الهان عمر ورشيدة طليب..هل يقدم الكونجرس على منع أعضاء كنيست من دخول الولايات المتحدة
تاريخ النشر : 2019-08-20
الهان عمر ورشيدة طليب..هل يقدم الكونجرس على منع أعضاء كنيست من دخول الولايات المتحدة


الهان عمر ورشيدة طليب ......هل يقدم الكونجرس على منع اعضاء كنيست من دخول الولايات المتحدة
بقلم:د. سمير الددا

عادت القضية الفلسطينية بقوة الى واجهة الاحداث العالمية نهاية الاسبوع الماضي وتصدرت وسائل الاعلام الدولية اثر قرار وصفه اعضاء كنيست يساريين "بالمتسرع" اتخذه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما أقدم على حماقة غير مسبوقة وساير الرئيس الامريكي دونالد ترامب بمنع عضوتي الكونجرس رشيدة طليب والهان عمر النائبتين عن ولايتي ميشيغان ومينيسوتا (من الحزب الديمقراطي الذي يخوض معركة انتخابية شرسة ضد خصمه التقليدي الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب) من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة عبر "اسرائيل" مما أثار ردود فعل غاضبة في اوساط الديمقراطيين في الكونجرس والذين يعرفون تاريخيا بتأييدهم الراسخ لإسرائيل, حيث اعتبروا ان هذا تدخلا اسرائيليا سافرا في انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة التي انطلقت في وقت سابق هذا العام لصالح خصمهم الجمهوري (ترامب).

اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة المعروفة باسم ايباك أهم الداعمين لإسرائيل داخل الولايات المتحدة رفضت القرار الاسرائيلي تخوفا مما قد يترتب على مستقبلا.
هذا التطور الذي لم يشهده تاريخ العلاقات الامريكية الاسرائيلية من قبل، تفاعل بشدة في مبنى الكابيتول، واثار ردود فعل غاضبة جدا من قبل العديد من البرلمانيين الامريكيين.

وفقا لموقع mcclatchydc.com: "" فقد أكد مسؤول كبير في الكونغرس "ان أعضاء من الحزب الديمقراطي يدرسون بجدية اتخاذ إجراءات ضد كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وإدارة ترامب بسبب قرار إسرائيل منع دخول عضوي الكونغرس إلهان عمر ورشيدة طليب إلى الاراضي الفلسطينية عبر إسرائيل".
وأضاف الموقع: "بالفعل عدد من الاعضاء الديمقراطيين ومن ضمنهم يهود, من ابرزهم زعيم الأغلبية ستاني هوير من ولاية مريلاند الذي شارك في بعض هذه المداولات، والذي وصف قرار إسرائيل بشأن رشيدة طليب والهان عمر، بأنه "مخيب جدًا للآمال، وغير محترم وغير مقبول" واصفا القرار بأنه "جرح في التحالف الأمريكي مع إسرائيل", بالإضافة الى رئيس لجنة الشؤون الخارجية إليوت إنجل من نيويورك، ورئيسة لجنة تخصيص الميزانيات نيتا لويس من نيويورك, يجرون مناقشات معمقة حول كيفية ربط "انعدام الثقة العميق" بالقائمين على التمثيل الدبلوماسي بين البلدين والمطالبة بفتح تحقيق في سلوك السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان الذي دافع عن القرار الإسرائيلي يوم الخميس الماضي، وفي هذا الصدد قال مسؤول آخر في الكونغرس إن المجموعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين قد يطلبون إجراء تحقيق عام من قبل لجنة المراقبة في "الدور الذي لعبه السفير فريدمان في منع أعضاء كونغرس من دخول إسرائيل", واضاف المسؤول الامريكي: "يمكن للجان الكونغرس أن تجعل من الصعب على السفراء أداء مهامهم، إذا جعلوا من الصعب على زملائنا القيام بمهامهم".

