الكيان السياسي التوراتي في فلسطين قبل الميلاد بقلم:مهند إبراهيم أبو لطيفة
تاريخ النشر : 2019-08-21
الكيان السياسي التوراتي في فلسطين قبل الميلاد بقلم:مهند إبراهيم أبو لطيفة


الكيان السياسي التوراتي في فلسطين قبل الميلاد

مهند إبراهيم أبو لطيفة

طالما بقي كيان الإحتلال جاثما على صدر فلسطين العربية، ساعيا بلا كلل لمصادرة تاريخها وتراثها وطمس هويتها، يبقى الإشتباك التاريخي والثقافي مستمرا، ومع تعاقب الأجيال تبرز دائما أهمية دراسة جوانب هذا الصراع التاريخية، إضافة للجوانب الأخرى التي ما زالت حاضرة ليومنا هذا.

ما يؤسس لقيام الكيان الصهيوني، ولأنه قائم على تزوير التاريخ، يؤسس للحق العربي الفلسطيني عندما يتم التدقيق في حيثياته التاريخية والأيدولوجية.

من الأهمية بمكان، قبل الحديث عن الكيان السياسي " الإسرائيلي" في فلسطين في حقبة ما قبل الميلاد، التأكيد على أن تعبير "بني إسرائيل" يدل على أولاد يعقوب الإثني عشر، وهم في أصولهم عرب آراميون، آباء وأمهات، وكانوا يعبدون الإله الواحد الذي آمن به إبراهيم قبل ظهور اليهودية بما يزيد عن ألف عام.

ومع أن عبادتهم - كمجموعة دينية- تداخلت في مراحل تاريخية معينة مع الوثنية وعبادة آلهة أخرى كنعانية وفينيقية وفرعونية، إلا أن الثابت ، أن إبراهيم أبو الأنبياء وإسحق ويعقوب أبو الأسباط والنبي موسى، كانوا من الموحدين.

وأن تعبير أو مصطلح " العبرانيون " ، يدل كتسمية ، على كل من كان يعبر من أبناء العشائر العربية القديمة من واد الفرات شرقا إلى قرى الكنعانيين غربا، ولا يدل على إثنية عرقية محددة أو شعب خاص، وكما كان يُسمى أبرام بالعبراني، أي العابر، تم إطلاق التسمية على من عاش حياة التنقل والترحال والبداوة ، ومن قبائل وعشائر متفرقة، كانت تتكلم العربية بلهجاتها الآرامية الشرقية / الكنعانية، مع الأخذ بعين الإعتبار وجود كتابات تخلط بين اللهجات والتسميات المختلفة ، مثل الأرامية والسريانية وغيرها، وتعتبرها لغات مستقلة تماما، ولا تنتمي إلى لغة واحدة أصيلة، تعددت أشكال كتابة حروفها وتسمياتها فقط.

أما اليهودية، فهي دين ظهر في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، وتبلورت في أثناء السبي البابلي وما بعده، وقد شاعت التسمية لظروف تاريخية معينة.

فلم يكن موسى يهوديا، وليس كل أبناء إبراهيم وإسحق هم إسرائيليون، بل كان أولاد يعقوب فقط هم من يطلق عليهم " الإسرائيليون " نسبة لأبيهم يعقوب أو ( إسرائيل ) والذي يعني إسمه الذي جاهد مع الله، وإنضم إليهم " لفيف " لدى عبورهم سيناء من قبيلة القزيين وغيرهم، وهي قبيلة أدومية بدوية كان منها كالب ، ومنها خرج الركابيون ( 1 أخبار 2 : 50-55)، وظل أفراد هذه القبيلة يعيشون في مجتمع البداوة والخيام ولا يشربون الخمر عندما دخلوا معهم إلى أرض فلسطين ( إرميا 35: 6 و7 ) و ( ارميا 35 : 12-19).

فتسمية " بني إسرائيل" تدل على أولاد يعقوب ، أي الاسباط حصرا، وهم الذين يتحدث عن تاريخهم القديم الكتاب المقدس والذين جمعهم يشوع في شكيم ( نابلس) ( يشوع 24: 1-15)، وهم موضوع هذه الدراسة، أما سعي الحركة الصهيونية، لإعتبار كل من هو يهودي في العالم، من بني إسرائيل، فهو تزوير مفضوح للتاريخ، لأن اليهودية كدين، ينتمي لها أناس من أقوام وأعراق وأجناس مختلفة، لا تربط معظمهم أية علاقة ببني إسرائيل، وكانت اليهودية ديانة تبشيرية في مرحلة من المراحل، ثم تم منعها من قبل السلطات البابوية في روما ، ولاحقا تهود عدد كبير جدا من الناس في أوروبا الشرقية في حقب تاريخية مختلفة، ومؤخرا أيضا وخصوصا في روسيا قبل عشرات الأعوام، ليتمكنوا من الهجرة إلى فلسطين بحثا عن العمل والإقامة والحياة الجديدة، تماما مثل من هاجر منهم إلى أمريكا، سعيا وراء الحلم الأمريكي، بعد إنحلال الإتحاد السوفيتي، ومن يراجع النصوص القرانية، سيكتشف الإشارات الواضحة والتفريق الواضح بين هذه المفاهيم المختلفة (سورة المائدة وسورة البقرة ).

إن أي حديث عن مملكة أو كيان سياسي قديم في أرض فلسطين، لا يعني على الإطلاق إهمال الأصول العرقية للمعتنقين لليهودية في عصرنا، والذين تعود جذور معظمهم إلى شرق أوروبا ومملكة الخزر القديمة، والذين لا تربطهم أية روابط عرقية أو تاريخية بفلسطين أو بأرضها، ولا حتى بالسياق التاريخي للحدث التوراتي، الذي يتم هنا الإعتماد علية بشكل أساسي، ولم تطأ اقدام أجدادهم أبدا أرض فلسطين.

وبالرغم من الإطلاع على معظم الدراسات والكتابات التي تشكك بمجمل الحدث التوراتي زمانيا ومكانيا، وأغلبها مراجع وبحوث معاصرة ، قام بها عدد من المؤرخين وعلماء الآثار بعضهم من إسرائيلي الكيان، وتعتبر إمتدادا للنقد التاريخي والموضوعي للكتاب المقدس أو ما يسمى بالنقد الأعلى والأدنى للكتاب الذي نشأ في اوروبا قبل قرابة ثلاثمئة عام، إلا أن ما يتم طرحه هنا هو التركيز على الرواية التوراتية نفسها وبتجرد.

من المعروف أن لأبي الأنبياء إبراهيم أولاد من زوجته سارة بنت هاران العربي الآرامي، والتي ولدت له إسحق، ومن صلب إسحق خرج عيسو ويعقوب.

ومن زوجته المصرية هاجر، ولد له إسماعيل، الجد الأكبر لعدنان، وهو جد الهاشميين. أما من زوجته قطورة بنت يقظان وهي من العشائر العربية المجاورة، فكان له أولاد هم : زمران ، يقشان، مدان، مدين، يشبان، شوح.

