الرئيس الكوري الشمالي لعبة بيد بوتين وترمب بقلم:أسعد العزوني
تاريخ النشر : 2019-08-20
الرئيس الكوري الشمالي لعبة بيد بوتين وترمب بقلم:أسعد العزوني


الرئيس الكوري الشمالي لعبة بيد بوتين وترمب
أسعد العزوني

لست بحاجة لمعلومات كي أسند بها وجهة نظري،ولا ألجا لجهة إستخبارية كي أستظل بها لتزويدي بمعلومة تفيدني في الموضوع الذي أختاره ،لأنني أمتلك نظرية تحليل جديدة هي نظرية "القياس والتطبيق"،ومع ذلك لا أدعي الكمال الذي هو لله وحده .

معروف أن كوريا الشمالية دولة "مارقة"وفقيرة ويحكمها ديكتاتور ،وطبيعي أن تكون مثل هذه الدولة دولة متخلفة فقيرة تفتك بها الأمراض ،ومنبوذة لا يحظى رئيسها بأي تقدير من أحد ،لكننا نرى هذه الدولة بعكس ما هو متوقع ،فهي دولة متطورة صاروخية منظمة منتجة ،ويحظى رئيسها بعلاقات مع الرئيسين الكبيرين بوتين وترمب ،ويلتقي بهما بإستمرار ،وهذا ينفي عنها أنها دولة مارقة وان رئيسها ديكتاتور ،لأننا نعلم جيدا أن الغرب  وأمريكا على وجه الخصوص لا يقبل بديكتاتور يخرج عن طوعه والأمثلة كثيرة.

ظهر علينا الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون في حالة تشي بأنه إمبراطور مرغوب من قبل الجميع وليس رئيس دولة ينظر إليها على غنها دولة مارقة ،وكان ظهوره الملفت للنظر عند نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتكريس المتمسح بالإنجيليين والجمهوريين على حد سواء دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة ،الذي جاء بنظرية أن من يرغب بالبقاء تحت المظلة الأمريكية عليه مضاعفة الفاتورة ،وكان يعني بطبيعة الحال دول الخليج العربية والإتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان ،فهذه الأطراف غنية ولها وضع أمني خاص.

ما أن وطئت قدما ترمب البيت الأبيض حتى إشتعل الصراع بين إيران والسعودية بداية ،وكانت حصيلة الخاوة التي حصل عليها ترمب من السعودية 460 مليار دولار عدا ونقدا ،علاوة على الهدايا التي لحقته بالباخرة ونقوط إبنته إيفانكا ورشوة زوجته لتمويل صندوقها "الخيري"وحفلة رقصة السيف التي كلفت 750 مليون دولار،ولا ندري كم لهف ترمب من دول الخليج العربية الأخرى.

وبالتوازي فقد إشتعلت الحرب الشعواء الوهمية بطبيعة الحال بين كوريا الشمالية وكل من كوريا الجنوبية واليابان ،وكانت حركة ترمب سريعة بإتجاه الجنوبية واليابان وكانت اليابان الأكثر إستجابة له ،بينما إتسمت مواقف سيئول بالعقلانية وتم إفهام ترمب ان قرار الحرب بيد سيئول وليس في واشنطن .

شهدنا تحركات بعضها مفهوم والبعض الآخر يكتنفه الغموض لمن لم يمتلك الحاسة السادسة ،إذ كثرت قمم ترمب-أون هنا وهناك دليلا على التقارب الأمريكي-الكوري الشمالي ،وكنا نرى سيناريوهات غير مقنعة لنتائج تلك القمم ،إذ كنا نرى الوفاق التام في بعضها والموت الزؤام في البعض الآخر ،ومع ذلك لم تنقطع شعرة معاوية ،لأن ماسك حبل العرائس يتقن عمله جيدا.

بعد كل جولة من المفاوضات الأمريكية –الشمالية "القمم"كان الرئيس الشمالي يخرج علينا بخروج جديد على النظام الدولي ،متمثلا بالإعلان عن صاروخ باليستي جديد مطور او تهديد جديد لكل من كوريا الجنوبية واليابان ،آخرها قبل أيام إطلاق صاروخ بإتجاه اليابان ،ومقذوفين بإتجاه كوريا الجنوبية.

ماذا يستدل من كل ما تقدم؟ وكيف يمكن توصيف ما جرى وما يزال يجري بين ترمب ونظيره أون ،ومدى إلتزامهما بقوانين اللعبة التي أعدها لاعب العرائيس القيصر بوتين ،الذي يعرف ماذا يريد وسيحقق اهدافه كاملة ويثأر من امريكل التي فككت افتحاد السوفييتي سابقا.

عندما قلت ان الرئيس الكوري الشمالي عميلا امريكيا فلم أعن انه مسجل في سجلات المخابرات الأمريكية،وربما يكون كذلك ،لكن ما قصدته هو ان الرئيس أون يعمل حاليا وبتوجيهات من الرئيس القيصر بوتين، لخدمة ترمب في حلب الدول الغنية وتمكين نفسه وتثبيت أركان حكمه في أمريكا ولاية ثانية على الأقل ،من خلال حلب الدول الغنية وتحسين الإقتصاد الأمريكي ،والعمل طبعا على تفكيك أمريكا التي نجحت ولاية كاليفورنيا في جمع 34%من أصواتها للإنفصال.

ففي الوقت الذي يثور الشارع الأمريكي على ترمب بسبب تفشي ظواهر العنف والتفرقة والتمييز العنصري فيه على يد ترمب ،وجدنا الرئيس الكوري الشمالي يطلق صاروخا بإتجاه اليابان ومقذوفتين بإتجاه كوريا الجنوبية ،وهذا بطبيعة الجال سيجعل سيئول وطوكيو تهرولان بإتجاه الحلاب ترمب لتقدم له الفاتورة مضاعفة ،ويسند نفسه وهو يخوض حملته الإنتخابية الثانية مبكرا .

ما أود قوله ان الرئيس بوتين ماهر في وضع الخطط وتنفيذها أيضا ،وها هو يوجه الرئيس الشمالي أون لمساعدة ترمب الذي ستكون نهاية أمريكا على يديه ،ولذلك فإنني اتوقع ان يفوز ترمب في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، كي يكمل ما بدأه في موضوع  تفكيك الولايات الأمريكية .