إن الرسالة التي أرسلتها في بداية السنة إلى ذلك الشخص، لم تكن إلا رسالة تحمل في طياتها معاني التعرف واللقاء، ولم أكن أعلم أن ذلك الشخص يجيد صنعة الكلام بهذا الشكل حيث إن الجواب الذي رد به علي كان قد أبرأ سقم قلبي، ولم أدرِ أني قد أوقعت نفسي بمأزق لا أستطيع الخلاص منه.
وتوالت الأيام حتى جاء موعد اللقاء، ونسيت حينها هاتفي _الذي سنحدد من خلاله موعد اللقاء _في المنزل، لكني لم أكترث لذلك ثم ذهبت وسألت من أظن أني لعلي أجد رقم هاتفه عنده، ولكن لم أجد أحد يملكه، فذهبت غير مكترث وقلت في نفسي ألتقيه في يوم أخر، ثم ما فتأت أن سرت وصحبي، وإلا وإذ بي أسمع صوت أحدهم يهتف بإسمي، وإذا به هو قد أقبل نحوي ليقبلني، فسررت بذلك، وعينا مكان اللقاء وأتفقنا على ساعة محددة.
ثم نسيت أمره وليتني لم أتذكر، ثم تذكرت، فذهبت فجلست وإياه وأحضر أصدقاءه لنا شراباً ساخناً، ثم ذهبوا وتركنا لوحدنا وليتهم أخذوه معهم وتركوني وحيداً.
وتطاير بيني وبينه حوار كشف لي عن نفس طيبة صادقة لا تعرف للخيانة طريقاً.
إلا أنني أخطأ دائما وبالأخص إذا أحببت المقابل.
ثم حدثته عن صراعي مع تقلب الدهر وريبه، ووضعف كفه بين كفيَّ وأستمررت في نثر قصصي ثم أكلت وإياه ثم ثم ثم.......
ثم سألته عن الذي أعتراه عندما قرأ الرسالة فرماني بكلام لا أدري أهو سحر أم ماذا؟
ثم أخبرته عن سبب تلك الرسالة بأنني أبحث عن صديق يعنني على مواجهة تقلبات الدهر، فما كان منه إلا أن هش و بش و رغب رهب وجعل من نفسه السمؤال، فارتاح قلبي وهدأ روعي ووضعت رحالي عنده وفتحت له أبواب قلبي على مصراعيها، حمقاً مني أم من سحر بيانه؟ ثم توالت الأيام وعند أول عثرةٍ أقع بها طلبته لينجدني، فإذا بي أجد أنه قد أعرض عني وتركني خلفه ظهريا، معتذراً إلي بأعذار أمل أن أجد لها داعياً في ذلك
الوقت........
رسائل بداية السنة بقلم:علي محمد السيد
تاريخ النشر : 2019-08-21