وأحفاد إبراهيم من إسماعيل: نبايون بكر إسماعيل، قيدار، أدبئيل، مبسام، مشماع، دوما، حسا، حدد، تيما، يطور، نافيش، قدمة.( أخبار الأيام الإصحاح الأول ).

من هم أولاد يعقوب ( إسرائيل ) أو بني إسرائيل:

كان ليعقوب بن إسحق بن إبراهيم من زوجته العربية الآرامية إثنا عشر ولدا:

1- رأوبين، شمعون، لاوي، يهوذا، زبولون ( وهم من زوجته ليئة بنت خاله لابان الآرامي).

2- يوسف وبيامين ( من زوجته راحيل بنت خاله لابان الآرامي).

3- دان ونفتالي ( من بلهة جارية ليئة ).

4- جاد وأشير ( من زلفة جارية راحيل )

أي أن كل أولاد يعقوب هم من أمهات آرامية عربية، تعود جذورهم من الناحية العرقية لمنطقتنا العربية ولجدهم الأكبر إبراهيم الذي خرج من أور الكلدانيين قديما ، وجاء متغربا إلى أرض كنعان وعاش طوال حياته يسكن الخيام وعلى خطاه عاش اسحق ويعقوب، فما علاقة البولندي والروسي والمجري والهنغاري وغيرهم بهم، وبأسطورة الوعد التوراتي بأنهم مُنحوا أرض الموعد، وهم لا تربطهم علاقة نسب لا بالآباء ولا بالأسباط أو ببني إسرائيل؟.

وما علاقتهم بأبناء العمومة الواحدة من الناحية البيولوجية أو الإثنية، لتبرير إحتلالهم لأرض فلسطين؟.

لقد سعت الصهيونية بشكل مفضوح لربطهم بإبراهيم ليجعلوا منهم ورثة لأرض الموعد، وكأنهم إمتداد طبيعي لنسل وذرية إبراهيم.

هؤلاء هم أبناء يعقوب ( إسرائيل) إثنا عشر ولدا، هم الأسباط ، بنو إسرائيل. ومن سبط لاوي بن ليئة بنت لابان الآرامي ، وُلد له عمران، الذي ولد هارون وموسى.

ومن سبط يهوذا، بن ليئة، كان داود وسليمان، الذي ينتهي نسبه إلى يوسف النجار " رجل مريم "، المولود منها ( بطريقة معجزية ) يسوع المسيح.

يتحدث القران الكريم، عن الإسم المشترك لكل الأنبياء، الذي إنتسب إليه كل أتباع الأنبياء:

" وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم إبراهيم، هو الذي سماكم المسلمين من قبل " ( سورة الحجرات آية 78 ، تفسير القرطبي ص : 449- 493).

فالإسلام في لغة القرآن هو الإسم المشترك، وكل كتاب نزل على نبي من الأنبياء ، بعد إبراهيم هو من ذريته وشعبه ( قارن الأنعام آية 83- 87، مع تفسير القرطبي، تفسير الطبري+ النحل آية 123، البقرة 130، الأحزاب آية 7، الشورى ، آية 13 ).

" ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما، وما كان من المشركين " ( آل عمران 67 ).

( قارن أيضا : المائدة 46، آل عمران19، يونس 72، يونس 84، يوسف 101 )

ويؤكد السياق القرآني، على أن الأنبياء وصولا إلى إبراهيم، كانوا على نمط التوحيد الواحد، ولا تجوز نسبتهم لليهودية لا التي نشأت قبل الميلاد ولا بعده، والتي تعتمد على التلمود والمشنا وغيرها من الكتابات والمراجع الحاخامية، أكثر من إعتمادها على التوراة أو العهد القديم للكتاب المقدس، كمعتقد نشأ في ظروف تاريخية متأخرة، لم يأتي به لا إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب ولا موسى ولا المسيح، أي أنه ومن الناحية العقائدية أيضا، لا يوجد لمن جاء بهم المشروع الصهيوني إلى فلسطين، أي رابط ديني مع معتقد "بني إسرائيل" القدامى في منطقتنا، إضافة لما هو مُعلن بشكل واضح في العهد الجديد، وعلى لسان السيد المسيح و الرسل وموقفهم من اليهودية التقليدية ( التعاليم الشفهية) في عصرهم .

لم تأتي المسيحية في جذورها الأولى بدين كما هو واضح في حياة المجتمع المسيحي الأول، بل عبرت عن حالة إيمانية قائمة على التوحيد، وهذا من أبجديات العهد القديم أيضا، الذي يشير بوضوح إلى الإله الواحد الذي لا شريك له، وتعاليم أساسها وصايا وإرشادات لها دلالتها ورمزيتها الخاصة والعميقة، ليس المجال هنا للتوسع فيها،وإنحرافا عن معتقد التوحيد ، أقيم ولأسباب سياسية وطائفية وإقتصادية، صرح من الفكر الكهنوتي والفكر الحاخامي.

تواريخ تقريبية لأهم الأحداث:

1225- 1250 ق.م - الغزو الإسرائيلي لفلسطين العربية الكنعانية

1020 ق. م- تاسيس المملكة الإسرائيلية مع الملك شاول

928 ق.م - إنقسام المملكة الإسرائيلية الموحدة إلى شمالية وجنوبية

721 ق.م- الغزو الآشوري لفلسطين ، إندحار المملكة الشمالية.

586 ق.م - البابليون يهزمون مملكة يهوذا، خراب أورشليم.

539 ق.م - إحتلال الفرس لبابل

333 ق.م - غزو الإسكندر المقدوني لبلاد فارس، فلسطين تحت الحكم اليوناني.

165 ق.م - إنطلاق ثورة المكابيين.

63 ق.م - دمج فلسطين في الإمبراطورية الرومانية الموحدة بعد إحتلال الجنرال بومبي للقدس، وعندما انقسمت الامبراطورية إلى قسمين شرقية وغربية في عام 395 ق.م ، وقعت فلسطين تحت سلطة الدولة الشرقية، ليبدأ الحكم الروماني البيزنطي، واستمر هذا الحكم الروماني لغاية 639 م.

فترة حكم القضاة:

يعتبر سفر يشوع من الأسفار التاريخية، التي تؤرخ لدخولهم إلى أرض كنعان، ولكن سفر القضاة، يُسلط الضوء على حالتهم الدينية والسياسية والمدنية وضعفهم وفشلهم في أرض فلسطين وتتكرر عبارات مثل :

" عملوا الشر في عيني الرب" و " كان كل واحد يعمل ما حسن في عينيه". ونقرأ عن أسباط ( قبائل) ولا نقرأ عن وجود شعب أو أمة موحدة أو كيان سياسي مركزي السُلطة، وأربع مرات تتكرر عبارة : " لم يكن ملك في إسرائيل".