وذكر الموقع ايضا على لسان مسؤول كبير في الكونجرس: "نحن نفحص كل خياراتنا فيما يتعلق بالسفير الاسرائيلي رون دريمر، بما في ذلك خيار الإعلان عن نزع الثقة عنه, واذا ما تم اللجوء لهذا الخيار وهذا وارد جدا, فلن تكون المرة الاولى, اذ سبق وأن كان هناك عدم ثقة من جانبنا، ولكن هذه المرة فسيكون "انعدام ثقة صعب", حيث أنه ليس واضحا لنا ما إذا كان يمثل حكومته, وتابع المسؤول الامريكي حسب الموقع قائلا: "لقد وعد السفير دريمر بأمور عدة ولكن لم ينفذها وليس من الواضح لنا ما إذا كانت هناك أي فرصة لتنفيذها" ومن ضمن الوعود التي وعد بها السفير ولم ينفذها, "أنه وعدنا في الأسابيع الأخيرة فقط بأنه "احتراماً للكونجرس الأمريكي والتحالف الإسرائيلي – الأمريكي، لن نمنع أي عضو في الكونغرس من دخول إسرائيل".....ّ!!!!!!, نحن نساله اين وعده هذا اليوم...؟؟؟
وفي السياق نفسه, ابدى الحزب الديمقراطي غضبه من السفارة الاسرائيلية في واشنطن لإقدامها على نشر معلومات "مصنفة" تتضمن مسار رحلة عمر وطليب، وقال اعضاء بارزين فيه "إن المشرعين الأمريكيين ابدوا عدم ثقتهم بعد تسرب اتصالاتهم مع تلك السفارة".

من جهته عضو مجلس الشيوخ السيناتور اليهودي بيرني ساندرز أحد أبرز مرشحي الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة ندد بشدة بالقرار الاسرائيلي بمنع اعضاء كونجرس من الدخول قائلا: " أنني مصدوم, إن قيام بلد يتلقى مليارات الدولارات من الولايات المتحدة بحظر اعضاء من الكونجرس من دخوله, هذا الامر يعتبر فضيحة", وتابع ساندرز في مقابلة مع قناة" MSNBC" السبت 17/08/2019 قائلا: "إذا لم ترغب إسرائيل في زيارة أعضاء الكونجرس الأمريكي لها وللأراضي الفلسطينية لمعرفة ما يجري هناك عن كثب، يجب عليها ايضا أن ترفض قبول مليارات الدولارات التي نقدمها لها", وشدد السيناتور ساندرز "أنه يجب استخدام المساعدات الأمريكية لإسرائيل كوسيلة للضغط عليها من اجل تحقيق السلام, وأضاف "كل ما أقوله هو أننا نحتاج إلى سياسة متوازنة في الشرق الأوسط تحمي استقلال إسرائيل وأمنها، لكنها ايضا تحترم الشعب الفلسطيني، ولكن المأساة أن لدينا رئيسا عنصريا ومتعصبا دينيا."

الهان عمر عضو الكونغرس الأمريكي التي تم منعها من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة علقت على القرار الاسرائيلي قائلة "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي انحاز إلى "كارهي الإسلام مثل دونالد ترامب".
وقالت عمر يوم الخميس فى بيان لها: "إنها إهانة، أن يمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تحت ضغوط من الرئيس ترامب، دخول ممثلي الشعب الأمريكي بلاده"، ووصفت القرار بأنه "مروع" وأضافت: "ما يدعو للأسى، أن تلك الخطوة لم تكن مفاجئة فى ضوء مواقف رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يقاوم باستمرار جهود السلام، ويقيد حرية حركة الفلسطينيين، ويحد من المعرفة العامة بالحقائق الوحشية للاحتلال، وينحاز إلى جانب كارهي الإسلام مثل دونالد ترامب".

بنيامين نتنياهو حاول تبرير قراره منع دخول نائبتين من الحزب الديمقراطي الأمريكي إسرائيل، قائلاً إن الغرض الوحيد من رحلتهما هو "الإضرار بإسرائيل وزيادة التحريض عليها", وقال ايضا "القانون الإسرائيلي يحظر دخول أولئك الذين يدعون إلى المقاطعة ويعملون لفرضها على إسرائيل" وتابع أن رشيدة طليب وإلهان عمر روجتا بنشاط لمثل هذا النشاط في الكونغرس الأمريكي, واضاف "الحقيقة أن أيا من طليب وعمر لم تطلبا لقاء إسرائيليين ولا تريدان الاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين سواء في الحكومة او المعارضة"...!!!!

