إلى فعل ذلك......عبد حامد
وسيط أخطر من العدو بقلم:عبد حامد
تاريخ النشر : 2019-08-22
وسيط أخطر من العدو