يُلخص الرسول بولس(في العهد الجديد من الكتاب المقدس) تاريخهم من مصر إلى داود بقوله في أعمال الرسل 13: 17- 22 :

" إلاه شعب إسرائيل هذا ، إختار أبائنا ورفع الشعب في الغربة، في أرض مصر. وبذراع مرتفعة أخرجهم منها ، ونحو مدة أربعين سنة ، إحتمل عوائدهم في البرية ، ثم أهلك سبع أمم في أرض كنعان ، وقسم لهم أرضهم بالقرعة. وبعد ذلك في نحو أربعمائة وخمسين سنة ، أعطاهم قضاة حتى صموئيل النبي. ومن ثم طلبوا مُلكا، فأعطاهم الله شاول بن قيس، رجلا من سبط بنيامين، أربعين سنة. ثم عزله وأقام لهم داود ملكا، الذي شهد له أيضا ، إذ قال: وجدت داود بن يسى ، رجلا حسب قلبي، الذي سيصنع كل مشيئتي"، والإشارة هنا هي للمسيح الملك الكامل أساسا، والذي لم يكن داود سوى رمزا له حسب معظم التفاسير المسيحية والكتابات اللاهوتية.

كلمة قاضي مأخوذة من أصل كنعاني، وتعني قائد أو رئيس ، وليس قاضيا بالمعنى العام المتداول في عصرنا، على أساس إصدار أحكام قانونية، بل الإشراف على تحقيق العدالة في حياة الجماعة وقيادتها لفترة محددة، وظهر القضاة في الفترة ما بين موت يشوع وبدء عصر الملوك.

كان للقضاة سلطة معنوية وليست كسلطة الملوك، يستمدونها من المعتقد الديني للجماعة. وكان لكل جماعة رئيسها الذي يدبر شؤونها. ويكون الرجوع للقاضي في الحالات الكبرى التي تتطلب مشورته وقيادته كالحروب والعدوان الخارجي مثلا. ولم يكن للقضاة حرس خاص ولا أجور محددة، ولا حاشية.

يذكر الكتاب المقدس إثني عشر قاضيا وهم :

1- عثنيئيل بن قنان: أخو كالب من سبط يهوذا، قام سنة 1394 ق.م ، وخلصهم من كوشان وعشتايم ملك أرام النهرين ، بعد أن استعبدوا له ثماني سنوات ( قضاة 3: 8-11).

2- أهود بن جيرا البنياميني: خلصهم سنة 1336 ق.م ، من يد عجلون ملك موآب، بعد أن إستعبدهم 18 سنة (قضاة 3: 12-30*.

3- شمجر بن عناة: خلصهم من الفلسطينيين (قضاة 3: 31).

4- باراق بن أبينوعم من نفتالي: ومعه دبورة، خلصهم سنة 1296 ق.م ، من يد يابين ملك كنعان، بعد أن ضايقهم 30 سنة، وكان له 900 مركبة من الحديد، وأسم قائده سيسرا ( قضاة 4 و 5).

5- جدعون بن يوآش الأبيعزري من منسى: يقال له يربعل، قام سنة 1249 ق.م، خلصهم من المديانيين بعد أن اذلوهم 7 سنين ( قضاة 6- 9).

6- تولع بن فواة من يساكر: قام سنة 1206 ق.م ، ( قضاة 10: 1-2).

7- يائير الجلعادي من منسى : قام سنة 1183 ق.م (قضاة 10: 3-5).

8- يفتاح الجلعادي من منسى: قام سنة 1143 ق.م، خلصهم من عمون بعد أن استعبدوهم قرابة 18 سنة ( قضاة 10: 6 ، ص 11).

9- إبصان من بيت لحم: قام سنة 1137 ق.م ( قضاة 12: 8-10).

10- إيلون الزبلوني: قام سنة 1130 ق. م ( فضاة 12: 11 و 12).

11- عبدون بن هليل من سبط إفرايم : قام سنة 1120 ق.م ( قضاة 12: 13-15).

12- شمشون بن منوح من سبط دان: قام سنة 1140 ق.م ، خلص الشعب من الفلسطينيين بعد أن استعبدوهم لمدة 40 سنة( قضاة ص 13 إلى 15).

يعتبر شمشون ، آخر القضاة، وكان عالي الكاهن يقضي لإسرائيل في امورهم المدنية والدينية فقط دون الأمور الحربية، وقام سنة 1183 ق. م، وفي آخر حياته كان معاصرا لصموئيل النبي ( 1 صموئيل، إصحاح 1 )، ثم قضى صموئيل النبي للشعب فيما يتعلق بأمورهم السياسية والدينية، عاصر صموئيل النبي الملك شاول، وهو من قام بمسح ( تنصيب) داود ملكا على إسرائيل، وهناك من يعتبر صموئيل آخر القضاة.

يغطي سفر القضاة فترة زمنية حوالي 350 سنة، من موت يشوع حوالي سنة 1390 ق.م إلى موت شمشون حوالي سنة 1040 ق.م تقريبا. يذكر السفر حياة إثني عشر قاضيا، ست عبوديات، وست مخلصين للشعب.

في تلك الفترة كان أعداء الشعب الذين يتصارعون معهم هم : ملك أرام النهرين، ملك عجلون، الفلسطينيون، يايين ملك كنعان، المديانيون، العمونيون.

إجمالي حكم القضاة 450 سنة، منها مدة العبودية 111 سنة. بدون كيان سياسي موحد، وطابع وجودهم قبلي متوزع على بعض المناطق في أرض فلسطين، لم يتمكنوا فيها من طرد كل الكنعانيين / الفلسطينيين، بل صاهروهم وعبدوا آلهتهم (البعل وعشتاروت) وتشربوا من ثقافتهم وعاداتهم وخضعوا لهم فترة طويلة.

عصر الملوك:

على المتخرجين الجدد من المؤسسة العسكرية لدولة الكيان، زيارة بعض الأماكن التي ترتبط بتاريخ مزعوم للملكة الداودية منها بلدة سلوان، لتنمية وعيهم كحماة وورثة لهذا الكيان السياسي، الذي تقع على عاتقهم الحفاظ عليه، فعن أي مملكة يتحدثون؟

يذكر الكتاب الكقدس، أن القبائل الإسرائيلية جاءت إلى النبي صموئيل ، يطلبون لنفسم ملكا " كسائر الشعوب "(1.صمؤئبل ع5، 20 )، ورغم تحذير النبي لهم بأن الملوك سيسودونهم ويستعبدونهم( 1 صمؤيل 8: 10- 17)، إلا أنهم أصروا على طلبهم، مما يعكس حالة الإنقسام الديني والسياسي والثقافي التي كانوا يعانون منها، ورغبتهم أن يكون لهم قيادة موحدة ، مثل باقي الشعوب حولهم ، ويسجل الكتاب المقدس بشكل مقتضب أسماء هؤلاء الملوك ، عددهم ، وسلوكهم.

ومن الضروري معرفة أن تعبير " ملك "، يُستخدم في الكتاب المقدس في سياقه التاريخي، ليدل على زعماء قبائل أو ممالك مدن صغيرة أو متوسطة، أو ملوك مقاطعات، إلى جانب ملوك على ممالك كبيرة، إذا ما تعلق الأمر بالأمبراطوريات مثل البابلية والآشورية والفارسية والرومانية واليونانية والمصرية.

أما في سوريا الطبيعية، فكان السائد هو وجود كيانات سياسية صغيرة، يحكمها ملوك، وقد تجد في منطقة جغرافية محدودة عدد من الملوك أقرب إلى زعماء القبائل أو العشائر أو امراء المناطق، مع وجود ممالك قوية أيضا.

