إنها الساعة الثانية صباحاً بتوقيت الفاقدين جزءً من قلبهم
صوتُ السيّارات خفيفٌ جدًّا، والأطفال الذين كانوا يمرحون البارحة في منتصف الشارع أمام نافذتي مُنعدم كليًّا،
والعصافير التي كانت توقظني لأصلي الفجر داعيةً لك بالخير لم تستيقظ بعد، بينما أنت مستيقظٌ في قلبي، وحاضرٌ في عقلي، وصوتُكَ عالقٌ ما بين الأذن الوسطى وما بين الحنجرة ..
هل أنتَ غصّة ترفض أن تخرج من حنجرتي لتحولني إلى ثرثارة ممّلة !
أم كتاباً أهداني إياه جدي قديماً وقال لي: " اقرأيه باليوم ثلاثاً واحفظيه جيّدًا ولا تنسي ما بداخله أبدًا " !
بالفعل، لا أعرف ما أنت بالنسبة لي !
أخاف أن أقول أنك كنت صديقاً حميماً؛ لأن مفارقة الأصدقاء لا تُنبت العفن الأسود تحت العينان ولا يجوز أن أقول أنني كنت أعدّك أخاً لي؛ لأن الأُخوة يتشاجرون ويعودون للهو والضحك سريعاً، وها أنت غائبٌ عني منذ مدة طويلة ولا أستطيع القول أنك كنت شخصاً عزيزاً على قلبي؛ لأنه المعزّة لا تخلق من
التفاهه غضب مفاجئ، ولا من السعادة حزن دائم
من الممكن أن أسمّيك " خاتمتي "، لأن آخر من ملأ قلبي بالسعادة هو أنت، وفي الوقت نفسه أنت خاتمة أحزاني؛ فلا ضعف بعد اليوم ولا حزنٌ سيدوم بسببك
تناقض قلبي بقلم:نورما نجم القرعان
تاريخ النشر : 2019-08-22
