أوراق منثورة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-08-21
أوراق منثورة! - ميسون كحيل


أوراق منثورة!

في أغلب الأوقات يكون العمل العسكري تمهيد لخطة سياسية معدة؛ لذا لا تصدقوا كل ما يقال، ففي حالة جريان الخطة السياسية بسلاسة فإن أي عمل عسكري حتماً سيلغى أو يؤجل. و كل ما هو مسموع ومقروء من تهديدات عنترية تهدف لإيصال رسالة من طرف لآخر والعكس من أجل الاستعجال بخروج الطبخة من الفرن! والتهديدات اليومية بشن عدوان على غزة والتلميح إلى العودة لأسلوب الاغتيالات لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تأخذ أبعاد ومساحات تتجاوز الإطاحة بحركة حماس بصفتها الحاكم الفعلي لقطاع غزة والبقية إما تابعين أو غائبين أو لا حول ولا قوة في أيديهم. والحقيقة أن الاحتلال يراهن دائماً على الصراع الفلسطيني الداخلي ويغذيه بسياسة ويدعمه بدبلوماسية، ولن يتخلى عن هذا التوجه لأنه يحقق نتائج أكبر وأعظم من أي عمليات عسكرية.

وليحاول القارئ أن يفكر ويحلم لو أن الموقف الفلسطيني واحد، والسلطة واحدة، والانقسام غير موجود، والوحدة الفلسطينية شعبياً وفصائلياً وحكومياً وقوات أمنية ثابتة فهل كان ممكن أن يحاول بعض العرب القيام بما يقومون به تحت حجج دعم الموقف الفلسطيني والوقوف مع الشعب من خلال قطاع غزة و التنسيق مع الاحتلال لتمرير الأموال؟ هل كان بمقدور ترامب أن يعلن الموقف الجديد للولايات المتحدة الأمريكية بخصوص القدس واللاجئين والحدود؟ هل كانت إسرائيل قادرة على مواصلة سياستها الجديدة في التعامل مع الأراضي الفلسطينية وتصاعد الاعتداءات؟ والإجابة: لا. فالحسابات ستكون مختلفة لكن استغلال الظروف والانقسام أتاح لكل هؤلاء أن يعلنوا عن صفقة القرن بعد أن تشكلت أرضية خصبة لها من خلال انقسام سياسي وجغرافي والتعامل فيما بعد مع من يقبل السير ضمن الصفقة، ومع تعديلات سيتم استغلالها على الطريقة الوطنية! وفي كل هذا وغيره؛ فليس جديداً علينا أن يقال لا مصالحة في الأفق فنحن نعلم أصلاً أن لا أفق في المشهد السياسي الفلسطيني وكل يعمل على ليلاه إلا من تربى على حب الثورة والوطن وكره الرحيل وعدم التمسك بأوراق منثورة.

كاتم الصوت: الرحيل المر..تامر السلطان شكل أنواع متعددة من الرحيل.

كلام في سرك: الدين ستار البعض..والرحيل مسار إجباري لبعض آخر! فمهما تعددت الزيارات؛ العائلات لا تنسى! ومهما تعددت أشكال الرحيل فالوطن في وجدان من رحلوا.