فمثلا يسجل الكتاب المقدس أن إبراهيم طارد مع رعاته عددا من الملوك وهزمهم، ولا يُمكن أن نتصور أنه إنتصر بعدد قليل على ملوك وجيوش ( تكوين 2: 13 إلى 16: 14).

كذلك نقرأ عن ملوك في أرض أدوم في سفر أخبار الأيام، الإصحاح الأول، وهي منطقة محدودة من ناحية مساحتها الجغرافية وكانت تسكنها قبيلة تنحدر من إبراهيم، إضافة لعشرات الملوك الآخرين الذين يتم ذكرهم في الكتاب، لا تتعدى ممالكهم أن تكون ممالك مدن صغيرة بجيوشها المحدودة العدد والعدة.

أنشأ الكنعانيون في فلسطين وحدها، قرابة 200 مدينة، وكان بها عدد من الملوك أو الحكام، كذلك الأمر مع المدن أو الممالك الأرامية في سوريا، وفي لبنان والأردن، التي كانت تتحالف مع بعضها البعض أو تتصارع أحيانا. وعندما يتحدث الكتاب المقدس عن تحالف ملوك، فهو يقصد هذا النوع من الممالك الصغيرة بالتحديد( مثل تحالف الملك كدرلعوم).

يتحدث سفر يشوع مثلا عن ملك أريحا ( إصحاح 3:2) ، وعن ملوك الأموريين في عبر الأردن (1:5) ، وملك عاي وهي مدينة عمورية قرب حسبان وكان قوام جيشها 12000 شخص، وعن ملوك العمونينن في الأردن ، ملك حشبون وملك باشان ، ويذكر ملوك الأموريين الخمسة: ملك اورشاليم، ملك حبرون، ملك يرشون، ملك لخيش، وملك عجلون.

ونقرا في الكتاب المقدس وكتب التاريخ عن ملكي صادق: أشهر ملوك اليبوسيين الكنعانيين العرب وله قصة مع إبراهيم من يدقق فيها يكتشف أنه كان من الموحدين، والذي شهد زمن إبراهيم.

وعن ملوك جبيل : زكي يحل و أبي بعل، و إلى بعل ،و يهو ملك، وعن أبيعل ملك صور وإبنه الملك حيرام الذي عش في عصر داود وورد إسمه في سفر الأخبار، وعن بعل صور ملك صور، عبد عشتاروت أيضا ملك من ملوك صور، والملك إيتوبعل مؤسس مدينة " إبوتريس " أو البترون، وأجينور ، والملكة إيزابيل ملكة صور وهي أميرة فينيقية وإبنة ملك وذكرت في سفر الملوك، والملك أحيرام ، والملك كلنيت من ملوك صيدا، وديدو ملك قرطاجة، وعن أبيمالك ملك جرار من عهد إبراهيم ( سفر التكوين 21) وأبيمالك من عصر إسحق ( تكوين إصحاح 26)، وأبيمالك ملك جت ( 1 صموئيل 21 ).

وأبيمالك يعني " أبو ملك " أو " الأب ملك "، الذي هرب إليه داود من وجه شاول ( 1 . صموئيل 21 : 10-22) ، والغالب أن أبيمالك كان لقبا من ألقاب ملوك الفلسطينيين، وغيرها عشرات الأدلة على ممالك وملوك المدن والمناطق خصوصا في غزة، أشقلون، أشدود، جت ، عقرون، القدس، نابلس، أريحا ...إلخ.

ونجد في الإصحاحات العاشر والحادي عشر من سفر يشوع أسماء عدد كبير من الملوك : هوهام ملك حبرون، فرآيم ملك يرموت، يافع ملك لخيش، دبير ملك عجلون، ملك لبنة، ملك أريحا، ملك عاي، أدوني صادق ملك أورشليم....الخ ).

فمقولة أن مملكة داود المملكة الوحيدة أو الكيان السياسي الوحيد الذي تم إنشاؤه قديما في فلسطين هو خرافة وتزوير للتاريخ، وتم إجترارُها عندما إدعت الحركة الصهيونية بعدم وجود شعب فلسطيني لتبرير إحتلالها الإستيطاني .

فترة المملكة الموحدة: حكم فيها ثلاثة ملوك فقط، وهم شاول ، داود، وسليمان، وبعد سليمان إنقسمت المملكة إلى مملكتين: مملكة يهوذا ، ومملكة إسرائيل وذلك في عام 975 ق.م. ولم تكن مملكة داود أو مملكة سليمان تحظيان بقبول كامل من قبل الشعب كما تسجل التوراة ذلك بوضوح، وذلك لأسباب دينية وقبلية عنصرية، بسبب توريث الحكم وبسبب إقتصاره على سبط واحد، وأكبر شاهد على ذلك ما تركه لنا التاريخ من خلاف بين السامريين ( السمرة ) في نابلس ويهود الكيان في فاسطين.

بلغ عدد ملوك مملكة يهوذا 19 ملكا، كانوا جميعهم من بيت داود، إلى أن تم سبي آخرهم سنة 688 ق. م. أما مملكة إسرائيل ، فقد بلغ عدد ملوكها أيضا 19 ملكا، ولكن من تسع أسر مختلفة، وقد إنتهت مملكة إسرائيل سنة 731 ق. م، وتم سبي أفرادها إلى آشور.

سُبي شعب مملكة إسرائيل، قبل شعب مملكة يهوذا، وهو ما يسمى السبي الأول، ثم إنتهت مملكة يهوذا بعد 33 سنة سنة 588 ق.م، وتم سبيهم إلى بابل ، وهو السبي الثاني العام وعلى مراحل أربعة.

طوال فترة وجود المملكتين منفصلتين، كانتا على عداء وفي حالة صراع ونزاع دائم. ولتقريب الصورة أكثر، يمكن مقارنة الوضع الجيوسياسي القديم بواقع فلسطين حاليا: الضفة الغربية، مناطق 48 ودولة الكيان، قطاع غزة، ولا مجال للحديث أبدا عن كيان إمبراطوري مزعوم.

أولا: ملوك المملكة الموحدة: والتي شملت جميع الأسباط، وكانت عبارة عن إتحاد قبائل لم يمتد لأكثر من 100 عام.

1- شاول بين قيس (طالوت)، من سبط بنيامين، أقيم سنة 1095 ق.م، تم عزله (1 صموئيل ص 9): وكان يطارد داود ليقتله ويمنع تنصبه ملكا عوضا عنه.

2- داود بن يسى من سبط يهوذا، أقيم سنة 1085 ق.م، ملك أولا على يهوذا سنة 1055 ق.م ، مدة سبع سنوات ونصف، ثم ملك على جميع إسرائيل سنة 1047 ق.م ، مدة 233 سنة، وحارب جميع الشعوب التي حوله.

