دور الحرية على الفرد والمجتمع بقلم: عمر دغوغي
تاريخ النشر : 2019-08-20
دور الحرية على الفرد والمجتمع بقلم: عمر دغوغي


دور الحرية على الفرد والمجتمع

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.                                  [email protected]                                                                                                            
إنّ حريّة التعبير في مساءلة الحكومات ومحاسبتها، يرفعُ مستوى الشفافية في البلاد، ويضفي أثراً إيجابياً هام على النمو الاقتصادي من خلال الكشف عن الفساد والقضاء عليه.

 فالكثير من الدّراساتِ تُشير إلى ارتباطٍ وثيق بين حمايةِ حريّات المواطنين وزيادة النمو الاقتصادي للبلاد.

 حيثُ إنّ مفهوم الديمقراطية ومعناها الديمقراطي تؤدي إلى مزيدٍ من الاستقرار السياسي والاجتماعي، وتقضي على أساليب الصراع العنيفة، ففي المجتمع المتمتّع بالحريّة، يزداد اضطّلاع الناس ومشاركتهم في الشؤون الاجتماعية، ويرتقي مستوى التواصل بين أفراده من خلال الإعلام الحرّ. كما تُسِهم الحرية في تسويق الأفكار من النّاحية المثلى، وتسمح للأفراد بالتعبير عن آرائهم ورؤاهم المتنوعة وحتى المثيرةِ للجدل منها، فالحريّة بطبيعتِها تعمل كصمّام تنفيس الضغط عن المجتمع وامتصاص العُنف والانتفاضة منه، وذلك بالسّماح للنّاس بعرض مشاكلهم وشكاويهم.

للحريّة مفاهيمٌ لا حصرَ لها، فمن يبحثُ عن التعريف اللغوي لهذا المصطلح، سيجد الكثير من الدلالات، إذ يُمكِن تعريف الحريّة بأنها الحقّ في التفكير والحديث والعملْ كما يريد الإنسان، دون الخضوع للهيمنة والاستبداد من أيّ طرفٍ كان، كما تتضمن الحريّةُ الحق بتقريرِ المصيرِ باستقلالية وإرادة تامة. ويندرج تحت هذا التعريف مختلف الفئات، الأفراد، الجماعات، البلدان، المؤسسات وغير ذلك.

إن الحريّة تعني أن يستقل المرء عن ضغوط المجتمع، وأن يعي مكانتَه ضمن هذا العالم ويتحمّلَ المسؤولية حيال ذلك، عندئذِ يمتلك الإنسان قدرة أفضل على اتخاذ القرارات المناسبة له، ويزداد ثقةً بإمكانيّة التصرف بشكلٍ صحيح إذا توافرت لديه الأدوات، ولا بُد هنا من التفريق بين الحريّة والإرادة الحرّة.

 فالإرادة الحرّة مصطلحٌ أوسع وأكثر شمولية كونها تُمثّل تعهداً واعٍ للقرار، أيْ أنها تتعامل مع الروابط التي تُحدث وعياً بطبيعة العمل، في حين أنّ الحريّة تُشكّل حالة ذهنية تحفّز أعمال الإرادة الحرة.

يتعدّى مفهوم الحريةُ الحقّ في التصرّف وحسب، لأن هذا النهج حرفياً سيُنتِج فوضى كبيرةً في المجتمع. 

بل تعني أيضاً تكافؤ الفرص لجميع أفراد المجتمع، وعيشِهم حياةً سعيدة، وذلك من خلال فعلِ الإنسان ما يحلو له من خلال التفكير، والإيمان، والكلام، والعبادة، والتنقل، والعمل وغيرها من الحقوق ما لم يتم التعدّي على حريات الآخرين وخصوصياتهم، ويمكن إيجاز الحريات الأساسية للإنسان في نقاطٍ أربع وهي:

حرية التعبير. حرية العبادة. التحرر من العوز. التحرر من الخوف.