أرخى الليل سدوله في مكان لقاءنا الخالي من كلّ شيءٍ سوانا والحب، في آخر الحيّ حيث الأشجار منكسرة والهدوء دائم،ٌ يخيّم الخوف من صوت الأبرة وحيواناتٍ بريئة لها مسميات غريبة عند حبيبي ولطالما أرعبتني دوماً، عند تلاقي ظلّينا يضيّع الخوف سبيله إليّ لكنني في تلك المرة بالذات لست أدري ما الذي جعلني
أتشبّث بردائه ربما لأنّه الرجل الذي أعشق والذي يمحو الخوف بلمسةٍ رقيقة فكيف يدوم أكثر من دقيقة!، كان لقاؤنا على عجلٍ خلال عشر دقائق عليه أن يبوح بكلّ مشاعر الدنيا ويغازل تفاصيلي، عليه أن يعطني زاداً من العناق يكفيني حتّى
اللقاء القادم، ويُقبّل يديّ الناعمتين مثلما عوّدني، وأدّعي التعب كي يرفعني بين ذراعيه كطفلةٍ هوايتها الدلال، ولو أطلقت العنان لعينيّ لانتهت العشر دقائق وانتهى العمر وأنا أتأمّل خشونته العذبة، نسماتٌ باردة قد اشتاقت لتحضر أمسياتنا فتهللت رغم الفصل الحار وأنعشت الروح بخلايانا، الجوّ عاتمٌ وجاذبٌ
مثل حدقتيه تماماً، الهروب من المنزل مع من أحب هو أصعب ما خطيته في مراهقتي والأروع أيضاً، أعتقد أنني سأبقى مراهقة لطالما هو معي حتّى لو غزا الشيب رأسينا وتآكلت عظامنا، تتردد في عقلي الأسئلة التي تصدّع الرأس دون فائدة ..
من فرض تلك المدة للقائنا ولماذا! متى ستتحرر نزهاتنا البسيطة من قيود الزمان والمكان! لا خوف يعيدني إلى الدار ولا رجل يمنع وقوفنا بزقاقٍ يظنه باسمه، ثمّ أعود لصدى ضحكته التي أعدّها قيثارة رحلتنا المتواضعة .. حركات فمه المتنوّعة
بسمته ونورها قنديل الظلام الذي يصهر قلبي بالثانية ألف مرّة، وتكونُ ضحكةً على احمرارِ وجنتيّ الذي يظهر كلما غازل غمازتيّ، انتهت الدقائق العشرة كما أنّها زادت اثنتان دون أن ننتبه، سحبنا الوقت من كوكب السعادة ليعيدنا إلى الأرض، كان اللقاء على عجلٍ وكم كانت نفسي تواقةً له وكم احتجته لأعود أنثى من ضلعِ من تحب، كثرت النجومُ فوقَنا وازدادَ لمعانها غاب القمرُ عن هفوتِنا غنّى الهواءُ حكايتنا شعراً يصعبُ تحليله واستيقظت عصافير الحيّ كي ترفرف بين ضلوعي، كم أُحبّك قلت في نفسي وكم قُبلةً طُبعت على كفّي، يا من عشقت لون ظفره هل يُعاد اليوم على مهل!❤
#آية_عويس
عشرة دقائق بقلم:آية ماجد عويس
تاريخ النشر : 2019-08-22
