ملامح الشخصية الكوردية..في كتاب بقلم:أ.د. ابراهيم خليل العلاف
تاريخ النشر : 2019-08-20
ملامح الشخصية الكوردية..في كتاب بقلم:أ.د. ابراهيم خليل العلاف


ملامح الشخصية الكوردية ............في كتاب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
من إصدارات الأكاديمية الكوردية ( المجمع العلمي الكوردي ) كتاب قيم للاستاذ الدكتور يوسف حمه صالح مصطفى وبعنوان ( ملامح الشخصية الكوردية :دراسات نفسية اجتماعية على فئات من المجتمع الكوردي في اقليم كوردستان العراق . والكتاب حصيلة دراسات قام بها المؤلف وهو الذي انجز خلال ربع قرن بحوثا علمية وأشرف على حوالي 50 رسالة واطروحة فضلا عن ما تكتنزه ذاكرته من خبرات عملية عن كثير من المظاهر النفسية والاجتماعية التي عرفها عن المجتمع الكوردي لذلك فالموضوعات التي ضمها الكتاب تكتسب أهميتها العلمية كمصدر من مصادر معرفة الشخصية الكوردية .ومما يزيد من قيمة الكتاب أن بعض دراساته ميدانية والدراسات اعدت بين سنة 2008 و2016 ومن موضوعات الكتاب دراسة موثقة حول ظاهرة الإقصاء الاجتماعي للشباب العراق عامة والشباب الكوردي خاصة كما ان هناك دراسة عن ظاهرة الاستبعاد الاجتماعي في مجتمعنا العراقي عامة والكوردي خاصة كما ان هناك دراسات عن القبول الاجتماعي لدى شريحة الشباب ودراسات عن المصابات بسرطان الثدي ودراسة عن المتأخرات في الزواج وعن الملامح المظلمة في الشخصية وعن اضطرابات الشخصية الهستريونية وعلاقة ذلك بأساليب التعامل مع ضغوطات الحياة وأنماط الشخصية السائدة في المجتمع الكوردي وجودة الحياة وعلاقتها بالانتماء والقبول الاجتماعيين لدى طلبة الجامعة والاحتراق النفسي وعلاقته بمرونة الانا لدى تدريسيي الجامعة والاعتقاد بعدالة العالم وعلاقته بمعنى الحياة لدى المتقاعدين في مركز محافظة اربيل والصلابة النفسية وعلاقتها بالتفكير الخرافي لدى طلبة الجامعة وامور كثيرة يتناولها الكتاب وكلها تساعد في فهم الشخصية الكوردية في نواحيها السلبية والايجابية .
طبعا المؤلف لم يعطنا ملامح الشخصية الكوردية بشكل مباشر وإنما قال لنا إن القارئ ، ومن خلال البحوث والدراسات التي يضمها الكتاب ، ملزم بأن يستشف تلك الملامح مما قرأه ومما اطلع عليه من بيانات وكان بودي لو قدم لنا ملخصا او استنتاجا لخص فيه انطباعاته عن الشخصية الكوردية بإيجابياتها وسلبياتها لا أن يترك القارئ محتارا في أي الصفات التي وجدها المؤلف تطغى على الشخصية دون سواها وهذا شيء مهم في الدراسات العلمية ووضع الدراسات في هكذا سياق ودون ان نوضح الخيط الفكري الذي ينتظمها يبلبل القارئ ولايساعده على تبين هدف المؤلف .
اذا اردت انا ان امتحن نفسي واقول ما الذي استنبطته من خلال اطلاعي على هذا الكتاب ، اقول ان الشباب الكردي يعاني من الاغتراب والإقصاء الاجتماعي ، وان هناك انحدار واضح في مستوى الشباب الكردي العلمي فضلا عن الثقافة الضعيفة وان هناك نوع من الحرمان الاجتماعي يعاني منه الشباب كما تعاني منه الشابات في المجتمع الكوردي. فضلا عن وجود حالات الانطواء وشدة الحساسية والخجل وعدم التلقائية . وثمة حقيقة نعرفها وهي ان الاناث في المجتمع الكوردي اكثر ادراكا من الذكور لجودة الحياة وعلاقتها بالانتماء والقبول الاجتماعيين ، وهناك مشاكل تعاني منها المرأة الكوردية غير المتزوجة أو المتأخرة عن الزواج وتظهر هذه المشكلة واضحة في بروز حالة اضطراب الشخصية وان هناك ضرورة للاهتمام بما يسمى الفطام النفسي ومعالجته عبر تعزيز سلوك الاستقلالية والاعتماد على الذات وان الشخص الاعزب الكوردي اكثر شعورا بالاستبعاد الاجتماعي وان هناك علاقة بين الاستبعاد الاجتماعي ومستوى التحصيل العلمي ، وان هناك في المجتمع الكوردي قصور في مجال معرفة الشباب بطبيعة الحياة الزوجية ومهارات التواصل الاجتماعي لكن الى جانب هذا وذلك فإن الشخصية الكوردية تغلب عليها صفة ( التحدي ) في مواجهة مشكلات الحياة وهذا له علاقة بالوضع الجغرافي والتاريخ الكوردي وبطبيعة ما واجهه الكورد عبر التاريخ الحديث على الأقل من مشكلات وتحديات .
وللأسف فإن المؤلف وضع الدراسات التي قام بها واحدة بعد الأخرى دون ان يخرج بما يجب عليه ان يقوله بعد كل تلك الدراسات والبحوث الأكاديمية الصرف .
مع هذا أقول إن الكتاب جهد أكاديمي متميز ابارك للمؤلف جهده وللاكاديمية الكوردية جهدها ..واهنيء الاخ الاستاذ الدكتور عبد الفتاح البوتاني رئيس الأكاديمية الكوردية على هذه المنجزات العلمية التي اطلعت عليها بفضله وبشكل كبير .