3- سلمان بن داود، ملك سنة 1015 ق.م، وهو الذي بنى الهيكل، وحسب الرواية التوراتية ، إتخد لنفسه عددا كبيرا من النساء منهم إبنة فرعون ( 1 ملوك 7: 8 ، و 1 ملوك 9: 16 )، وأملن قلبه إلى عبادة الأوثان (1 ملوك 11: 1-6 )، فغضب الرب عليه وأنذره أنه سيبدد ملكه. وهو ما تم في عهد إبنه، حيث إنقسمت المملكة، في زمن إبنه رحبعام، الذي ملك سنة 975 ق.م. ساعد الفينيقيون سليمان في بناء أسطول بحري وبناء الهيكل( 1 ملوك 6: 14 ).

ويسجل الكتاب المقدس، أن تمزيق المملكة الموحدة كان بإرادة إلهية ( 1 ملوك 11: 11و13)، وحسب التعاليم الدينية التوراتية، لا يجب أن تقوم مملكة ثانية أو كيان سياسي ثاني إلاعند مجيء المسيح) المخلص) مرة ثانية على إعتباره الملك الحقيقي الذي يحكم بالعدل ومملكته روحية ، وكل كيان سياسي ينشأ هو ضد تعاليم التوراة ونبوات العهد الجديد، وهذا ما يفسر موقف حركة مثل " ناطوري كارتا " اليهودية وغيرها من دولة الكيان الحالية، وهو ما يتفق مع عدد كبير من الكتابات المسيحية والتفاسير القديمة والحديثة، بل تتحدث النبوات على أن قيام كيان سياسي في فلسطين، سيكون عبارة عن نوع من الوثنية الدينية والسياسية وتحدي لإرادة الله ، بل هو نبت شيطاني خالص منه يخرج " النبي الكذاب" ويتحالف مع " الوحش" ضد المسيح.

في أوجها لم تكن المملكة الموحدة تسيطر سوى على قرابة 70% من أرض فلسطين، أي على مساحة ألف كيلومتر مربع تقريبا.

ثانيا: ملوك مملكة إسرائيل ( الشمالية ): أو مملكة إسرائيل، مملكة السامرة، أو مملكة بيت عُمري نسبة للملك عمري. وسنجد أن التوراة تسجل أن معظمهم كانوا من " الملوك الأشرار".

1- يربعام بن ناباط من سبط إفرايم، قام سنة 975 ق.، إنشق عن رحبعام وملك 22 سنة.وكان ملكا شريرا.

2- ناداب أبن يربعام، سنة 954 ق.م، وملك سنتين، وكان شريرا كوالده، قتله شخص بعشا، وأباد كل نسل يربعام.

3- بعشيا بن آخيا من سبط يساكر، إنقلب على سلفه سنة 953 ق.م، وملك 24 سنة، وكان ملكا شرارا.

4- إيله بن بعشا ملك سنة 930 ق.م.، وملك سنتين، قتل على يد عبده زمره وهو في حالة سكر شديد.

5- زمره، أغتصب المُلك لمدة سبعة أيان، في سنة 929 ق.م.، بغد إنقلاب شخص يدعى عمره، حوصر في منزله وإنتحر بإشعال النار بالبيت.

6- عمره ، قام سنة 929 ق.م ، وملك 12 سنة وكان أشر من جميع الملوك الذين قبله، وينسب إليه أنه بنى مدينة السامرة.

7- آخاب أبن عمره، خلف والده سنة 918 ق.م ، وملك 22 سنة، وكان شريرا، تزوج من إيزابيل إبنة ملك الصيدونيين، وأدخل عبادة البعل وعشتاروت آلهة الصيدونيين إلى البلادد.

8- أخزيا بن آخاب، ملك سنة 897 ق.م، ملك مدة سنتين وكان شريرا.

9- يهورام بن آخاب، أخو أخزيا، ملك سنة 896 ق.م، وملك 12 سنة، وكان شريرا.

10- ياهو بن نمشا، ملك سنة 884 ق.م، بعد أن قُتل آحزيا بن آخاب، وملك 28 سنة، وكان شريرا.

11- يهو حاز بن ياهو، ملك سنة 856 ق.م، وملك 17 سنة، وكان شرارا.

12- يواش ابن يهو حاز، ملك سنة 841 ق.م ، وملك 16 سنة وكان شرايرا. وكانت حروب بينه وبين ملوك آرام.

13- يربعام الثاني بن يوآش، ملك سنة 825 ق.م، وملك 41 سنة، وكان شريرا. هاجم دمشق وحماة.

في سنة 784 ق.م ، بقي كرسي إسرائيل شاغرا بدون ملك أحدى عشر سنة.

14- زكريا بن يربعام، ملك سنة 773 ق.م ، وملك ستة أشهر، وكان شريرا، قتله شلوم بن يابيش.

15- ملك شلوم شهرا واحدا، سنة 772 ق.م ، وقتله منحيم بن جادي.

16- ملك منحيم بن جادي، ملك سنة 772 ق.م ، ملك عشر سنوات وكان شريرا.

17- جلس بعده إبنه فقحيا سنة 761 ق.م ، وملك سنتين وكان شرارا. قتله فقح بن رميله.

18- فقح بن رميلة، ملك سنة 759 ق.م ، وملك عشرين سنة وكان شرارا.

بعد موت فقح ، بقي كرسي إسرائيل شاغرا مدة تسع سنوات ، سنة 739 ق.م

19- هوشع بن إيله، ملك سنة 730 ق.م، ملك تسع سنوات وكان أقل شرا من سابقيه، دفع الجزية لشلمنصر ملك آشور، وفي أخر أيام مُلكه تم سبي السامرة.

قام شلمنصر ملك آشور، سنة 721 ق.م ، بسبي سكان السامرة، وأخذهم معه إلى آشور، وهكذا إنقرضت مملكة العشر أسباط، ثم قام ملك آشور بالإتيان بسكان من خارج فلسطين من غير اليهود (من العراق وسوريا )، ليستوطنوا في منطقة السامرة وتهود بعضهم.

كانت المدة التي قامت فيها مملكة إسرائيل مجموعها 254 سنة. وكانت مساحتها من الناحية الجغرافية، أكبر من مملكة يهوذا الجنوبية بما يعادل الضعف، وعدد سكانها ثلاثة أمثال عدد سكان يهوذا، إنتقلت عاصمتها من شكيم (نابلس) إلى ترصة ثم إلى السامرة، مارست العبادة الوثنية الصنمية.

ثالثا: ملوك مملكة يهوذا ( الجنوبية): كانت اورشليم عاصمتها وتم بناء الهيكل هناك.

1- أبيام بن رحبعام ، ملك سنة 952 ق.م ، وملك ثلاث سنوات، وكان ملكا شريرا، حارب يربعام ملك إسرائيل على الدوام.

2- آسا بن أبيام ، ملك سنة 955 ق.م، وملك 41 سنة.

3- يهوذا يهوشعفاط بن آسا، ملك سنة 914 ق.م ، وملك 25 سنة.

4- يهورام بن يهوذا، ملك سنة 892 ق.م ، وملك 8 سنين.

5- آخزيا بن يهورام، ملك سنة 885 ق.م ، وملك سنة واحدة، قاتل حزائيل ملك آرام، فقتله ياهو بن نمشي مع ملك إسرائيل.

6- عثليا أم آخزيا، ملكت سنة 884 ق.م، وملكت 6 سنوات، أبادت جميع النسل الملكي ونجا يواش بن آخزيا ابنها الذي أنقذته عمته زوجة يهويداع الكاهن، وعند تنصيب يوآش على العرش تم قتل الملكة عثليا.

