الجبهة وميرتس .. وجهان لعملة واحدة بقلم : مهند صرصور
تاريخ النشر : 2019-08-21
الجبهة وميرتس .. وجهان لعملة واحدة .
بقلم : مهند صرصور .

يتسائل البعض لماذا هذه الهجمة الشرسة التي تشنها الجبهة على حركة ميرتس ومن موقعها كراس حربة المشتركة ومن تملك حصة الاسد والموجه فيها ، مدعومة بذلك ايضا وبشكل غير محدود من لجنة المتابعة والتي تتراسها الجبهة ايضا ، والجواب المقتضب هو لتماثلهما وتشابهمها الغريب ، فهي ترى فيها الوَجه التوأم والوِجْهَة الطبيعية الوحيدة التي يمكن ان تعطي للناخب العربي ما تعطيه هي نفسها ، بل ربما وبشكل أعمق وأقدر واقرب الى مطالبه .

فكلاهما يتميز ومن أفواههم وقد يٌخيل اليك انه الفاه نفسه ، ومن تعريفاتهم لانفسهم ووصفهم لدربهم وكأنها نَفْس واحدة في درب واحد ، فهما : حزب عربي يهودي ، يساري ، اشتراكي ، ينادي بالسلام والمواطنة المتساوية ، ينادي بتحرر المرأة ، بفصل الدين عن الدولة ، ينادي بحل الدولين لشعب يهودي يقابله فلسطيني ، ينادي بحقوق الاقليات ، يدعم المجتمع المثلي ، يملكان كلاهما شبيبة متحررة ، تنادي بالعلمانية المطلقة ،  تؤيدان حقوق العمال والعدالة الاجتماعية ، وتملكان دعاية انتخابية موجهة وبشكل مذهبي للداخل العريي وواحدة للطرف اليهودي .

رغم كل ذلك من خطوط عريضة ، الان ان ميرتس ترتكز على الاصوات اليهودية بينما نظيرتها الجبهة تقف من خلفها اصوات عربية في الاساس ، رغم ادعائها بان الناخب اليهودي يجلب لها مقعد ونص في المعدل ، لذلك تحفظ له مقعده دون ان يدخل في باب الترشح الحزبي الداخلي ، بينما العربي في حزب ميرتس حقه في الترشح الحزبي الداخي متساوي مع باقي الاعضاء ، مما يجعله يخوض كفاح حقيقي يرتكز على الاحقية من حيث الانجاز والقدرات ، ليحصل على منصب الترشح والترتيب الداخلي .

ولكن يبقى التشابه بين الجبهة وميرتس غريب وعجيب أقرب الى كونه حزب واحد ، الامر الذي جعلني اتسائل : 

- اليسوا الحلفاء المتكاملين ، فلماذا هذا التنافر مع ان الروح تكاد تكون واحدة ، ام انها المنافسة السياسة قد جعلتهم يتقوقعون كلٌ في طرف متقابل لنفس الحلبة السياسية !

- لماذا خُوِّن في فترة من الازمنة من صوت لميرتس ولم توجه نفس التهمة لمصوت الجبهة مع انها وجهان لنفس العملة .

- اليست الشراكة بينهما مثالية ، فلماذا لم تقبل ابدا الجبهة التحالف مع ميرتس رغم ان كلاهما يملك ممثلون عرب ويهود وينادون بنفس الايديولوچيا والفلسفة السياسية ، ام ان تحالفمها سيدخل قادة الجبهة في لعبة يجهلون معالمها وقد تطغي على مكانتهم وتسحب بساط سيطرتهم من تحتهم .

- اليس اتفاقهم على فائض الاصوات امر طبيعي ، فكلاهما يجتذبون نفس الناخب ، ام ان الجبهة تبتعد حتى عن هذا الموقف حتى لا تدخل صورة المماثلة والتطابق لعقل الناخب العربي .

- هل هناك فرق كبير إن صَوَّت العربي للجبهة او لميرتس بعيدا عن ادعاءات الوطنية التي تطلقها الجبهة فيها يخص تحالف ميرتس مع باراك ، وهو امر مستحدث وحديث ومؤقت ولغاية برلمانية كالحسابات التي جعلت من الاحزاب العربية " مشتركة " .

- هل تسير الجبهة على خطى مثيلتها المُحَتْلنة والمتطورة ميرتس ، لتصل وتدفع بالمشتركة - ومن موقعها الرئاسي - الى دخول تحالفات حكومية وطرق كل الابواب من اجل تحقيق اجندتها .