ريح التكنولوجيا يعصف بأخلاقيتنا! بقلم: عاطف شقير
تاريخ النشر : 2019-08-20
ريح التكنولوجيا يعصف بأخلاقيتنا! بقلم: عاطف شقير


ريح التكنولوجيا يعصف باخلاقيتنا! 

  بقلم: عاطف شقير – المحاضر في قسم تكنولوجيا الاعلام بجامعة فلسطين التقنية "خضوري"

   ظهرت صحافة المواطن في ظل الانفجار التكنولوجي والمعرفي الهائل، و في ظل انتشار الشبكة العنكبوتية "الانترنت" وما صاحبها من ظهور مواقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك والتويتر وغيرهما، الأمر الذي أتاح للمواطن القيام بدور الصحفي في ظل هذه المنابر الإلكترونية الحرة.

مما لا شك فيه، أن هذه المنابر الإلكترونية الإعلامية وفرت مناخات واسعة من الحرية والرأي والتعبير للمواطن ليعبر عن أفكاره ورؤيته في مختلف القضايا، مما يتيح له فرصة الإسهام في بناء المجتمع وتطوره.

ولكن لربما هذه المنابر أعطت المواطن الصحفي فرصة التعدي على خصوصية أخيه المواطن عن طريق نشر بعض الصور التي تمس خصوصية بعض الأفراد.

أضف إلى ذلك، عرض صور الاشلاء والدماء للجرحى والقتلى بصورة مهينة للنفس البشرية الأمر الذي يتنافى مع أخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام، فلا يجوز البتة الاقتراب في التصوير من جثث القتلى أو عرض صورهم احترامًا للنفس البشرية.

من ناحية أخرى ان مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تتيح للصحافي اضافة مختلف المرفقات لمادته الإعلامية مثل: وضع الصور المناسبة أو صور الفيديو أو مقابلات الفيديو أو الصوت، فيحسن الصحفي جمع أحد هذه الأدوات في مادته الصحفية والإعلامية لتضفي صفة المصداقية والموضوعية على مادته، لا سيما في ظل انتشار مناخ الشائعات في صحافة الإعلام الجديد.

فمثلًا اذا اردت ان تنشر خبرًا ما فلا بد من تعزيز خبرك بصورة تدعم صحة الخبر، وإذا أردت أن تنشر تصريحًا صحفيًا لمسؤول سياسي، فلا بد لك من ارفاق مقابلة صوتية او مرئية ليتأكد المشاهد من صحة هذا التصريح لا سيما في ظل انتشار التصريحات الملفقة التي يتبعها النفي من تلك المسؤول او ذاك.

فعالم الإعلام الجديد أتاح للمواطن فرصة الوصول للجمهور ولكن يجب أن يعي المواطن الصحفي ان كسب ثقة الجمهور ليست بالأمر السهل، فيحتاج الأمر المحافظة على المصداقية والموضوعية واحترام خصوصية الأفراد واحترام الجوانب الإنسانية في عرض مختلف القضايا مثل: عرض صور الجرحى وضحايا الحروب.

ان مهنة صاحبة الجلالة لها أخلاقيات، على كل العابرين إلى قصرها مراعاة هذه الأخلاقيات، والا صدتهم عن أبوابها وأقفلت تلك الأبواب في وجوههم سواء من قبل اقطابها أو من قبل الجهات المختصة، لئلا  يعكروا صفو السلم الأهلي والمجتمعي من خلال منشوراتهم التي لا تراعي هذه الأخلاقيات الهامة في بلاط صاحبة الجلالة.