7- يواش، ملك سنة 778 ق.م ، وكان ابن سبع سنين، وملك 40 سنة، وقتله عبيده.

8- أمصيا بن يواش، ملك سنة 839 ق.م ، وملك 29 سنة، وإنتصر على الأدوميين ( نسل عيسو ابن إسحق وأخو يعقوب) ، وحترب يواش ملك إسرائيل وهزم في المعركة، ثار عليه أتباعه وقتلوه في القدس.

9- عزريا بن إمصيا ( عزيا)، ملك سنة 810 ق.م ، ملك 52 سنة، لكنه أصيب بمرض البرص، أراد إغتصاب الكهنوت، والتعدي على السلطة الدينية،وبقي معزولا حتى آخر حياته.

10- يوثام بن عزيا، ملك سنة 758 ق.م ، وملك 16 سنة.

11- آحاز بن عزيا، ملك سنة 742 ق.م ، وملك 16 سنة، مارس العبادة الوثنية.

12- حزقيا بن آحاز، ملك سنة 727 ق.م ، وملك 29 سنة، في أيامه هاجم ملوك آشور مملكة يهوذا، ثم إنسحبوا.

13- منسى بن حزقيا، ملك سنة 698 ق.م ، وملك 55 سنة، وفي أيام إنتشرت النبوات عن قرب خراب مملكة يهوذا، تم أسره وأخذ إلى بابل.

14- آمون بن منسى، ملك سنة 643 ق.م ، وملك سنتين ، وقتله عبيده.

15- يوشيا بن آمون، ملك سنة 641 ق.م ، وهو ابن ثماني سنين، وملك 31 سنة، قتله ناحو ملك مصر عندما قاومه لدى صعوده إلى كركميش(جرابلس الآرامية السورية).

16- يهوا حاز بن يوسيا، ملك سنة 610 ق.م ، ملك ثلاثة آشهر، اخذه فرعون مصر ناخو إلى مصر ومات هناك.

17- يهوياقيم بن يوشيا ، الأخ الشقيق ليهوا حاز، ملك سنة 610 ق.م ، ولمدة 11 سنة، في أيامه قام نبوخذنصر ملك بابل سنة 606 ق.م ، وسبى قسما من الشعب، وهذا هو السبي الأول.

18- يهوياكين بن يهوياقيم، ملك سنة 599 ق.م ، لمدة أشهر قليلة، وفي أيامه صعد نبوخذنصر إلى القدس، وأسره هو وأل بيته ، ورؤساء القوم إلى بابل، وسلب كنوزهم وأموالهم ، وهذا هو السبي الثاني، بعد ثماني سنين من السبي الأول.

19- صدقيا بن يوشيا، أقامه تبوخذ نصر ملكا على إسرائيل، سنة 599 ق.م ، واستمر حكمه 11 سنة، وفي أيام ملكه حاصر نبوخذنصر اورشليم سنة 588 ق.م ، وأسر الملك وقلع عينيه، وأحرق المدينة والهيكل، وسبا إلى بابل كل شعب يهوذا، ما عدا الفقراء والمساكين.

وهكذا إنقرضت مملكة يهوذا بعد أن بقيت 387 سنة، بعد إنفصال مملكة إسرائيل عنها، وكان عدد ملوكها 19 ملكا، بخلاف الملكة عثليا التي إغتصبت السلطة، وكان جميع ملوكها من بيت داود. ومارست أحيانا العبادة الوثنية الصنمية.

حكم داود قرابة 40 سنة، على مملكة عادية تماما وليس إمبراطورية، وعندما تولى إبنه سليمان الُملك، كان أول ما قام به( حسب الرواية التوراتية) هو قتل أخيه المتمرد أدونيا، وقائد جيش داود يوآب، لكي يضمن الإستقرار السياسي لحكمه، ويُنسب إليه أنه تزوج عدد هائل من النساء وإتخذ عددا كبيرا من السراري، وتورط في عبادة آلهة غريبة لأن نسائه الأجنبيات " أملن قلبه "، ويسجل له أنه قام بعدد من التوسعات وأعمال البناء ، أهمها الهيكل.وشهدت فترة حكمة حالة من الإزدهار السياسي والإقتصادي والعمراني (سفر الملوك الأول ).

يسجل الكتاب المقدس تاريخ الكيان السياسي، أو الكيانين السياسيين، في ما يسمى بيهوذا والسامرة، ويحدثنا عن أخبار الصراعات والمنازعات والمؤامرات والحروب المستمرة بينهما، وعن الحروب التي خاضوها مع دويلات وممالك محيطة بهما، وعن بعض أعمال التوسعة والبناء المحدودة، والعلاقات التجارية والسياسية مع الجوار، وكلها لا ترقى لهذا المستوى الأسطوري المزعوم، بدليل أنهما لم تشكلا أية حالة توازن مع القوى التقليدية الكبيرة في المنطقة مثل الآشوريين والفراعنة.

وحتى في زمن المملكة الداودية والسليمانية الموحدة، لم تتجاز المملكة نظرائها من الممالك الأرامية المحيطة في سوريا الطبيعية، بالرغم من التضخيم والوصف الأسطوري، فمملكة صور على سبيل المثال كانت تعتبر من أكثر الممالك الآرامية منافسة لمملكة داود.

طوال فترة إنقسام المملكة إلى شمالية وجنوبية، كان لكل كيان إستقلاليته السياسية والدينية الكامله عن الآخر، وحتى إنقراض المملكة الشمالية ( مملكة إسرائيل) ، كانتا في حالة صراع وعداء تام.

ولذلك وجدت البحوث الأثرية صعوبة كبيرة في إيجاد آثار تتناسب مع الوصف الأسطوري المبالغ به، والذي تحدث عن قوة إمبراطورية يهودية نشأة في فلسطين، وهو مخالف تماما لكل نتائج البحوث الأثرية القديمة والمعاصرة، ناهيك عن المدن والإنشاءات الكنعانية التي كانت موجودة قبل هذه المرحلة، مثل مدينة يبوس ( القدس)، والتي تم توسعتها فقط، وتحصين أسوارها في فترة محددة، ثم تم هدم هذه الإنشاءات والتوسعات لاحقا، ولم يتبقى لمعظمها من أثار تدل عليها.

بعد السبي البابلي لسكان مملكة يهوذا، ثم لاحقا عندعودتهم إلى القدس بعد أن تعاونوا مع الفرس لإحتلال بابل ومصر لاحقا، لم ينشأ لهم كيان سياسي مستقل على الإطالاق، بل تم تخصيص مقاطعة محدودة في القدس وحولها، ليقيموا فيها جماعة دينية أطلق عليها : مقاطعة يهود ، إشتقاقا من الأسم القديم للملكة التي بادت، كانت مساحة المقاطعة صغيرة ولا تشمل كل أرض فلسطين التاريخية، وفي تلك المرحلة بالذات ، نشأت الديانة اليهودية ، وتبلور مفهوم اليهود ، ليعبر عن جماعة إثنية ودينية، سميت أيضا بالعبرانيين والإسرائيليين ولاحقا بالموسوية.

