يا من تلومون العشاق بقلم:سارة العطري
تاريخ النشر : 2019-08-21
يا من تلومون العشاق بقلم:سارة العطري


يامن تلومون العشاق
بقلم:سارة العطري
وأنتُم يا مَن تلومونَ العُشَّاق إذ عشِقوا وتسلقونهم بألسنةٍ حِداد، تعيبون عليهم ما وقرَ في الفؤاد فصدَّقه حُنوُّ الجذع وانطفاءةُ العينان، هل مسَّكُم طائِفٌ ممَّا أصابهُم قط؟ لِتكونوا عليهم قضاةً وجلادين..
هل سَبَق وأن تحسستُم قلوبكم فقبضتُم على جمرةٍ تغلي على موقِدِ السويداء يخرُجُ دُخانها من العينين مُشتعِلا؟
أقبضتُم على رِمشينِ متلبسين يرتعشان عند مرور اسم أحدِهم صدفةً بين زحام الأيام؟
أذُقتُم الشوقَ وما يحدِثُهُ بالظهور، يحنيها ويحنِيها حتى إذا تمَّ الوِصالُ انتصبت إنَّ الحبيب مُقِيمُها...
ستقولون هوى وأرُدُكُم أن والله ما ضلَّ وما غوى، تقولون له أعرض عن هذا، أفأعرَض سيدُ الخلق قبله حتى يُعرِض فتاكُم المسكينُ هذا؟ وتنهرونها أن استغفري لذنبك وما سمعنا يوماً أن خديجة المُحبَّة استغفرت عن حُبِها، ثُمَّ تهمِسون لكلاهُما أن استعيذا بالله من الشيطان الرجيم وما علِمتُم أن مودِع الشعور ما أودعهُ ليُستعاذَ به منه، بل لِتتلى عليه آياته فتزيدَه ثباتاً وتوثِق عُراه ثُمَّ تكسوه بِطُهرٍ من لدُنه...
هوناً عليهما وعوناً لقلبيهما فقد ارتضيا الحُبَّ ديناً وديدنا، وآمنت به القلوب وعَنَت له، والألسُن تلهج أن ربنا رضينا بالحُبِّ ديناً وبالوصالِ عبادةً وتقرُّبا، عبادةٌ في مِحراب الطمأنينة مُخبأةٌ بين سجدتين كسرٍ عظيم لا يطلِعُ عليه أحد ولا ينالُه إلا أفئدةٌ تطَّهرت بالحُبِّ وارتوت به...
فيا معشر الناس هلَّا خلَّيتُم بينهُما، فإنَّها والله قلوبٌ أحبَّت فرَّقت
فحنَّت فتاقت فاكتوت شوقاً ولمَّا دَنَت يالِسَوءةِ فعلَتِكُم إن فرقتُموها...
ويا معشر المُحِبِّينَ إنَْ الحُبَّ لطهرٌ فلا رفثَ ولا فسوقَ في الحُب وإن كانت الأيامُ لا بُدَّ أَرتكُما مُرَّها فباعدت الأجساد، فلا تهنوا ولا تحزنوا وذروا هذا الحُبَّ على رِفعته، لا تهبِط به مصائِبُ الدنيا من جنَّته بثمرةٍ حرام فيهلَكَ وتُكشَفَ سوأتُه، وحسبُكُما أنَّ القلوبَ قد التقت منذُ الأزل ليس لِعناقِها انفكاك، فإنَّها قلوبٌ أحبَّت فتشابكت فتعاضدت والتحمَ النبضُ بالنبض فلا انعِتاق...