خَالص أعتذاري لتلكَ المرأةُ العَجُوز التي قَابلتُها صدفةً في طَريقي والدُموعُ تَسيلُ على وجنَتاي
فَقالت لي :لا تَبكي يا صَغيرة فَهَذهِ الدُنيا فَانية فَانية !
فأخبرتها دونَ تَفكير ألا تتدَّخلُ بشؤونِ غَيرها فأنزلت رأسُها في الأرضِ واكَمَلت طَريقها ..
أعَتذرُ لذَلك الطفلُ الضائع الَذي أمَسكَ بيَدي وقالَ ليِّ: لَقد فَقدتُ أمُي خُذيني إليها فَصفعتهُ على وَجهه وقلتُ لهُ : وهَل لي درايةً أينَ تكونَ أمُك !
أذهب من هُنا فَفرَ الطفلُ بِخوفٍ وهو يَصرخُ مِن شدّة البكاءِ ..
اعتذر جداً لذَلك المُسّن الذي كان يَجلسَ بالقربِ مِن بابِ المشفى ويَصرخُ بِحرقةِ قَلب على أبنهُ الوَحيد الذي دَخلَ العِنايةُ الفائقة ولَم يَخرجُ مِنها،
فأخبرتهُ بكل هُدوء أن يَخفضَ صَوتهُ فَ رأسي يُؤلمني كَثيراً
أعَتذر لِهذا اليوم السيء أكثرُ مِن اللازم ..
فَقد كَانَ علّي أن أطُمئن تِلكَ المرأة وأسألها ماذا فلعت بها الحياة لتُخبرني بِذلك !
وأن أشّد على يدُّ الطفلُ بدلاً من صَفعه .. ونذهبُ باحثينَ عَن أمُه !
وأن أطبطب لذاكَ الرجلُ الذي كُسرَ ضَهره !
أتسآئل ألا يُوجد قانونً يُعاقبُني لأنني أصَبحتُ لا مُبالية ?
حسناً رُبما العِقابُ سَوفَ يُؤلمني أكثر ،
فأنا أطالب بِعلاجٌ سَريع لأنَ قَلبي أنُهكَ تماماً ..
#نَفسي_بَردت_والقرفُ_عمّ_المَكان ..
خالص اعتذاري بقلم:وعد إبراهيم
تاريخ النشر : 2019-08-21