خضعت المملكتان في فترات تاريخية مختلفة، لسيطرة الأشوريين والبابليين والفراعنة، بل وكانتا أحيانا تقومان بدور وظيفي لصالح القوى الكبرى في المنطقة.

حكم الآشوريون المملكة الشمالية وثم أفنوها، وأطاح سرجون بالسامرة في عام 722 ق.م ، ونقل الآشوريون عددا من السكان الذين كانوا يخضعون لسيطرتهم من مناطق مختلفة من الإمبراطورية من غير اليهود، وأسكنوهم في السامرة ( راجع ملوك الثاني 17: 24).

وعندما عاد عزرا إلى القدس وكان معه 1800 شخص، من السبي البابلي، وجد أن ما تبقى من يهود قد إختلطوا بشعوب أخرى بالزواج والمصاهرة، ويؤرخ الكتاب المقدس لذلك بالتفصيل في سفر عزرا، وما زال الصراع قائما بين السامريين وباقي اليهود الأرثوذكس حتى يومنا هذا، حيث يكفرون السامرين ( السمرة) ولا يعترفون بيهوديتهم.

أما بالنسبة للملكة الجنوبية، فقد تعرضت للسبي أربع مرات وعلى مراحل، فبعد معركة كركمش الحاسمة في عام 604 ق.م ، والتي هزم فيها نبوخذ نصر جيش الفرعون المصري، إنتقلت يهوذا لتخضع لسيطرة البابليين، وكان نبوخذنصر سيدا على غرب آسيا فيما فيها يهوذا، أما مراحل السبي فكانت:

السبي الأول ليهوذا: عام 606 ق. م، على يد نبوخذنصر شخصيا، الذي جاء إلى القدس، وحاصرها ( دانيال 1: 1 )، وأخذ معه بعضا من أفراد العائلة الملكية، وشرفاء اليهود.

السبي الثاني: عام 597 ق.م ، تم سبي الملك يهوياكين وأمه وعبيده ورؤسساء المملكة، وقدر عدد المسبيين في تلك الحملة بعشرة آلاف، وأبقى على الفقراء والمساكين في المدينة.

السبي الثالث: في عام 586 ق.م، حيث تم إلقاء القبض على الملك صدقيا وهو يحاول الهرب ليلا، وتم قتل أبنائه أمام عينيه، ثم قلعوا له عيونه، وقيدوه بالسلاسل ( 2 ملوك 25: 4-7 )، وتم إحراق القدس بعد نهبها وتدمير أسوارها ( 2 ملوك 25: 9).

السبي الرابع: في سنة 581 ق.م ، ليصبح مجموع من تم سبيهم ما بين 62 ألف و 70 ألف نسمة.

سكن المسبيون في بابل على ضفاف الأنهار، وإنتهى تاريخ إسرائيل بالسبي، ليبدا في مرحلة لاحقة تاريخ " اليهودية" وتاريخ " اليهود "، بعد عودتهم من السبي بأمر وسماح من كورش الفارسي بعد سنة من إستيلاء الفرس على بابل وقضائهم على الإمبراطورية الآشورية في سنة 539 ق.م..( 2 أخبار 36: 23 ، عزرا 1: 1-4).

رابعا : فترة حكم المكابيين

المكابيون ( مكاييم أو مقاييم ) ، هي مجموعة عسكرية يهودية، قامت بثورة على حكام سوريا السلوقيين، وتمكنوا من تكوين سلط سياسية في فلسطين، من السلالة الحشمونية في الفترة ما بين 164 ق.م وحتى سنة 63 ق.م ، قبل وقوعها في يد القائد الروماني بومبي. إشتهروا بتعصبهم وتطرفهم الديني وعصبيتهم ضد الثقافة اليونانية.

ويوجد في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس أسفار تاريخية تتحدث عنهم: المكابيين الأول والثاني والثالث، وتسمى بالأسفار غير القانونية عند البعض والقانونية الثانية عند البعض الآخر.

إمتد عصر المكابيين من سنة 175 - 63 ق.م ( حتى بداية عصر الإحتلال الروماني )، ولا يمكن أن نصفه بأنه مملكة أو أسس لكيان سياسي موحد ومستقر، بقدر ما كان عبارة عن حركة عصيان وتمرد وثورة، وفترة صراع على النفوذ ضد السلطة السلوقية الهيلينستية، وهي أسرة أحد قادة الإسكندر الأكبر التي حكمت منطقة غرب آسيا بعد موت الإسكندر، ويشمل:

المرحلة الأولى : يهوذا المكابي أو الثورة المكابية بقيادة يهوذا ( 166-160 ق.م)

أطلق شرارة هذه الحركة المكابية، كاهن يُدعى " متتيا "، نشأ في قرية تدعى " مودين" التي تقع بجوار اللد، وهو عميد عائلة تسمى "عائلة حشمون"، أو "هاسمون" أو "حشمناي ".

طلب الملك اليوناني أنطيوخس من جميع سكان فلسطين، تقديم الولاء والطاعة له وأن يقدموا ذبائح لتمثاله، فرفض الكاهن ، في حين قدم غيره من الكهنة اليهود ذبائحهم ، فثار الكاهن متتيا عليهم وذهب إلى الهيكل الوثني ، وقتل رسول الملك مع أحد اليهود الذين كانوا يقدمون الذبائح للملك في تلك اللحظة، ثم دعا كل القادرين على القتال للإلتحاق به في الجبال والمغاور، لتشكيل حركة مسلحة ( 1 مكابيين 2: 23- 28).

إنضم بعض اليهود إلى صف الملك وبعضهم الآخر إلتحق بالكاهن وحركته.شن الحشمونيون حرب عصابات على القرى والبلدات وقاموا بقتل عدد كبير من الضباط السلوقيين واليهود ، فقام السلوقيون ومعهم من ناصرهم من اليهود بمهاجمة الثوار يوم السبت وقتلوا ألفين منهم، مما دفع بالكاهن السماح لأنصاره بالقتال في السبت.

وقبل موته في سنة 166 ق.م ، أوصى الكاهن بالقيادة لابنه الثاني يهوذا ( 1 مكابيين 2: 49-70 )، الذي حقق بعض الإنتصارات العسكرية في بداية عهده بسبب إستهانة السلوقيين بقواته، وإستطاع بسبب الهجوم الليلي من فتح طريق للإستيلاء على القدس عبر عمواس.

إستطاعت قوات يهوذا دخول شمال القدس والسيطرة عليها كاملة تقريبا، ما عدا حصن " أكرا" أو " عكرة "، وقاموا بختان الأطفال بالقوة ، وإعادة العمل بالطقوس الدينية وهو ما صار يحتفل به تحت إسم " عيد التجديد "، أو " الحانوكا " أو " الأنوار "، كعيد قومي يستمر لثمانية أيام إبتداءا من يوم 25 ديسمبر من كل عام.