الهان عمر سارعت الى نفي ما قاله نتنياهو جملة وتفصيلا ووصفته "بالكاذب" وأكدت في تغريدة على حسابها في تويتر يوم الجمعة 16/08/2019, "ان برنامج زيارتها "الملغاة" كان يشمل الاجتماع بمختلف الاطراف للاستماع لوجهات نظر الجميع بما في ذلك سياسيين وامنيين اسرائيليين واعضاء كنيست يهود وعرب وكذلك مع السفير الامريكي في تل ابيب بهدف الاطلاع شخصياً على ما يجري في الأراضي الفلسطينية والاستماع إلى مواقف جميع الأطراف المعنية، وهذا من واجباتها كعضو في الكونجرس".
من جهتها رفضت عضوة الكونجرس الاخرى رشيدة طليب عرضا اسرائيليا "بزيارة عائلية انسانية مشروطة" قائلة: "لا أستطيع السماح لدولة إسرائيل بإهانتي واستغلال حبي لجدتي لإخضاعي لسياساتها العنصرية الظالمة" وقالت طليب في تغريدة عبر صفحتها الرسمية على موقع تويتر الجمعة الماضية: "عندما فزت بعضوية الكونجرس، أعطيت الشعب الفلسطيني الأمل أنه أصبح هناك من سيقول الحقيقة حول أوضاعه غير الإنسانية" وأضافت طليب قائلة: "إسكاتي والتعامل معي كمجرمة ليس ما تريده جدتي, لذا فقد قررت أن زيارة جدتي في هذه الظروف الجائرة سيخالف كل ما أؤمن به أي الوقوف ضد العنصرية والجور والظلم".
أثر ردود الفعل العاصفة التي شهدها الكونجرس في اعقاب هذا القرار الغير مسبوق التي اقدمت عليه الحكومة الإسرائيلية الخميس الماضي بمنع المشرعتين الأمريكيتين إلهان عمر، ورشيدة طليب من دخول أراضيها كما أشرنا في مطلع هذا المقال تماشيا مع رغبة الرئيس دونالد ترامب الذي قال أن المشرعتين رشيدة طليب والهان عمر "تكرهان إسرائيل وجميع اليهود" حسب زعمه, يبدو ان الرئيس ترامب قد حنى رأسه لهذه العاصفة, فها هي المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني غريشام في تصريح لها لموقع “أكسيوس الامريكي، نفت أن يكون ترامب قد أعطى أي توجيهات للإسرائيليين بهذا الشان، وقالت غريشام للموقع المذكور السبت الماضي “هذه أخبار مزيفة ,يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تفعل ما تشاء.

أخر الكلام:
يدرك الاسرائيليون خطورة قراراهم هذا على العلاقة مع الدولة الاهم لهم في الدنيا والتي هي السبب الرئيسي لوجودهم على قيد الحياة، ولكن من المؤكد انهم يدركون أكثر أن خطورة ما قد تتطلع عليه وتكشفه النائبتان رشيدة طليب والهان عمر من جرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب وانتهاكات لحقوق الانسان قد يفوق بكثير خطورة ما قد يتركه قرارهم بالمنع من انعكاسات على العلاقة الامريكية الاسرائيلية وخصوصا أنهما محل اهتمام وسائل الاعلام الامريكية والعالمية ونشيطتان جدا على وسائل التواصل الاجتماعي ولهما مئات الاف المتابعين.

السؤال البديهي المطروح، هل من الممكن ترجمة ردود الفعل القوية والمتشنجة الصادرة عن اوساط الديمقراطيين الامريكيين (الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب احد غرفتي الكونجرس) الى مواقف وقرارات جدية ملموسة بمستوى الاهانة التي وجهها لهم القرار الاسرائيلي بمنع بعض نوابهم في الكونجرس من زيارة اسرائيل التي يدفعوا لها مليارات الدولارات سنويا، وهل من الممكن ان يقدم اعضاء في الكونجرس على تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل المعمول به عالميا والمطالبة بمنع اعضاء كنيست اسرائيليين من دخول الاراضي الامريكية...؟؟؟؟

الاجابة في رحم الايام القادمة.......شخصيا غير متفائل.
د. سمير الددا

[email protected]