حاول القائد الروماني " ليساس " هزيمتهم ومحاصرتهم، ولكن حدوث تمرد في أنطاكية دفعه لإقامة صُلح مؤقت، وسرعان ما إندلعت حرب أهلية بين اليهود المتأغرقين واليهود الأرثوذكس، وقام رئيس الكهنة " أنكيمس" بقتل عدد من الحسيدين، ثم فر إلى سورية لطلب المعونة وعاد وهاجمهم، وإنحاز معظم اليهود إلى جانب رئيس الكهنة ضد بني جلدتهم، ولم يبقى مع يهوذا المكابي سوى ثمانمئة من المقاتلين فقط، وقتل في معركة " بئروت " لتنتهي بمقتله المرحلة الأولى من ثورة المكابيين.

المرحلة الثانية : بقيادة يوناثان ، أو الثورة المكابية بقيادة يوناثان ( 160- 143 ق.م )

بعد سنتين من موت يهوذا، إستعاد الثوار المكابيون تجميع قوتهم، وتحالفوا مع الإسكندر بابلاس المطالب بعرش سوريا من ديمتريوس والي سوريا، وعقدوا تحالفات مع أسبرطة وروما، وتم تعيين يوناثان رئيسا للكهنة، وحاكما إداريا لمنطقة القدس، وحظي بسلطة واسعة نسبيا إلى أن قتل سنة 143 ق.م. وتولى أخوه سمعان قيادة الحركة.

المرحلة الثالثة : سمعان المكابي ، أو الثورة المكابية بقيادة سمعان ( 143- 134 ق.م)

جمع سمعان بين قيادة الجيش ورئاسة الكهنوت، على النقيض من التعاليم الدينية التوراتية، وتولى القيادة سنة 143 ق.م، وكان شيخا كبيرا بالسن، قام زوج إبنته بقتله مع إثنين من أولاده طمعا بالحكم، إستطاع إبنه يوحنا سمعان الهرب، ليعود لاحقا ويحل محله بأسم " يوحنا هركانوس"، وبموت سمعان هذا ، بدأت فترة زعامة أسرة الحشمونيين:

1- يوحنا هركانيوس، الثورة بقيادة يوحنا ( 134- 104 ) : كان مواليا للحكم في سوريا ، إعتمد على ميناء يافا ، قام عام 125 ق. م ، بتدمير هيكل السامرة في جرزيم، وسعى لتوسيع سلطته، في زمنه إنفصل الفريسيون(وهو حزب ديني هاجمه السيد المسيح بإنتقاد لاذع كما نقرأ في العهد الجديد) عن المكابيين، ومات سنة 104 ق.م.

2- ارسطوبولس الأول ، الثورة بقيادة أرسطو ( 104-103 ق.م ): وإسمه الحقيقي " يهوذا "، بقي في الحكم عامين فقط بعد الإسكندر، فضل إسمه اليوناني على إسمه اليهودي، قام بوضع أمه في السجن إلى أن ماتت جوعا، وألقى بأخوته الثلاث في السجن، مات إثنان منهم جوعا، وقتل الثالث، وسعى لتوسيع سلطته ومنطقة نفوذه.

3- الإسكندر حناؤس، الثورة بقيادة حنا (163-76 ق.م ) : أكثر من قام بالإساءة لبني قومه من اليهود، حاول التوسع وصولا إلى عكا، تزوج من زوجة أخيه، وكان حاكما متسلطا ناصبه اليهود العداء.

هُزم في حرب مع " أبيداس" أو " عوبيدلس "ملك العرب، لأنه حاول أن يتوسع على حساب مملكة العرب، وبعد أن هزمه الملك العربي قام بجلده، ثم هرب إلى القدس ولكن السكان رفضوا حمايته، فأستعان عليهم بالمرتزقة، فطلب الشعب الحماية من القائد الروماني " ديمتريوس الثالث " سنة 88 ق. م ، فجاء بجيش قوي، فهرب إلى الجبال، وقام لاحقا بالإنتقام من اليهود الصدوقيين عن طريق الغدر بعد أن أقام لهم وليمة، وقتل ثمانمئة من سكان القدس من بني قومه من اليهود والفريسيين، ونكل بأهاليهم وزوجاتهم وأطفالهم، حتى أنه ذبح أولادهم قدام أعينهم، وحاول محاربة ملك العرب مرة أخرى، فهزم وأضطر لعقد معاهدة صلح معهم بشروط مهينة، ثم مات عام 76 ق. م ، وهو يحاصر قلعة " راجابا " شرقي الأردن.

4- المكابيين بقيادة الكسندرا، الثورة بقيادة الكسندرا ( 76-67 ق.م ) : الكسندرا هي زوجة أرسطو بولس ، ثم الاسكندر بعد موت زوجها الأول، تولت الحكم وعمرها سبعون عاما، وتولى إبنها هركانوس رئاسة الكهنة وأخوها أرسطو بولس قيادة الجيش، وكانت تلك الفترة فترة صراعات على السلطة والحكم.

5- ارسطوبولس الثاني ، الثورة بقيادة أرسطو الثاني (67-63 ق.م ) : بعد حرب أهلية ، إستطاع السيطرة على الحكم، إلى أن قام أنتيباس الأدومي ( ابن هيرودس الكبير) متحالقفا مع الملك العربي الحارث بالتصدي له، وحين تمكن القائد الروماني من التقدم للقدس، حسم الوقف وذبح إثني عشر ألفا من سكانها من اليهود، ومنذ ذلك الوقت صارت القدس وما حولها ، ولاية رومانية واصبحت تتبع سوريا من الناحية الإدارية.

بعد وفاة " هريكانوس " والي أدومية ، خلفه إبنه "هيرودس الكبير" وخضع اليهود لحكمه، بتكليف من السلطة الرومانية ولم يكن يهوديا بالأصل، ولكن تم تهويد عائلته بالقوة في مرحلة سابقة، تزوج عشرنساء وكان قصره مسرحا للمؤامرات المتواصلة والصراع على الحكم.

قام بتصفية عدد من زوجاته وخصومه بدموية، ولد السيد المسيح في أواخر أيام هيرودس الكبير، بعد أن وصلت نقمة الشعب عليه أوجها، وتمنوا الخلاص من حكمه وجبروته، وكانوا ينتظرون ولادة شخص من نسل داود ، ملكا يعيد لهم أمجاد "مملكة وحكم داود" .

قام القائد الروماني تيطس عام 70 م، بسحق آخر تمرد إسرائيلي مع إعفاءهم من عبادة الإمبراطور، ومنحهم بعض الحرية الدينية خصوصا في المحاكمات الشرعية الخاصة، ولكنهم تمردوا عليه، وإنتهى الوجود اليهودي في فلسطين عام 135 م وبشكل كامل على يد القائد الروماني هدريان ، الذي منعهم من دخول القدس ، وأعاد بناءها من جديد وأسماها إيليا كابتولينا.

----------------------------------------

مراجع:

1- الكتاب المقدس

2- القرآن الكريم

3- خليل إبراهيم أرسناوي، صدى النبوات، ط1، بيروت لبنان، 1991.

4- فراس السواح، تاريخ أورشليم، دار التكوين للترجمة والتأليف والنشر، ط4، دمشق، 2016.

5- د أحمد داود: العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائي واليهود، مكنبة الصفدي، ط1 ، دمشق، كانون الثاني 1991.